قتلت مراتى وأبوها
قتلت مراتى وأبوها
المتهم
شاب يتخلص من زوجته ووالدتها بـ«بندقية» بسبب إيصالات أمانة
حياته يكسوها الفقر والحرمان، يسعى ويكد من أجل لقمة العيش دون جدوى، منذ مولده فى منتصف العام 1990، وحتى اليوم لم يصل «إسلام عبدالصمد» لما يبتغى من الدنيا التى كشرت له عن أنيابها، وحولته من ساع يطلب الكسب إلى قاتل بلا شفقة أو رحمة، عمل صبياً فى ورشة سيارات، وبعد أن اشتدت عظامه، عمل «سايس» جراج وشوارع ببولاق الدكرور، وبعد أن جمع مبلغاً من المال وبلغ عامه الـ21، بدأ يبحث عن عروس.
فى إحدى الليالى، تحدثت والدة «إسلام» إليه، طالبة منه أن يختار زوجة له من البنات فى الشارع الذى يقطن به، شارع ترعة عبدالعال، ووقع اختياره على جارته «هيام شعبان» 21 سنة، وهى فتاة مُطلقة بعد زواج دام بضعة أشهر من ابن عمها، تقدم لخطبتها من والدتها «محاسن محمد» 45 سنة، وكانت الموافقة سريعة، فهى فتاة فى عمر الزهور، وخشية من التحدث عن سمعتها بشىء قد يضر بحسب طبيعة البيئة التى تعيش بها، وفى العام 2011، تمت مراسم «زواج فقير»، وأُقيمت ليلة الحنة، على نغمات الـ«دى جى»، ليبدأ مع زوجته رحلة جديدة من العناء.
طيلة 4 سنوات زواج بينهما، لم يخل يوم من المشاكل والخلافات بسبب ضيق الحال وقلة الحيلة، لم يشفع ما رُزقا به من أطفال للحد من تلك المشاكل التى زادت الفجوة بينهما، وأصبحت فترات بقائها فى منزل والدتها أكثر من البقاء فى منزل زوجها، ليتوجه لمصالحتها، ولا يلبث أن تدب الخلافات بينهما مرة أخرى.
منذ عدة أشهر، اقترح «إسلام» على زوجته «هيام» بيع مصوغاتها الذهبية، التى بالكاد تكفى كمقدم لشراء «توك توك» للعمل عليه، ووعدها بالعمل عليه ليل نهار والسعى طلباً للرزق، دون كلل أو ملل، ولم تجد «هيام» إلا الموافقة على ذلك الاقتراح. فى صباح اليوم التالى خرج من منزله قاصداً أحد محلات الصاغة ببولاق الدكرور، وباع مصوغات زوجته، وتوجه إليها فرحاً مُستبشراً، وكانت الصدمة حيث طلبت منه حماته التوقيع على إيصالات أمانة بقيمة المبلغ، لضمان حق ابنتها، كما اشترطت عليه أن يقوم نجلها بشراء «التوك توك»، على مضض وافق «إسلام» على توقيع إيصالات الأمانة، وبدأ العمل، لا يعكر صفوه سوى إيصالات الأمانة التى وقعها، حتى كان الحل الذى توصل إليه بعد تفكير.
فى أحد الأيام، توجه «إسلام»، لبيع «التوك توك» حتى يتمكن من سداد مبلغ الإيصالات، وطلب من زوجته التوجه إلى منزل والدتها، وإحضار الأوراق الخاصة به، وكانت المفاجأة أن جميع الأوراق مُسجلة باسم والدتها، فثارت ثائرته، وانهال على زوجته بالضرب، وكال لها السباب والشتائم، ولم تجد مهرباً سوى اللجوء إلى والدتها هرباً من غضب زوجها، بعد أن تدخل عدد من الجيران ونجحوا فى إخراجها من المنزل بصعوبة. مساء الخميس الماضى، جلس إسلام فى منزله يفكر ويدبر فى كيفية التخلص من زوجته ووالدتها، بعدما ضاقت جميع السبل فى وجهه، يشرب كوباً من الشاى، وينفث دخان سيجارته، فكر ودبر، وهداه تفكيره إلى أحد أصدقائه من الأشقياء وذوى السوابق، وتوجه إليه أملاً فى الحصول على قطعة سلاح نارى، ينتقم بها من زوجته أم ابنيه، ووالدتها، ونجح فى ذلك وحصل منه على بندقية «خرطوش»، وعاد إلى منزله مرة أخرى.
اليوم التالى، الجمعة 7 أغسطس الحالى، عقارب الساعة تُشير إلى الثانية ظهراً، تسلل «إسلام» إلى منزل والدة زوجته، حاملاً البندقية، وما إن دلف إلى الشقة حتى كان المشهد أمامه مهيأً لارتكاب جريمته النكراء، «محاسن» والدة زوجته تُصلى الظهر، و«هيام» زوجته تجلس على أحد المقاعد تشاهد التلفاز، هيأ نفسه لإطلاق النار وأغمض عينيه، ثم أطلق النار على والدة زوجته وأرداها قتيلة، ثم صوب البندقية ناحية زوجته وأرداها قتيلة بعدة طلقات متتالية. «هند» شقيقة زوجته تتمسك بالحياة وتحاول الهرب من شرفة المنزل، وأطلق «إسلام» النار تجاهها، وأصابها بطلق نارى، حاول الهرب ونجح فيه، قاصداً منزل صديقه، حيث أعاد له البندقية، ثم توجه إلى موقف «عبود»، مستقلاً سيارة إلى المنوفية بقصد الاختباء لدى منزل لأقاربه هناك.
العقيد أسامة عبدالفتاح، مفتش مباحث غرب الجيزة، يتلقى بلاغاً بالواقعة ويكلف المقدم هانى الحسينى، رئيس مباحث بولاق الدكرور، بالانتقال على رأس قوة ضمت معاونيه الرائدين أحمد سكورى وطارق مدحت، ويحرر محضراً بالواقعة بعد إجراء تحرياته، وأحاله إلى المستشار حسام نصار، مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، الذى أمر بسرعة القبض على المتهم.