«ياسمين» و«على» أرادا التبنى فدخلا سوق «بيع الأطفال» بالصدفة
«ياسمين» و«على» أرادا التبنى فدخلا سوق «بيع الأطفال» بالصدفة
صورة من إعلان التبنى على الإنترنت
إعلان على الإنترنت جذب بائعى الأطفال لـ«ياسمين».. و«على» لجأ لدار أيتام غير مرخصة
بعد أيام من نشرها الإعلان الغريب، تلقت «ياسمين» أولى المكالمات الهاتفية من شخص عرض عليها خدمته: «معايا طفل للتبنى حضرتك هتدفعى كام»، استغربت «ياسمين» فى البداية لكنها واصلت التفاوض على سعر الطفل المعروض عليها، لكنه لم يكن آخر من عرضوا عليها شراء طفل، بعد الإعلان الذى طلبت فيه طفلاً للتبنى. سنوات من السعى وراء الحمل مرّت دون طائل، يئست ياسمين محمد، وهو ليس اسمها الحقيقى، من التردد على عيادات أطباء العقم، بعدما أخبروها بأنه لن يكون بمقدورها الحمل مجدداً، زارت السيدة دور الأيتام لتسأل عن إجراءات التبنى، ففوجئت بأن القانون المصرى يمنع التبنى لأسباب دينية إسلامية، ويبيح «كفالة اليتيم»، بعدها فكّرت السيدة فى استخدام وسيلة غير تقليدية لتبنى طفل.. فحررت إعلاناً بذلك على أحد مواقع التسوق الإلكترونى.
تقول «ياسمين» التى دخلت فى سلسلة من المفاوضات مع أشخاص لم تتصور يوماً أنها قد تتلقى منهم مكالمات، ولو عن طريق الخطأ: «بعد ما نشرت الإعلان، كلمنى عدد كبير من الأشخاص بيعرضوا عليا شراء أطفال، وبيتكلموا عن الطفل وكأنه حيوان».
تضيف السيدة أن بائعى الأطفال الذين هاتفوها تراوحت تسعيراتهم ما بين «10 آلاف وحتى 300 ألف»، بحسب ما تقول السيدة، التى شعرت بعد وقت بأنها فى طريق لارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون، تكررت القصة ذاتها مع على خليفة، وهو شاب متزوج منذ 7 سنوات، لكنه لم يحظ يوماً بطفل هو وزوجته. تخلى على خليفة عن نصائح الأطباء، ولجأ إلى أحد معارفه الذى نصحه بالتوجه إلى مركز لرعاية الأيتام، غير حاصل على ترخيص من وزارة التضامن الاجتماعى، ومعروف عنه أن «أعمال غير مشروعة تُجرى فيه» كبيع الأطفال.
ويقول «خليفة» إنه تلقى عرضاً بشراء طفل فى شهوره الأولى، نظير 13 ألف جنيه، لكنه لم يتم الصفقة خشية الوقوع تحت طائلة القانون، صرف «على» النظر عن شراء طفل من ملجأ الأيتام، لكنه لم يصرف النظر عن فكرة شراء طفل فى العموم، فحاول من خلال معارفه فى منطقة كفر طهرمس تبنى طفل يتيم، لكن بعد شهور من البحث تنازل عن الفكرة برمتها «ما كنتش بلاقى أى إثبات إن الطفل ده يقرب للشخص اللى جايبهولى».
ويشير هيثم الجندى، المحامى الناشط فى مجال خطف واستغلال الأطفال، إلى أن العديد من حالات خطف الأطفال تتم بشكل يومى فى أنحاء مختلفة من المحافظات، ويتم استغلال هؤلاء الأطفال إما عن طريق بيعهم، أو استغلالهم جنسياً أو فى مجال التسول، أو سرقة أعضائهم ودفن جثثهم بعد تفريغها من كل الأعضاء.