"ياسر" وجده يشاركان فى حفر القناة.. "يا محاسن الصدف"
أراد أن يسير على خطى جده، وينال شرف المساهمة فى مشروع قناة السويس ولو بعمل بسيط، فانضم إلى كتيبة العمال، وشارك فى بناء سور لحماية القناة عقب تأمينها.
ياسر حافظ، يمتلك «كشك» فى مدينة بورسعيد، ما إن بدأ مشروع القناة الجديدة، حتى قرر غلقه ليطرق كل الأبواب للسماح له بالعمل فى القناة، فيقول: «أنا ما بفهمش فى الحفر، ولما قررت أشارك كان عشان يبقى اسم جدى محمود حافظ على القناة الأولى واسمى على التانية، ربنا واحدة اللى عالم أنا لفيت قد إيه وحفيت وعافرت عشان أنضم للعمال، وفى الآخر شركة البنا وافقت وكان يوم عيد بالنسبة لى».
القلادة التى أهداها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى جد «ياسر» تكريماً له لمشاركته فى حفر القناة ظلت العائلة تحتفظ بها، وأصبحت مدعاة للفخر والعزة، وواحدة من الموروثات الثمينة التى لا ينبغى التفريط فيها، ورغم محاولات البعض لشراء القلادة من الأسرة، فإن أسرة «ياسر» ترغب فى إهدائها للرئيس عبدالفتاح السيسى يوم افتتاح القناة: «كتير قالوا لى خليها ليك ولعيالك، بس أنا نفسى أحضر حفل الافتتاح كعامل، وكمان أسلم السيسى الميدالية اللى سلمها لنا عبدالناصر بنفسه».
المدة التى قضاها «ياسر» فى حفر القناة والتى تتجاوز الـ70 يوماً جعلته يؤمن بأن الوطن غال، وأن هناك من ضحوا بأنفسهم فى مقابل أن يعيش باقى المواطنين فى سعادة ورخاء، فيقول: «الواحد شاف فصول السنة اللى بجد فى وسط الصحرا، بس اتعلمنا إن الوطن مش كلمة، الوطن إننا نبنى الأمجاد».