"الكورنيش والدولى والسريع والدائرى".. الظلام "يغتال" أهالى الإسكندرية
باتت الطرق الرئيسية فى الإسكندرية أشبه بمصايد الموت، خاصة طريق الكورنيش الذى يبدأ من المنتزه شرقاً وحتى القصر الرئاسى برأس التين غرباً، والطريق الدولى، الذى يبدأ من منطقة الكيلو 21 على طريق الساحل الشمالى وحتى الموقف الجديد فى قلب المدينة، والطريق السريع، من منطقة محرم بك وسط المدينة وحتى ميدان الساعة شرقها، والطريق الدائرى الذى يربط مداخل المدينة شرقاً وغرباً أمام منطقة كارفور وداون تاون.
وأصبحت الطرق الرئيسية، فى عروس البحر الأبيض المتوسط، سيئة السمعة، بسبب الكم الكبير من الحوادث الذى تشهده فى كل يوم، وفى مختلف ساعات النهار والليل، الأمر الذى يبرره خبراء المرور بالسرعة الجنونية من جانب السائقين، وضعف الإضاءة على الطرق، وقلة الأنفاق وابتعادها عن بعضها، وقلة وعى الأهالى، الذين لا يبذلون جهداً فى البحث عن النفق مفضلين المرور أمام السيارات المسرعة.
يقول أحمد عبدالسميع، سائق الميكروباص على طريق الكورنيش، لـ«الوطن»، إن الحوادث المرورية التى يشهدها الطريق بصفة مستمرة تؤدى إلى وفاة أعداد كبيرة من المواطنين، خاصة فى فصل الصيف الذى يتكدس فيه المصطافون فى المناطق الساحلية المطلة على البحر مثل ميامى والعصافرة وجليم وستانلى، وأشار إلى أن أغلب الحوادث تكيّف قانوناً تحت بند القتل الخطأ، ما يشجع السائقين على ألا يلقوا بالاً للأمر، ويزيد من عدم مبالاتهم أو اكتراثهم بحياة المارة.
ويختلف عيسى محمود، أحد مالكى السيارات فى منطقة كامب شيزار مع «عبدالسميع»، مؤكداً أن ضعف الإضاءة ليلاً يتسبب فى حوادث كثيرة، وطالب إدارة المرور بمديرية أمن الإسكندرية، والأحياء، بالاهتمام بتزويد الإضاءة والتأكد من تشغيلها بشكل يومى.
ويضيف حازم حسنين، أحد سكان منطقة العجمى، أن الطريق الدولى أصبح الأكثر عرضة لحوادث السيارات، بسبب عدم اهتمام الأجهزة الحكومية بصيانته بشكل مستمر، مشيراً إلى أن ضعف الإضاءة يتسبب أيضاً فى كوارث ليلاً. وطالبت ناهد حمودة، الطالبة بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، بزيادة عدد الأنفاق فى الطرق السريعة والحرة، لتجنيب المواطنين خطورة المرور أمام السيارات المسرعة، مؤكدة أن جزءاً كبيراً من المسئولية يقع أيضاً على عاتق المواطنين الذين يمرون دون البحث عن أنفاق.
من جهته، قال المستشار سامى مختار، رئيس جمعية ضحايا حوادث الطرق وأسرهم، لـ«الوطن» إن هذا العام شهد انخفاضاً فى نسبة الوفيات عن العام الماضى، التى تبلغ 14 ألف قتيل سنوياً على مستوى الجمهورية، مؤكداً أن عدد المصابين لم ينخفض ووصل هذا العام إلى 60 ألف مصاب.
وأضاف «مختار»، أنه بالرغم من محاولة إصلاح بعض طرق الموت، ولكن ما زال الدم ينزف بكثرة على أسلفت هذه الطرق، خاصة طريق الكورنيش، ووجود عدد كبير من الأنفاق وضيق بعض الحارات لمرور المواطنين، إلا أن كثيراً من المواطنين يتفقدون الوعى بأهمية المرور من النفق وعدم عبور طريق الكورنيش.
وأوضح أن الطريق الدائرى، الذى يبدأ من كارفور وصولاً إلى كفر الدوار، من أبرز طرق الموت بمدينة الإسكندرية بعد الكورنيش الذى يصل من بحرى حتى المندرة، وذلك لعدم وجود أنفاق به لعبور المشاة، مما يضطر الكثير من المواطنين للعبور والتعرض للخطر أو ركوب سيارات للمرور من جهة كارفور إلى داون تاون، مما يعرض حياتهم للخطر.
وأشار إلى من أهم أسباب زيادة عدد ضحايا الطرق هى السرعة الجنونية التى يتبعها الكثير من راكبى السيارات، خاصة فئة الشباب وخلال موسم الصيف، ومحاولة استعراض العضلات فى سير السيارات، وخلال الأفراح، مما يعرض حياتهم للخطر، بالإضافة إلى ضعف الإضاءة فى كثير من الطرق خاصة الطريق الدائرى، وقلة الأنفاق. وأكد ضرورة تبنى مجموعة من التدابير البسيطة لتفادى حوادث الطرق، وخفض نسبة المتوفين والمصابين جراء هذه الحوادث، التى من أهمها الالتزام بالسرعة وقانون المرور، وعمل العديد من الأنفاق خاصة بالطريق الدائرى، وزيادة الإضاءة.
وأشار إلى ضرورة توعية المواطنين بهذا الخطر، وضرورة التفكير جيداً قبل عبور الطرق، مؤكداً أن الوعى عند البعض ما زال ضعيفاً وغير مدرك لخطورة ما سيتعرض له فى حال عدم النزول من الأنفاق. وأضاف: «الجمعية أطلقت حملة «هنلتزم» لإحياء ذكرى حوادث الطرق، للفت نظر الجميع إلى هذه القضية العامة والعمل على خفض معدلات حوادث الطرق عن طريق نشر الوعى بالسلامة على الطرق وبيان دور الفرد والجهات الحكومية وغير الحكومية وجهات رفع الوعى المجتمعى وإدارات التدريب بشركات القطاع العام وقطاع الأعمال والشركات الخاصة، خاصة إدارات السلامة فى هذه الشركات».