خريطة "اللعب مع الكبار"
تروج الإدارة الأمريكية منذ عقود أنها تحافظ على حلفائها فى المنطقة وتخدم مصالحهم بهدف استقرار المنطقة، لكن الواقع يؤكد أن أمريكا لا تخدم سوى مصالحها فقط، غير عابئة بالأضرار التى تقع على حلفائها، بسبب السياسات الأمريكية الجديدة فى المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووى الإيرانى، الذى أغضب منطقة الخليج، خاصة السعودية التى ترى أن الاتفاق يجعل طهران لاعباً رئيسياً فى زعزعة استقرار المنطقة، ويرى محللون أن العلاقات الأمريكية - السعودية «تعيش أسوأ فتراتها» وأن المصالح تفرض على «الخليج» تنويع حلفائهم، خاصة أن الاتفاق يضمن لإيران أن تكون الحليف الأهم لأمريكا فى المنطقة، وبسبب هذا الاتفاق والسياسة الأمريكية المتضاربة زادت حدة التوتر مع تل أبيب التى دائماً تتشدق بكونها المسيطر الأول على الاستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط، والآن أصبح هذا التحالف مهدداً بالانهيار فى أى لحظة بسبب الخلافات الشخصية بين الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء الإسرائيلى.
ولم يكن تنظيم داعش بعيداً عن خريطة السياسة الأمريكية فى المنطقة، باعتبار أن واشنطن، وفقاً لمحللين، تعتبر المستفيد الأكبر من وجود التنظيم فى المنطقة، وأن تأسيس التحالف الدولى لمواجهة «داعش» الذى تقوده أمريكا لشن غارات جوية على مواقع التنظيم، مجرد شو سياسى. «المصلحة» كانت هى المحرك الأول والأخير لعلاقات «واشنطن» مع «القاهرة»، خصوصاً بعد أن أكد عدد من المسئولين الأمريكيين السابقين والمحللين، أن خسارة التحالف مع مصر يعنى خسارة مصالح «واشنطن» فى الشرق الأوسط، نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية التى تتمتع بها مصر فى المنطقة، لذلك كانت واشنطن حريصة على عدم خسارة القاهرة كحليف استراتيجى فى المنطقة، رغم الاختلاف فى وجهات النظر حول العديد من القضايا، خاصة مواجهة إرهاب تنظيم الإخوان.