"الأرصاد" بتقول 38 وتقصد 40.. والمواطنين سمعوها 50
"الأرصاد" بتقول 38 وتقصد 40.. والمواطنين سمعوها 50
بيانات هيئة الأرصاد تصيب المواطنين بالغضب
مواطن يجلس على مقهى ويستخدم ورقة كمروحة لتخفيف شعوره بالحر الشديد.. آخر يسير تحت أشعة الشمس مستظلاً بجريدة يضعها فوق رأسه لمحاولة تفادى إصابته بضربة شمس، فتاة تسير مسرعة فى اتجاه الظل رغم حملها شمسية واقية.. درجة الحرارة مرتفعة تكاد تقترب من الخمسين حسب المواطنين الذين لم يروا من قبل موجة حارة بهذه الشدة، بينما تؤكد هيئة الأرصاد الجوية فى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أنها لم تتعدَ 38 درجة مئوية، يزداد غضب المواطنين مما وصفوه بـ«الاستخفاف بعقولهم وإخفاء الدرجة الحقيقية، خوفاً من تقاعس المواطنين عن أداء أعمالهم».
حالة من الغضب أصابت «حمادة الوكيل»، بمجرد أن استقل سيارة ميكروباص، وسمع مذيعة النشرة عبر أثير الإذاعة تؤكد أن درجة الحرارة 38، صرخ ركاب الميكروباص فى صوت واحد «كدابين، كفاية سخرية بعقولنا بقى»، هناك فارق كبير بين ما يشعر به المواطنون وما تعلنه هيئة الأرصاد الجوية من بيانات خاصة بدرجات الحرارة، وبين ما تنشره وسائل الإعلام. من وجهة نظر «حمادة» السبب فى تعمّد خفض درجات الحرارة بين الجهات المختلفة، هو الرغبة فى نزول المواطنين للعمل «لأن هناك قوانين عالمية تجرّم العمل فى درجة حرارة 50 درجة مئوية».
د. أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، قال إنه شدّد على تحديث النشرات الجوية على الموقع الرسمى للهيئة كل 3 أيام، أما تضارب الأرقام بين الجهات الإعلامية فهو مسئولية الوسيلة التى تتجاهل نشرات الهيئة، لافتاً إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين درجات الحرارة ودرجات إحساسنا بالحرارة، بسبب الرطوبة المرتفعة، مما يعطينا إحساساً بأنها أعلى من الدرجات المعلنة: «إذا كانت درجة الحرارة 38، نسبة الرطوبة ترفعها إلى 46، أى بفارق 8 درجات مئوية».
شرب كميات كبيرة من المياه، ارتداء ملابس فاتحة، تجنُّب حرارة الشمس أوقات الذروة.. تحذيرات ونصائح وردت فى البيان الرسمى لوزارة الصحة، لتحذير المواطنين من التعرّض مباشرة لأشعة الشمس، «هدفنا الأول هو وقاية الناس من المرض قبل علاجه»، حسب د. حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، مؤكداً أن الوزارة لم تستحدث الفكرة، لأنها موجودة بكل وزارات الصحة فى دول العالم، فالنصائح التى تحث المواطن الحفاظ على صحته وقت انتشار الميكروبات أو ارتفاع الحرارة أو موجات البرد تقلل من فرص مرضه، وبالتالى تحد من ظاهرة الزحام بالمستشفيات.