"قانون شرم الشيخ".. الأتوبيس ينقلب بـ"مصريين" فيسعفهم "أجانب"
لمدة 25 دقيقة، لا يوجد سواهم في موقع الحادث، لم تحضر سيارة إسعاف أو شرطة، وقف "عبدالله" وبرفقته 5 سائحين انطلقوا على الفور ليسعفوا مصابي أتوبيس تابع لأحد الفنادق بعد انزلاقه على طريق الدولفين بشرم الشيخ، وانقلابه على جانب الطريق وبداخله 12 موظفاً كلهم مصريون، بينما كان المسعفون كلهم أجانب.
"اليوم انضرب" بضيق شديد قالها "عبدالله نبيل عبدالعزيز" صاحب مشروع أتوبيسات سياحية بمدينة شرم الشيخ، حزناً على النزهة التي جاءته في فترة ركود سياحي، يوم كامل اتفق معه الوفد الإنجليزي على قضائه بين أماكن مختلفة داخل مدينة شرم، لكن اليوم انتهى قبل أن يبدأ: "السياحة مش ناقصة، والناس دي بتيجي هنا عشان تتبسط مع عشان تسعف مصابين، وتشوف مناظر الدم، طبعاً خافوا وكانت كلمتهم الوحيدة اللي سمعتها، رجَّعنا على الفندق، وبالفعل رجعتهم وانتهى اليوم".
حاول الرجل الأربعيني تهدئة السياح وإقناعهم بنفس لغتهم الإنجليزية ولكنتهم البريطانية، أنه حادث عابر، لكن دون جدوى: "أصروا على الرجوع لأن حالتهم النفسية تأثرت، وبدأوا يشعرون بقلق وخوف"، رغم ضياع اليوم إلا أن "عبدالله" خرج من الحادث بدرس لن ينساه طوال حياته، حول مهارة الوفد السياحى في التعامل مع الإصابات الخطيرة وتقديرهم للموقف: "كلهم بيعرفوا في الإسعافات الأولية وعندهم خبرة في التعامل مع الإصابات، لكن إحنا هنا مش مجهزين، ولازم الشركات والفنادق تدرب موظفيها وعمالها، وكل واحد يبدأ بنفسه".
يرجع سبب الحادث الذي كان "عبدالله" شاهده العيان إلى عطل في الفرامل، نظراً للسرعة الشديدة التي تدحرج بها الأتوبيس إلى أن انزلق في الحفرة، لكن في الوقت ذاته يؤكد أن مدينة شرم المعروفة بـ"السحر والجمال" تملؤها المشكلات، وخاصة طريق الدولفين: "لو كنا مش موجودين مكنش حد حس بيهم، إلا لما الجثث تعفن، بعض الطرق مفيهاش إنارة ولا فيها إرشادات سلامة، ومن ناحية تانية بعض الفنادق بتستسهل وبتكسل تراقب الأتوبيسات اللى بتحمل الطاقم بتاعها وتعمله صيانة دورية"، كلماته التى خرجت بنبرة غاضبة جاءت بعد أن تفحص بنفسه الأتوبيس: "دا أتوبيس قديم يمكن موديل 80، والمفروض إن حياة السائح لا تقل عن اللى حياة العمال المصريين، ده غير أن أي حادث، حتى لو لم يشمل أجنبي واحد، بيأثر سلبياً على السياحة".