عالقون بالعراق: عناصر "داعش" سألتنا عن "التنظيم" فى سيناء
فى اتصال هاتفى مع «الوطن» قال جمال أبوالعينين خفاجى، أحد السائقين المصريين العالقين على الحدود العراقية منذ 23 يوماً: «نكاد نموت جوعاً»، وناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، التدخل لإنهاء أزمتهم، مؤكداً أن أحد زملائه العالقين انقطعت أخباره ولا يعرف إن كان على قيد الحياة أم فارقها.
وأضاف: خرجنا من أسيوط وسياراتنا محملة بشحنة رمان لتوصيلها لنهاية الحدود العراقية - الأردنية، وعند وصولنا اضطررنا لعبور الحدود العراقية بعد أن اكتشفنا إغلاق الحدود، اتصلت بأحد التجار العراقيين، الذى طلب منى محاولة الوصول إليه، حتى يتولى الأمر، وبالفعل تحركت بسيارتى ما يقرب من 50 كيلو لأدخل من قلب الجبل مسافة 9 كيلومترات، ومعى سيارات عراقية ملاكى، لجهلى بالطريق، حتى حضر بعض الأفراد الذين يرتدون زى الجيش العراقى وأشاروا لى بالتقدم، وتابع: تم التعدى علىّ من قبَل ثلاثة منهم وأطلقوا علىّ وابلاً من الرصاص وقاموا بتفتيشى ذاتياً وتفتيش السيارة، وأخذوا منى 160 دولاراً عهدتى، والهاتف المحمول، وبعد محاولات معهم أعطونى الهاتف الجوال، وبعدها سلمونى لعناصر تابعة لتنظيم «داعش»، فى منطقة الرطبة، وهناك استمعت لقصص بعض الأسرى السوريين.
ويضيف «جمال»: «تواصلنا مع تاجر مصرى وتم إرسالنا لبلدة تسمى حصيبة فى منطقة القائم تتبع تنظيم «داعش»، وخلال ذهابنا سألونى إنت من وين؟، قلت لهم أنا من مصر، فردوا: حيا الله مصر بكل الخير، طيب إيش لون أخبار الدولة الإسلامية بمصر؟ فرديت عليهم: لا يوجد اللى بتقولوه ده فى مصر والحمد لله مصر مستقرة، فردوا: لأ فيه دولة إسلامية بسيناء، فقلت لهم لا أعلم بها ولا يوجد منها شىء على أرض الواقع، فسألونى أنت من أى محافظة؟ فرديت دمياط، قالوا وكام تبعد عن سيناء؟ فرديت كذباً تبعد 850 كيلو تقريباً، وكام تبعد القاهرة عن سيناء؟ قلت: المسافة كبيرة جداً حوالى 1000 كيلو، ولم يتعرضوا لى بأى أذى، وتركونى حتى نجحت فى العودة للحدود العراقية - الأردنية ووجدنا الحدود مغلقة»، واختتم «خفاجى» اتصاله قائلاً: «إنهم تلقوا اتصالاً هاتفياً من السفارة المصرية بالعراق أمس الأول وإن المسئولين أكدوا حل أزمتهم خلال 48 ساعة».
فى السياق نفسه، ناشد محمد فرج، أحد السائقين العالقين، السلطات المصرية التدخل لإعادتهم قائلاً: «نفسى أشوف عيالى، اتبهدلت من الجوع والعطش والمعاملة بإهانة ولم أتوقع أن تخذلنا السلطات المصرية طوال تلك الفترة»، وأضاف: لقد سمحت قوات الجيش العراقى للسائقين السوريين والعراقيين بالعبور لبلادهم عبر الحدود العراقية مع سوريا عن طريق ما يسمى بـ«داعش» منفذ القائم، ولم يعد سوى السائقين المصريين وأحدنا محتجز بمنطقة تسمى النخيب، أما نحن فما زلنا عالقين على منفذ طريبيل. من جانبها، قالت «أميرة»، زوجة السائق العالق جمال خفاجى: «زوجى لأول مرة يسافر العراق، عمره ما دخلها من قبل ومن 23 يوماً وهو عالق على الحدود العراقية، والجهات المسئولة لم تحرك ساكناً، ورغم مناشدتى كافة الجهات المسئولة، وإرسالى استغاثات طوال الفترة الماضية إلا أنها كانت دون جدوى».