معرض الكتاب 2025.. محمد كامل يطلق دعوة إنسانية في أولى رواياته «صوت أصم»
رواية «صوت أصم» لمحمد كامل
يشارك الكاتب الصحفي الشاب محمد كامل، بأول أعماله الروائية «صوت أصم»، في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 بدورته الـ56، الصادرة عن دار حابي للنشر والتوزيع.
حاول «كامل» في روايته «صوت أصم»، تقديم شخصية تعكس الصراع اليومي الذي يعيشه البعض، مشيرًا إلى أن الصمت لا يعني غياب الحياة الداخلية الغنية، بل يحمل في طياته الكثير من المعاناة والتجارب التي تستحق أن تُروى وتُفهم.
كشف «كامل» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، عن رؤيته وراء تأليف الرواية التي تتناول التحديات اليومية، ويواجهها الأفراد من ذوي الهمم، خاصة الصم والبكم، موضحا أن العمل ليس مجرد سرد لقصة عابرة، بل بمثابة دعوة إنسانية تهدف إلى تغيير النظرة السائدة في المجتمع تجاه الأشخاص الذين يعانون من إعاقات سمعية.
صعوبات تواجه ذوي الهمم
أكد الكاتب أن شخصية «إسلام»، بطل الرواية، تمثل نموذجًا لفئة غالبا ما يُنظر إليها في المجتمع على أنها ضعيفة أو مهمشة.
وأضاف أنه كان دائمًا يرى في الأدب وسيلة قوية لإحداث تغيير حقيقي في الوعي المجتمعي، لافتا إلى أن هدفه من كتابة هذه الرواية مساعدة القراء على إدراك أن الصمت لا يقتصر فقط على غياب الصوت، بل لغة قائمة بذاتها تنطوي على أفكار، مشاعر، وأحيانا حكمة أعمق مما تحمله الكلمات.
وأوضح الروائي الشاب أن الرواية تسلط الضوء على مختلف الجوانب الحياتية التي تخص ذوي الإعاقات السمعية، بما في ذلك العقبات التي تواجههم في الحصول على تعليم ملائم، والصعوبات التي تعترض طريقهم في إيجاد فرص عمل، بالإضافة إلى التحديات التي تواجههم في التفاعل اليومي مع المجتمع.
رسالة تحمل الأمل والقوة
عبّر محمد كامل عن حرصه على أن تكون الرواية رسالة إيجابية تحمل في طياتها الأمل والقوة، مشيرا إلى أنه لم يكتفِ بتسليط الضوء على المعاناة فقط، بل أراد إبراز الجوانب المشرقة في حياة ذوي الهمم.
وتحدث عن كيفية مواجهة الأبطال لهذه التحديات بعزيمة وإصرار، ليثبتوا أنهم قادرون على إحداث تغيير في حياتهم رغم كل العقبات التي قد تواجههم.
وأكد الكاتب أن أحد أهداف الرواية هو تغيير طريقة تفكير المجتمع وتعامل أفراده مع ذوي الإعاقات السمعية، معربا عن أمله في أن تسهم الرواية في بناء مجتمع أكثر تفهمًا وشمولية، حيث لا يُنظر إلى ذوي الهمم كضحايا، بل كأفراد يمتلكون قدرات خاصة تستحق الاحترام والدعم.
وعبّر عن طموحه في أن تحقق الرواية صدى واسعًا بين القراء، وأن تساهم في إحداث تغيير فعلي في نظرة المجتمع لهذه الفئة.
دور المجتمع في تحسين حياة ذوي الهمم
أشار إلى أهمية دور المجتمع في تحسين حياة ذوي الهمم من خلال تقديم الدعم اللازم لهم، سواء في التعليم أو في العمل أو في الحياة الاجتماعية بشكل عام، مشددا على أن المجتمع الذي يتفهم احتياجات أفراده بمختلف اختلافاتهم، مجتمع متحضر وقادر على تحقيق التقدم.
اختتم محمد كامل حديثه بالتأكيد على أنه يرى في «صوت أصم» رواية موجهة للجميع، وليست لفئة معينة فقط، لأنها تدعو إلى فهم أعمق وأشمل للآخر، وتؤكد أن الاختلاف ليس عائقًا أمام المشاركة الكاملة في بناء المجتمع، قائلا إن الأدب قادر على خلق نقاشات مجتمعية عميقة تساهم في بناء مجتمع أكثر عدلًا وإنسانية.
من أجواء الرواية، قال كامل: «داخل معهد السمع والكلام، كانت الأجواء تعج بالحركة والزحام، طوابير طويلة من الأشخاص، بعضهم يحمل أطفالًا في أحضانهم، وآخرون يحملون ملامح من الأمل والقلق.. كانت رائحة الأدوية والمطهرات تتداخل مع أصوات الأحاديث المتداخلة، كان إسلام، الفتى الصغير ذو العيون الباكية، يجلس على أحد الكراسي البلاستيكية ووجهه يشع ببراءة، لكنه كان يذرف الدموع، بينما كانت والدته، منى، تتلمس ملامح القلق على وجهه، وتُظهر قوة لا تتناسب مع الضغط الذي تشعر به».