"نور" و"بوسي".. الحبيبان دائما
"نور" و"بوسي".. الحبيبان دائما
أمام مبني ماسبيرو، تقف فتاة ذات الـ15 عامًا، وفي الناحية المقابلة لها ممثل شاب في بداية العشرينيات يقف ولا يستطيع أن يتحرك إلى مقصده، تعلقت عيناه بملامحها التي استقرت في عقله، حتى بعدما اختفت من أمامه، "الحب من النظرة الأولى"، الذي جعله يتمنى أن يراها مرة أخرى.
"نور الشريف"، الذي كان في بداية مشواره الفني، أعطاه القدر فرصة ثانية حينما وقف أمام "بوسي" في مسلسل "القاهرة والناس"، كانت وقتها ظهرت كطفلة في عدد من الأفلام منها "الليالي الدافئة"، و"عودي يا مي"، و"حياة عازب".
"الشبه مش تقاطيع وملامح.. إنما تعبير وروح وإحساس.. وأنت ساكن جوه روحي.. بشوف الدنيا بعينيك.. ببتسم بشفايفك.. بتكلم بطريقتك.. بمشي بخطواتك"، لم تكن هذه الكلمات جزء من الحوار بين "فريدة" و"إبراهيم"، خلال أحداث فيلم "حبيبي دائمًا"، الفيلم الذي روى قصة الحب الأسطورية، لكنها وصف مجرد لقصة حب "بوسي" و"نور" منذ أن أصابهم سهم "كيوبيد" أمام ماسبيرو.
وقف حبهما أمام العوائق التي فرضتها أسرتها أمام تحقيق حلم "نور" بأن تكون "بوسي" زوجته، فكانت حينها لم تكمل دراستها الثانوية، ورفض والدها أن يكون زوج ابنته "ممثل"، في أحد اللقاءات لمجلة "المرأة اليوم"، وصفت "بوسي" كيف فضحتها عيونها، قائلة: "أحببته بكل أحاسيسي ومشاعري وأنا في الصف الثالث الإعدادي، وعمري لا يتخطى 15 عامًا وكنت لا أستطيع أن أبوح بحبي لأنني كنت صغيرة"، لكن جرئتها جعلتها تعترف لوالدتها حين واجهتها، فكان ردها: "إنت صغيرة على الحب".
ظلت الخلافات والمشادات قائمة حتى أقدمت بوسي على الانتحار بعدما تقدم لها رجل ثري، وبعد تدخلات ومحاولات من المقربين، حتى ارتدت بوسي "دبلة" نور في يوم عيد ميلادها، ثم تزوجا في منتصف السبعينيات، وأنجبا "مي" و"سارة".
"العاشقان" من أنجح الثنائيات الفنية، قدما معًا 10 أعمال فنية، منها "الضحايا، وبدون زواج أفضل، وآخر الرجال المحترمين، وكروانة، وقطة على نار، وحبيبي دائما، ولعبة الانتقام، وليالي لن تعود"، كما أسسا معًا شركة إنتاج خاصة "إن.بي فيلم"، وهي الأحرف الأولى من اسميهما، وأنتجا فيلم "العاشقان"، الذي شهد آخر تعاون بينهما.
دام زواجهما أكثر من 30 عامًا، عصفت خلالهما الخلافات بهما إلى الطلاق في عام 2006، الخبر الذي وقع صدمة جمهورهما، وبقيت أرواحهما التي تلاقت فيها المودة والصداقة، ووقفت "بوسي" بجانبه بعدما أثيرت الشائعات واتهامه بممارسة "الشذوذ الجنسي" في أحد الفنادق عام 2009، حتى تم تبرئته.
ومع مرض "نور"، ظلت بوسي بجواره في أحد مستشفيات لندن، حتى يعودا للزواج مرة أخرى في يناير 2014 بعد انفصال دام 10 سنوات، وذلك قبل خطوبة ابنته سارة بأسبوع، ليظل "نور" حبيب "بوسي" دائمًا، وحتى الساعات الأخيرة من حياة "نور"، ظلت "بوسي" ترافقه حتى توفي في مستشفى الصفا، اليوم.