مفيد شهاب: قيمة مشروع القناة أنه مصري100٪ ويقودنا لمستقبل أفضل
أستاذ قانون دولي: قيمة مشروع القناة أنه مصري100٪ ويقودنا لمستقبل أفضل
مفيد شهاب
بعد فترة طويلة من العزوف عن الظهور الإعلامى، تحدث الدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولى بجامعة القاهرة، ووزير التعليم العالى والبحث العلمى الأسبق، فى حوار مع «الوطن» حول افتتاح قناة السويس الجديدة، والرسائل التى يحملها المشروع الذى وصفه بـ«الإنجاز العظيم»، ودلالات الاهتمام العالمى والإقليمى بمصر وخطواتها التى تتخذها حالياً، معتبراً أن هذا الاهتمام الذى تجسد سواء فى الحضور عالى المستوى لحفل الافتتاح أو تناول المشروع بوسائل الإعلام الأجنبية، هو بمثابة شهادة «ثقة وتقدير» لمصر وقيادتها الحالية التى وصفها بـ«الحكيمة».
■ منذ لحظة الإعلان عن حفر قناة جديدة، وصولاً للحظة افتتاحها أمام العالم فى الموعد المحدد بعد عام واحد.. ما أهم المحطات أو الملاحظات التى توقفت عندها؟
- أهم ما توقفت عنده هو دلالات هذا الإنجاز الذى تحقق بالسواعد المصرية وحدها، وبالتخطيط المصرى وحده، وبالأموال المصرية فقط، وبالعقل المصرى والإرادة المصرية، مع الدعم العالمى من جانب كل الشعوب المحبة للسلام، هذه الدلالات مهمة جداً، ولها تأثيرات عديدة سواء على الناحية السياسية أو الاقتصادية أو العلاقات الإقليمية والدولية، مصر تستعيد مكانتها ودورها ومجدها من جديد.
■ ما القيمة الحقيقية لهذا المشروع الذى يأتى بعد ظروف صعبة مرت بها مصر، وفى ظل أوضاع صعبة تشهدها المنطقة.. هل القيمة اقتصادية فقط، أم أن هناك أبعاداً أخرى؟
- فى تقديرى أن قيمة هذا الإنجاز لا تتمثل فيه وحده بما يمثله من قيمة جبارة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصر وخلق فرص عمل للمصريين، وإنما، وهو الأهم، ما يبعثه فى المصريين من ثقة بأنفسهم وفى إرادتهم وفى قدرتهم على مواجهة التحديدات أياً كان نوعها، وفى قدرتهم على تحقيق الإنجازات الضخمة التى تليق بشعب ذى حضارة وتاريخ ويعيد الآن بناء نفسه بأسلوب علمى وبإرادة واعية متمسكاً بالسلام ومؤمناً بالتعاون مع جميع شعوب العالم وواعياً برسالته فى خدمة الإنسانية.
■ من تريد أن توجه له رسالة فى هذا اليوم؟
- فى هذا اليوم التاريخى الذى يقف الإنسان فيه فخوراً بوطنه، وأمام هذا الإنجاز الذى يقف وراءه جهد جبار، يفرح الإنسان اعتزازاً بتاريخ بلاده وكفاح شعبه، ويزداد أملاً فى مستقبل وطنه، وينحنى إجلالاً لكل من ضحوا فى سبيل الدفاع عن أرضه وفى سبيل تنميتها، ففى هذا اليوم العظيم أوجه تحية خاصة لشهداء مصر الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن سيادتها واستقلالها وأمنها، وشهداء مصر الذين ضحوا بأرواحهم فى الماضى والحاضر من أجل البناء والتنمية، وأخص شهداء حفر القناة الأولى، وشهداء حفر القناة الجديدة، وشهداء كل عمليات التنمية.
وبجانب تحية الشهداء، لا بد أن أقدم التهنئة لكل من أسهم فى هذا العمل بالتخطيط والتنفيذ والقرار والعمل، وأقدم التهنئة لشعب مصر العظيم لأنه صاحب الحق فى الأساس، ومن حق هذا الشعب أن يفرح مثل كل شعوب العالم التى تفرح لإنجازاتها وانتصاراتها، وأن يعبر عن هذه الفرحة التى يعيشها، ولكن على أن تكون هذه الفرحة دافعاً لمزيد من العمل ومزيد من التخطيط والتنفيذ والتضحية، وأنا أثق فى أن هذا الإنجاز وتلك الفرحة التى أعادت الثقة لشعب مصر بعد سنوات صعبة عاشها، ستكون دافعاً لما هو أكثر وأكبر وما فيه خير لمصر ومنطقتها.
■ المشاركة عالية المستوى فى حفل افتتاح القناة الجديدة دولياً وعربياً وأفريقياً.. ما دلالة هذا الأمر وسر الاهتمام العالمى بمصر حالياً؟
- التمثيل بهذه الأعداد الكبيرة من قيادات الدول العربية والأفريقية والأوروبية، أو ممثليهم بهذا المستوى الرفيع، له دلالات كبيرة بلا شك، أبرزها تقديرهم لهذا الإنجاز وأهميته للملاحة والتجارة العالمية، واعتراف بأن مصر بإنشاء هذه القناة تقدم خدمة عظيمة للإنسانية جمعاء، واعتراف دولى مكتمل بهذا الإنجاز وأنه ليس خدمة لمصالح مصرية أو للاقتصاد المصرى بقدر ما هو خدمة للعالم وحركة التجارة العالمية. هذه هى الدلالة الأولى، أما ثانى الدلالات، فإن هذا الحضور الكبير يؤكد الدعم الدولى والعربى والأفريقى لمصر وطريقها الذى تسير فيه نحو البناء والتنمية والاستقرار، واعترافهم بأن مصر صنعت إنجازاً عظيماً وقادرة على المضى قدماً فى خدمة ليس شعبها فحسب، ولكن شعوب المنطقة والعالم كله، وأنها شريكة رئيسية على جميع المستويات، لا سيما فيما يتعلق بإقليمها الذى تنتمى له، والتعبير عن هذا الاعتراف والتقدير بالحضور بأنفسهم كقيادات العديد من الدول، أو إرسال ممثلين عنهم على مستوى رفيع للمشاركة فى الحدث العظيم.
■ العديد من بلدان المنطقة العربية تعانى من غياب الاستقرار، والإرهاب، والصراعات المسلحة، بما يهدد حاضر ومستقبل هذه البلدان، فى ظل هذا الوضع الإقليمى تتخذ مصر خطوات فى طريق تماسك الدولة والاستقرار والتنمية بما يلقى تقدير واعتراف العالم حسب ما ذكرت.. هل جزء من هذا الاهتمام العالمى الذى تجلى تحديداً فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ومن قبلها المؤتمر الاقتصادى، يتعلق بالحالة العامة التى تعيشها المنطقة، والدور الخاص بمصر؟
- طبعاً جزء من دلالة الاهتمام الإقليمى والعالمى بهذا المشروع الضخم الذى أنجزته مصر، لا يتعلق فقط بالنواحى الاقتصادية والتجارية، ولكنه يتعلق أيضاً بالدور الذى تقوم به مصر إقليمياً ودولياً، خاصة الدور الذى لعبته خلال العامين الماضيين من خطوات ملموسة كبيرة فى التقدير فى مجال تحقيق الأمن والاستقرار والتعاون العربى المشترك، مصر هى حجر الزاوية فى المنطقة وتماسكها وتطورها وانطلاقها للمستقبل سيكون له انعكاسات إيجابية بلا شك على الإقليم بأكمله والعالم كله الذى يرحب ويدعم العمل مع مصر.
■ وسائل الإعلام العالمية تناولت مشروع القناة الجديدة بأهمية كبيرة تتواكب مع الاهتمام الرسمى والحكومى.. كيف تقيّم هذا الأمر؟
- باختصار، الاهتمام الرسمى العالمى، والاهتمام غير الرسمى سواء من جانب كل الشعوب المحبة للسلام أو وسائل الإعلام المختلفة فى كل أنحاء العالم، هو شهادة تقدير لمصر، وشهادة ثقة فيما حققته وفى الطريق الذى تسير فيه، وهو اعتراف دولى يؤكد من جديد إيمان العالم بالدور المصرى، وبإرادة الشعب المصرى، وبالقيادة الحكيمة التى تقود حالياً عمليات التنمية فى مصر فى مختلف المجالات.
■ القوات المسلحة تقوم الآن بدور ثنائى على محورى الأمن والتنمية.. كيف ترى هذا الدور وما تقييمك له؟
- لا يستطيع أحد أن ينكر أو ينسى أو يتجاهل الدور العظيم الذى تقوم به القوات المسلحة المصرية، وقامت به على مدار التاريخ، فى حماية أمن مصر واستقرارها ودافعت عن كرامة شعب مصر وشرفه، والتى لا تبخل أيضاً عن القيام بدور تنموى إلى جانب مهمتها القومية الأصيلة فى الدفاع عن الوطن، وهذا ما قامت به فى قناة السويس، حيث كان لها دور حقيقى فى جميع المراحل سواء التخطيط أو التنفيذ مما ساهم فى الإنجاز وسرعة تحققه، وهو دور ملموس فى العديد من الجوانب التنموية حالياً. الجيش المصرى العظيم لا يقتصر على دوره الأمنى الذى لعبه فى ردع أى معتدٍ والدفاع عن أراضى مصر، بل والدفاع عن الأمن القومى العربى بأكمله، بل امتد دوره بمنتهى الجدية والحسم فى عمليات التنمية الاقتصادية لخدمة الشعب ومستقبل أجياله المقبلة.
■ أخيراً، كيف ترى مستقبل مصر الفترة المقبلة؟
- أنا مستبشر خيراً كثيراً جداً بمستقبل مصر، رغم أننى أعى حجم التحديات الداخلية والإقليمية والعالمية التى تواجهها الدولة المصرية ويواجهها الشعب المصرى، ولكننى أثق فى أن ما هو قادم أفضل بصورة كبيرة بإذن الله لأننا على الطريق الصحيح، وقادرون على المضى طالما كنا واعين بالتحديات، مؤمنين بوحدتنا، حريصين على وطننا، متمسكين بقيمنا الأصيلة، ومستلهمين العبر من تاريخنا العظيم.