شائعات الحر: التهاب سحائى وميكروب مجهول.. أصلها ناقصة
شائعات الحر: التهاب سحائى وميكروب مجهول.. أصلها ناقصة
أحد مرضى الموجة الحارة أثناء محاولة إسعافه
بين معاناة الحر الشديد وفزّاعة الأوبئة المنتشرة، يعيش قطاع كبير من الشعب هذه الأيام، بعد أن سجّلت درجات الحرارة ارتفاعاً غير مسبوق، ووفاة ما يتجاوز الـ40 شخصاً متأثرين بها، ورغم نفى وزارة الصحة للأنباء المتداولة حول انتشار الالتهاب السحائى وفيروسات الدم الغامضة، فما زالت الشائعات تنتشر وتعكر صفو الحياة لدى كثيرين يرونها منطقية.
«إمبارح كنت فى طوارئ مستشفى، وكان فيه حالة مصابة بارتفاع درجة الحرارة واضطراب وعى والمستشفى اتقلبت، ولما سألت قالوا تعليمات لاحتمالية وجود فيروس ولازم يتعمل محضر بالحالة وتتحول لأقرب حميات»، هى واحدة من الرسائل المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، كتبتها مواطنة تُدعى «صفاء عمرو»، لتتشابه فى شكوكها مع ما ذكرته الدكتورة رانيا ساهر، مدير مكافحة العدوى بمستشفى الزيتون: «إحنا مسجلين إمبارح 5 حالات غريبة اتوفوا وجايين بنفس الأعراض، اضطراب الوعى وحرارة مرتفعة جداً وطفح جلدى، وللأسف فيه مستشفيات كتير مسجلة نفس الأعراض من يومين.. فيه ميكروب جديد لسه مش عارفينه مالوش علاقة بالسن ولا بالطيور ولا بالسفر.. ضرورى تعملوا توعية فى أماكنكم وبلغوا مكافحة العدوى وربنا يلطف». ارتفاع درجات الحرارة خلال هذا الوقت من العام، كثيراً ما يصاحبه نمو لعدد من البكتيريا والفيروسات، وفقاً لرأى الدكتور عبدالهادى مصباح، أستاذ أمراض المناعة، وربما يكون هذا أحد أسباب الوفاة للحالات التى ظهرت مؤخراً، لكن يصعب التنبؤ بذلك دون أخذ عينات وتحليلها ودراسة حالات الوفاة والتحقيق فيها. «مصباح» يرى أيضاً أن الأطفال دون السنوات الأربع وكبار السن فوق الـ65 يكونون الأكثر تأثراً بارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة المفاجئ، حيث لا يعمل مركز تنظيم الحرارة بالجسم بكفاءته نفسها، مؤكداً ضرورة شرب الماء كل ربع ساعة دون الشعور بالعطش، خاصة كبار السن، من المصابين بأمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، السكر، القلب والشرايين، ومن يتناولون أدوية تؤدى إلى مزيد من الجفاف مثل المدرة للبول وأدوية الضغط.
يهيب الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، بالمواطنين عدم الانصياع وراء الشائعات، مؤكداً ضرورة أخذ المعلومات من مصادرها الصحيحة الموثقة، والالتزام بما تؤكده أو تنفيه وزارة الصحة، مشيراً إلى أن حالات الوفاة التى حدثت كانت بسبب حرارة الجو، وهى ليست جديدة على مصر، وتكررت فى أعوام كثيرة مضت.
«عبدالغفار» أكد أيضاً أن وزارة الصحة ستصدر بياناً رسمياً بالوضع الصحى، وما يحدث بسبب حرارة الجو، للرد على الشائعات المنتشرة وطمأنة المواطنين.