آخر الصيادين العائدين من السودان: «مش هرجع.. وتغور الغربة بفلوسها»
آخر الصيادين العائدين من السودان: «مش هرجع.. وتغور الغربة بفلوسها»
صورة أرشيفية
تعرّض لمحاكمة فريدة على متن المركب
ما إن وطأت قدماه أرض الوطن، لم يشعر بنفسه إلا وهو ساجد يقبّل تراب مدينته بالبحيرة، التى تركها هرباً من الفقر وعاد إليها بعد 4 شهور من الاحتجاز فى السجون السودانية متهماً بجرم لم يرتكبه. «أحمد علوش»، كان آخر العائدين من الأراضى السودانية أمس، قال: «مش هسيب بلدى تانى، والرزق على الله، اللى يخرج من داره يتقل مقداره»، كلماته عقب العودة بعد أن كان على بعد خطوات قليلة من الموت. بكاميرا هاتفه المحمول حاول أن يثبت «علوش» الذى كان متجهاً إلى دولة أريتريا برفقة 102 صياد للعمل هناك أن القارب الذى كانوا يستقلونه لم يتخط الحدود السودانية بحسب الاتهامات التى وُجهت إليهم، وأنهم لم يأتوا للتجسس قط: «لقينا لانش بيقطع علينا البحر، وكله سودانيين، ورغم إن ورقنا قانونى، لأن دى مش أول مرة نسافر، إلا إنهم قالولنا هنخلص إجراءات روتينية ونرجع، ومن ساعتها واحنا فى السجون». 4 شهور بلا سبب تحتجز السلطات السودانية «علوش» بتهمة التجسس وتصوير منشآت عسكرية بعد محاكمة فريدة من نوعها على متن قارب فى قلب البحر، لكن عفواً رئاسياً أعاد له الحياة مجدداً، يرجع الفضل فيه إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، فحسبه: «لولا الراجل ده ماكنتش رجعت بلدى، شكراً يا ريس»، يختتم «علوش» حديثه بوعد يقطعه على نفسه بعدم الخروج من مدينة المطرية بالدقهلية بحثاً عن العمل خارج حدود البلاد مرة أخرى.