جنرال أمريكي يطالب بتقسيم العراق.. وخبراء: يعمل على الخطة منذ 2003
جنرال أمريكي يطالب بتقسيم العراق.. وخبراء: الخطة يعمل بها منذ 2003
الجنرال رايموند أديرنو
انتقدت الحكومة العراقية تصريحات رئيس الأركان الأمريكي، الجنرال رايموند أديرنو، والتي تحدث فيها بشأن تقسيم العراق، وذلك لكونه الحل الوحيد لحل تلك الأزمة، إذ وصف البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تلك التصريحات بـ"غير المسؤولة والتي تنم عن جهل"، وذلك بعد تصريحاته الأخيرة التي قال فيها إن "التقسيم يمكن أن يحدث لكن الأمر متروك للسياسيين والدبلوماسيين وعليهم أن يقرروا ذلك".
وأضاف أديرنو "قد يكون هذا هو الحل الوحيد لكني لست مستعدا لأن أقول ذلك حتى الآن"، موضحا أن الولايات المتحدة يجب عليها دراسة وتعبئة قوات إسناد بداخل العراق إلى جانب القوات العراقية لمواجهة تنظيم "داعش"، وذلك في حالة عدم تحقيق الجيش العراقي لمكاسب وإلحاق الهزيمة بأعضاء التنظيم خلال الأشهر المقبلة.
من جانبه، قال الدكتور أيمن السيد عبدالوهاب، الخبير في المركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، "إنه ومنذ بداية دخول الأمريكان إلى الأراضي العراقية كاتن بداية من المراحل التي استخدمتها أمريكا لإيقاع العراق في شباك التقسيم والتخلص من القوة العراقية وجيشها الذي كان يوما أحد أقوى الجيوش على مستوى العالم".
وأضاف "عبدالوهاب"، في تصريح لـ"الوطن"، أن النموذج الأمريكي لدخول العراق كان أحد أجزاء الفوضى الخلاقة التي تطبقت بالفعل على الأرض في العراق، موضحا أن تقسيم العراق كان سببا من أسباب زيادة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط عن طريق العراق فيما سبق، حتى أصبح تقسيم العراق لدويلات هي الفكرة الحاكمة على عدد من دول الشرق الأوسط وليس العراق وحدها، وذلك لما يتم تطبيقه في سوريا كما العراق.
وأوضح الخبير السياسي، أن الهدف الواضح للولايات المتحدة في الوقت الحالي هو التقسيم في الشرق الأوسط، مضيفا أن "آليات الصراع اشتدت بين الطوائف العراقية من أكراد وسنة وشيعة خلال الفترة السابقة، والذي كان أحد الأسباب الممهدة للتقسيم الفعلي للعراق بجانب التخطيط الفعلي على الأرض بعدما قام عدد من العراقيين بتدعيم وتأييد تنظيم داعش هناك"، مؤكدا أنه بات من الضروري على المواطنين العراقيين تكوين حشد شعبي يزيد نفوذه على الأرض حتى لا تستمر الفوضى، وعلى العراقيين أن يدركوا مخاطر استمرار تلك الأوضاع كما هي.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور وحيد عبدالمجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تسعى لتقسيم العراق فعليا، وذلك لأن الفرصة كانت متاحه أمامها منذ عام 2003، وذلك بعدما توفرت أمامهم جميع الظروف المهيئة لذلك التقسيم".
وأضاف "عبدالمجيد"، في تصريح لـ"الوطن"، أن هناك العديد من الدعوات التي تنادي بعدم تقسيم العراق أو دول الشرق الأوسط بصفة عامة داخل المجتمع الأمريكي، بينما هناك عدد من الساسة ورجال الدولة الأمريكان يسعون لتطبيق مبدأ التقسيم، فيما يعد رئيس الأركان الأمريكي الجنرال أديرنو أحدهم، حيث أيد تقسيم العراق منذ عام 2003، مشيرا إلى أن ذلك الاتجاه في السياسة الأمريكية ضعيف جدا بينما يرى العديد من الساسة الأمريكان كون العراق كتلة موحدة وليست مقسمة.