القصة الكاملة لفيديو الإخوان المفبرك عن استشهاد مواطن سيناوي في غارة إسرائيلية
حرب الشائعات مستمرة على مصر - صورة أرشيفية
حالة من الفرح والاحتفال غمرت أبناء أرض الفيروز عقب إعلان قرار العفو الرئاسي عن 54 من المحكوم عليهم من أبناء محافظة شمال سيناء، استقبل الأهالي ذويهم من المفرج عنهم من أقسام الشرطة التابعين لها في مشهد وطني، لكن لم تقبل ذيول جماعة الإخوان الإرهابية هذا التلاحم والاعتزاز بين أبناء سيناء والدولة المصرية، فأخذوا يشوهون المشهد باختلاق أزمة لم تحدث لزعزعة صورة مؤسسات الدولة ووصفها بالتقصير وعدم القدرة على حماية مقدراتها والدفاع عن أبنائها.
شائعات الإخوان الإرهابية لا تتوقف للنيل من مصر
كالمعتاد من جماعة الإخوان الإرهابية شائعات لا تنتهي بعدما فشلت في المواجهة المباشرة أو الحوار العقلاني مع الدولة، ولكن الشائعة الجديدة تبنت نشر فيديو عبر منصات الجماعة الإرهابية يحكي قصة أحد أبناء سيناء اسمه «جهاد يوسف أبو عقلة»، مدعين أنه استشهد إثر غارة جوية لطائرة حربية إسرائيلية داخل الحدود المصرية في جنوب رفح، مستندين على معلومات صادرة عن مؤسسة مشبوهة تدعى «سيناء لحقوق الإنسان»، رد عليها أبناء الشعب المصري على صفحتها بعدم صحة الواقعة وكشفوا تفاصيل إدارة الصفحة وتمويلها من أشخاص خارج البلاد.
تفاصيل الفيديو المفبرك لجماعة الإخوان الإرهابية
وبمراجعة محتوى الفيديو المذاع عبر منصات الجماعة الإرهابية تبين أنه يتضمن مقاطع مصورة لجنازات سابقة مدعين أنها جنازة الشاب الذي توفى، بالإضافة لصورة سيارة معرضة لحادث اصطدام بسيط لا يمكن أن تكون سيارة واجهت قذفا صاروخيا فتت جثمان من بداخلها دون أن يفتت السيارة ذاتها.
كما تضمن الفيديو مشاهد من جنازات سابقة لشهداء القوات المسلحة، محاولين ادعاء أنها من جنازة الشاب المزعوم وفاته في غارة جوية.
أهالي سيناء كشفوا لـ«الوطن» أن الواقعة لم تحدث من الأساس ولم تسجل وفيات لأي من أبناء العائلات والقبائل بهذه المواصفات وفي هذه الفترة، وكذلك لم تتلق الإسعاف أو المستشفيات في سيناء أي بلاغات حول هذه الواقعة.
منظمات مشبوهة تدعم الشائعات ضد مصر
كشف عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن مؤسسة «سيناء لحقوق الإنسان» التي زعمت في بيان لها استهداف شاب مصري إثر غارة جوية لطائرة حربية إسرائيلية داخل الحدود المصرية جنوب رفح، هي نفس المؤسسة التي زعمت في فبراير الماضي قيام الدولة المصرية بتأسيس منطقة عازلة بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، بهدف استقبال اللاجئين الفلسطينيين، لافتا إلى أن هذه المنظمة تأسست شكليًا نهاية عام 2015، وتم إشهارها رسمياً في لندن عام 2018، وركزت نشاطها على الترويج لقضايا المختفين قسريًا، والذين ثبت انتماؤهم وظهورهم بين صفوف تنظيم داعش، أمثال عمر الديب، ومحمد مجدي الضلعي، وعبد الرحمن العقيد، وغيرهم، ويديرها مسعد أبو فجر، المعروف بمهاجمته المستمرة للجيش المصري، فضلًا عن علاقته الوثيقة بالكيان الإسرائيلي، ومساهمته في أنشطة المؤسسات التابعة للتنظيم الدولي للإخوان في الخارج.
سماسرة داعش في سيناء
وأشار فاروق إلى أن تلك المنظمة اعتمدت «هيومن رايتس ووتش»، عليها في غالبية تقريرها ضد الدولة المصرية، حصلت على معلوماتها من عناصر تابعة للتنظيمات المسلحة ومتورطة في أعمال عنف ضد الإرتكازات الأمنية، وعلى علاقة وثيقة بما يطلق عليهم «سماسرة داعش» في سيناء، ولديهم عداء واضح مع الجيش المصري وعملياته المسلحة وتحركاته التي تهدف للقضاء على البؤر الساخنة للعناصر الإرهابية.
كما يرتبط مدير مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، مسعد أبو فجر، بعلاقات تطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وطالب كثيراً بفصل سيناء عن الدولة المصرية ووضعها تحت سيطرة الكيان الصهيوني، وفي 17 نوفمبر 2011 ، تطرق الصحفي الإسرائيلي إيهود ياري، في محاضرة له في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن مسعد أبو فجر، أبلغه بتعرض بدو سيناء للتعذيب والتمييز والإقصاء، واصفاً إياه بالصديق المخلص والمثقف.
التطبيع مع إسرائيل ضد مصر
في عام 2007 أصدر مسعد أبو فجر، رواية «طلعة البدن»، التي أشاد بين فصولها بالمحتل الإسرائيلي، تحت ما أسماه «إنسانية الجيش الإسرائيلي في معاملة أهل سيناء مقابل وحشية الجيش المصري».
من داخل مدينة العريش وفي يوليو 2007، قاد مسعد أبو فجر تظاهرات تطالب بالإفراج عن المتهمين المتورطين في تفجيرات طابا وشرم الشيخ ودهب، التي وقعت في الفترة ما بين 2004 و 2006، ونفذتها عناصر تابعة لجماعة التوحيد والجهاد، التكفيرية المسلحة، المكون الأساسي الذي قامت عليه جماعة أنصار بيت المقدس، وتحولت في ما بعد لتنظيم ولاية سيناء، عقب مبايعتها لأمير تنظيم داعش في نوفمبر 2014.
في منتصف عام 2015 خرج مسعد أبو فجر من القاهرة متجهًا إلى إيرلندا، ومنها إلى فرنسا، ليستقر في لندن، وتتوثق علاقته بقيادات جماعة الإخوان الفاعلين داخل منظمة هيومن رايتس ووتش، وفي مقدمتهم مهند صبري، الباحث والمشرف على الملف العسكري الأمني والعسكري بسيناء، وأحد المشاركين في المؤتمرات الإسرائيلية في شكل دائم، وعمرو مجدي، المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسلمى أشرف، مديرة الملف المصري بهيومن رايتس ووتش، وابنة القيادي الإخواني الهارب أشرف عبد الغفار، إلى جانب علاقته المتشابكة مع مدير مركز القاهرة، بهي الدين حسن، وهو أحد مؤسسي منظمة المنبر المصري الممولة من قبل مبادرة الحرية في الولايات المتحدة اﻷمريكية، ويتولى إداراتها التنفيذية الإخواني محمد سلطان، المتهم في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«غرفة عمليات رابعة»، وتم الإفراج عنه منتصف عام 2015، بعد تنازله عن الجنسية المصرية واحتفاظه بجنسيته الأمريكية.
يدير مسعد أبو فجر من داخل لندن شبكة محسوبة على الحركات الأصولية في مثلث رفح والعريش والشيخ زويد، لتقديم معلومات وتقارير حول الأوضاع السيناوية، لعدد من المنظمات الحقوقية، سواء الدولية المعلنة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، أو التي أُسست في الخارج على يد قيادات التنظيم الدولي للإخوان، وتعمل على إسقاط مؤسسات الدولة المصرية.
وتتلقى مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، الشريك الفاعل لمنظمة هيومن رايتس ووتش، معلوماتها عبر مجموعة من المراسلين تم تدريبهم في شكل مكثف ضمن مؤسسة شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENA EDITORS، التي تم تأسيسها في بريطانيا كشركة غير ربحية برقم (11579456) بتاريخ 20 سبتمبر 2018، وتم افتتاح فرع لها في النمسا تحت رقم (1643702166) بتاريخ 17 سبتمبر 2019، وفرع ثالث تابع لاتحاد الجمعيات الأهلية في تركيا (أحد كيانات التنظيم الدولي)، برقم (34-263/068) بتاريخ 11 سبتمبر 2020، وفرع رابع بدولة تونس، تأسس في نوفمبر 2020.
الشعب المصري لسيول من شائعات جماعة الإخوان الإرهابية
أوضح الدكتور أحمد الشحات، أستاذ العلوم السياسية، أن الشعب المصري يرفض مزاعم الإخوان الإرهابية مهما كانت، ويدرك جيدا أن هذه الجماعة بمختلف فروعها وأقسامها لا تهتم ببناء أوطان بل تعمل من أجل مصالحها ومكاسبها الشخصية، لافتا إلى أن التعاون بين مؤسسات الدولة وأبناء محافظة شمال سيناء أحدث حالة من الإرباك والقلق داخل تنظيمات الجماعة الإرهابية التي كانت تعتبر سيناء هي الممر الآمن لدخولها وخروجها لمصر كما حدث من قبل، ولكن العملية الشاملة في سيناء كانت الضربة القاضية على العناصر الإرهابية والمتبقي من خلاياها، ومنذ ذلك الوقت والجماعة تطلق سيولا مش الشائعات كان أحدثها ادعاء استشهاد أحد شباب سيناء في غارة جوية إسرائيلية داخل سيناء، وهو أمر لا يعقل في ظل تواجد القوات المصرية على امتداد الشريط الحدودي بما لا يدع مجالا للشك في إمكانية حدوث أي اختراقات للحدود المصرية.
وأكد الشحات لـ«الوطن» أن جماعة الإخوان الإرهابية لم تستوعب أن أزمتها مع الشعب المصري وليست مع الدولة، ورصيدها لدى المصريين مغلف بالدماء وسط حالة من عدم القبول بعودتهم للمشهد بأي شكل من الأشكال، في ظل عدم احترامهم للأوطان والحدود التاريخية وعدم قبولهم للمراجعات الفكرية بما أعطى حالة من عدم وجود أمل في تغير الوضع أو رؤية المصريين لهم، لافتا إلى أن الشعب المصري حينما يستشعر الخطر بما يهدد أمن الدولة وحدودها يلتحم ويتحد مع النظام لمواجهة العدائيات ويجنب أي أزمات اقتصادية أو اجتماعية، وتكون الأولوية الأولى هي الحفاظ على الوطن وبقائه، مشيرا إلى أن الدولة حريصة على التعامل في مواجهة الفكر المتطرف من خلال استراتيجية تنموية فكرية أمنية، لتهيئة بيئة لا تسمح بوجود الفكر المتطرف داخل الأراضي المصرية، موضحا أن الجماعة الإرهابية تستغل الأحداث الدولية فظنت أن التحرك الذي يحدث في سوريا سيكون محاولة لإحياء نظامهم من جديد ونشر فكرهم في مصر وهو أمر لم ولن يحدث مع المصريين، فالدولة المصرية تعي جيدا هذه الأفكار الهدامة والأكاذيب ومحاولات التضليل ونشر الشائعات وهي أمور لن تخترق الوعى المجتمعي المصري.