جيش وشرطة واستخبارات.. هكذا تؤمّن قناة السويس
ساهمت في تطوير وتحسين حركة الملاحة العالمية، وازدهار التبادل التجاري بين الدول، فؤائد كثيرة كان قناة السويس سبب فيها، ومن أهمها اختصار طريق البواخر المبحرة من بلاد المغرب إلى بلاد المشرق والعكس، لأنها تجنب السفن الدوران حول قارة إفريقيا عن طريق رأس الرجاء الصالح، ما يساهم في اختصار الوقت والوقود أيضا.
قناة السويس، التي راح ضحية بنائها أكثر من 120 ألف عامل، قضوا أثناء حفرها بمعدات بدائية، ولسنوات طوال دم وعرق المصريين الذي لايزال ينزف حتى الآن، من أجل المشروع القومي واستكماله بمشروع القناة الجديدة، ومع تزايد أعمال العنف والهجمات الإرهابية التي تشهدها مصر منذ قرون، إلا أن القناة تؤمن بأيادي حماتها من أبناء جيشها، وشرطتها، وبأحدث وسائل الأمان.
يتولى تأمين المحور الملاحي لقناة، الجيش الثالث الميداني، عن طريق قوات تأمين قناة السويس والمنشآت الاقتصادية وقطاع السخنة والقطاع الريفي وقوات تأمين قطاع السويس، وذلك في النطاق الخاص به بداية من نهاية نطاق الجيش الثاني وحتى جنوب المخرج الجنوبي للقناة بطول 52 كم إلى جانب التأمين الداخلي للمجرى الملاحي. فيما يتم ذلك بالتنسيق مع قوات الجيش الثاني وحرس الحدود والقوات البحرية والقوات الجوية والدفاع الجوي والشرطة العسكرية من خلال مركز قيادة موحد، حسبما ذكر هيئة قناة السويس.
تتعاون قوات الجيش مع قوات الشرطة التي تمثلها مديرية أمن السويس، ومديرية أمن الإسماعيلية، ومديرية أمن بورسعيد، حيث تتمثل عملية التأمين في حراسة ضفتي القناة بمسافة معينة وبشكل مستمر، بخلاف وجود تأمين من داخل مجرى القناة ذاته، إضافة لنشر القوات الأمنية للأكمنة الثابتة والمتحركة لتأمين محاور القناة.
وتحقق حالات الاشتباه للعابرين بين الضفة الشرقية والضفة الغربية، والقيام بحملات تمشيطية يومية على المزارع المتاخمة للمجرى الملاحي، وتأمين المحاور البرية الرئيسية التي تربط سيناء بمحافظات القناة والقاهرة والدلتا، ومنع الدخول إليها وقت اللزوم إلا بتصريح من المقيمين فيها، يتم التأمين عن طريق استخدام الطائرات واللنشات والمدرعات والمجنزرات، إضافة إلى قوات المشاة التي تتعدى 4 آلاف جندي موجودين بالضفتين الشرقية والغربية للقناة، واستخدام أجهزة الكشف عن المفرقعات للسيارات المترددة على محاور عبور القناة البرية والمعديات البحرية، وكاميرات المراقبة بعمق 3 كم على شاطئي القناة في اتجاه صحراء سيناء والمناطق الزراعية المتاخمة لساحل القناة بالجناين والقنطرة غرب وفايد والبحيرات المرة.
إضافة إلى التجهيزات الهندسية كالسواتر والحواجز على ضفتي القناة، وإقامة أسوار خرسانية، وأبراج مراقبة لضمان عبور السفن للمجرى الملاحي بأمان تام.
كما يتم إزالة المنازل المتاخمة للمجرى الملاحي، وتعويضهم بمنازل أخرى في مناطق أبعد عن ضفتي القناة بالاتفاق مع شيوخ القبائل، بهدف كشف الأرض المتاخمة لضفتي القناة، بحيث لا توجد إلا أراض مفتوحة سواء زراعية أو صحراوية لإقامة سياج أمني بعمق نحو 3 إلى 4 كم.