بالفيديو| رئيسة "إسما": كلاب الشوارع تواجه عنف شرطة المرافق والبشر
بالفيديو| رئيسة "إسما": كلاب الشوارع تواجه عنف شرطة المرافق والبشر
رئيسة جمعية "إسما"
اللون الأخضر الذي يغطي على يمين طريق ترعة المنصورية، وعلى يساره فيلات خاصة، ويظهر في منتصف الطريق، تحديدا على اليسار، حائط مدهون باللون الأبيض ومكتوب عليه "ملجأ إسما للحيوانات"، بمدخل صغير المساحة يتوسطه بوابة خشبية، تصدر منها أصوات نباح الكلاب، وخلفها فناء متوسط المساحة، به بعض الكلاب التي ربما تستقبلك بالأحضان بمجرد دخولك، يحوط الفناء أقفاصا حديدية في جميع الأركان، بها مجموعة من كلاب الشوارع وفي نهاية المكان يوجد قفص به حمارين، وشرحت منى خليل رئيس مجلس إدارة الجمعية لـ"الوطن" عن تفاصيل حياة تلك الكلاب وما يتعرضون له.
- كيف تم تأسيس الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان "إسما"؟
تم تأسيسها عام 2007 بشكل رسمي، من قبل مجوعة من المهتمين بشؤون الحيوانات، ومعظمهم من العاملين في ذلك المجال، وتم الاتفاق على قواعد المؤسسة والتي تركز على مساعدة كلاب الشارع بالأخص، وتم اختيار اسم "إسما" على اسم كلبة حامل تم ضربها بالنار في منطقة الهرم من قبل شرطة المرافق، وانفجر الرحم بالأجنة بعد موتها، بالإضافة إلى أنها كانت معروفة ومحبوبة من أهل المنطقة وهم من أطلقوا عليها "إسما".
- ما هي أهداف الجمعية؟
نسعى لخدمة الحيوانات وحمايتهم من أي عنف يوجه لهم بشكل عام، ونهتم بكلاب الشوارع، لأنهم ليس لديهم من يرعاهم أو مسؤول عن صحتهم وحمايتهم، ومعنيين أيضا بالحيوانات المملوكة في البيوت، والحيوانات الموجودة في حدائق الحيوانات التي نعتبرها جهنم الحيوانات، ومحلات بيع الحيوانات.
- ما مدى الأذى الذي تتعرض له الحيوانات في مصر؟
تتعرض الحيوانات لكمية أذى غير عادية، بدايةً من شرطة المرافق والهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة، والتي تطلق النيران على الكلاب في الشارع وتسمهم في محاولة للتخلص من ظاهرة كلاب الشوارع، ضلا عن السائقين الذين لا يهتموا بدهسهم، فيصابوا بالشلل، وعدم وجود متخصصين في حدائق الحيوان في مصر ولا توفير رعاية كافية أو تغذية صحيحة، ومحلات الحيوانات غير المرخصة التي لا تخضع لأي رقابة.
- كيف تقننون من ظاهرة كلاب الشوارع؟
نقوم بتجميع الكلاب من مناطق متعددة، وإجراء عمليات تعقيم لهم حتى لا يتكاثروا، وتجنباً لشكاوى المواطنين منهم، وهذه هي أسلم طريقة للتخلص من ظاهرة كلاب الشوارع التي قد يراها البعض مزعجة.
- حدثينا عن الحالات المصابة التي تجدوها في الشوارع؟
هناك العديد من الحالات التي لا نستطيع إطلاق سراحها مرة أخرى للشارع، فبعد التعقيم والتطعيم الكلاب ضد السُعار، نكتشف أن هناك حالات مشلولة، وحالات عمياء، ومحروقة أو منزوع جلدها بميّه نار، ومبتورة الأطراف، وحالات أخرى لم يتبقى منها سوى الهيكل العظمي بسبب سوء التغذية، غالبا ما نرى ذلك أمام أعيننا خلال الحملات التي نقوم بها، أو نتلقى اتصالات من المواطنين تفيد بوجود حالات في مناطق معينة.
- كيف يتم التعامل مع الحالات الجديدة؟
تمر في البداية على مرحلة العزل، ويراها الدكتور ويقيم حالتها إذا احتاجت تحاليل دم أو أشعة، ويتم تطعيمها وبعد شفائها التام نطلقها مع باقي المجموعات الموجودة لدينا .
- ماذا عن الحالات التي تسافر للخارج؟
الحالات التي تسافر للخارج معظمها حالات خاصة، تسافر من خلال مشاهدة المتبنين للصور التي ننشرها على صفحتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فيتعاطفون مع الحالة ويطلبون تبنيها، وكل ما نستطيع تقديمه للمتبني هو تجهيز الأوراق الصحية والبيطرية المطلوبة للسفر.
- هل هناك قتل رحيم وأخر غير رحيم؟
البعض يحاول الترويج لهذا المبدأ ولكن لا يوجد شيء كذلك، فالقتل قتل، وهناك حالات نادرة هي التي يصح فيها قتل الحيوان حتى يتوقف عن الألم والعذاب الجسدي، وغالبا بيكون في الفصيلة الخيلية، لو تمت إصابتها بقصور طولية أو متعددة، أو انتهاء طرف من أطراف الحصان والحمار، فتلك الفصيلة لا تستطيع أن تحمل ثقلها على ثلاث أقدام عكس الكلاب والقطط، وإذا لم تتوفر الإمكانيات لشراء طرف صناعي، يلجأ البعض لتسمية القتل بالرحيم حتى يبررون ضرب النار على الكلاب للتخلص من الظاهرة، ولكن هل أستطيع قتل أطفال الشوارع للتخلص من ظاهرتهم .
- ماذا عن ضرب النار والتسميم في الشوارع؟
تتبنى وزارة الزراعة من خلال الهيئة العامة للخدمات البيطرية إطلاق النار واستيراد سم الستكرين لقتل الكلاب، وسم التميك لقتل القطط من حوالي 50 عاما، ولم تختفي ظاهرة كلاب الشوارع التي تزعجهم بل ذلك التصرف الغير إنساني يُضخم المشكلة.
- حدثينا عن رياضات الحيوانات التي ظهرت مؤخرا في مصر؟
للأسف ظهرت رياضة مصارعة الكلاب مؤخراً في مصر، ونتاجها بالطبع مأسوي جداً لأن المعاملة مع تلك الكلاب تتم بشكل خاطئ تماماً ثم يلقوها في الشارع، ويصعب التعامل معها بعد ذلك بسبب العنف التي تربت عليه، وهناك حالات استطعنا تغيير سلوكها، بالإضافة إلى أن الدولة تعلم مكان مثل هذه الرياضات، بل تم عمل بلاغات بوقائع ولم تفعل شيئاً .
- وماذا عن الحيوانات التي تستخدم كفئران تجارب في كليات الطب البيطري؟
الجمعية ضد إجراء التجارب على الحيوانات، وما يحدث في كلياتنا سواء الطب البيطري أو الصيدلة أو العلوم ضد الإنسانية، وهو تعذيب واضح لهم، ولكن هناك أماكن موثوق بها، مثل الفريق الذي يعمل مع الدكتور مصطفى السيد، في تجميد البحث العلمي حيث إنهم كانوا يعملون على تحضير علاج للسرطان، واتصلوا بالجمعية وتم شفاء الحالات المصابة بالسرطان.
- رسالة للمواطنين الذين يمارسون العنف ضد الحيوانات؟
لماذا افتقدنا الرحمة بكل أشكالها، هذه هي الظاهرة الحقيقة التي يجب أن تختفي، وحاول أن تفهم أنك بعدما تؤذي روح ليس لها حول ولا قوة، ستستلذ العنف وتمارسه على زوجتك وأختك، نحن مجتمع عنيف والدليل على ذلك الحوادث التي تُنتشر كل يوم عن القتل والاغتصاب، لكن ربنا مش بيسيب حق روح خلقها.