السفير الليبي: عودتنا إلى الملكية هي السبيل للعودة للوطنية
السفير الليبي: عودتنا إلى الملكية هي السبيل للعودة للوطنية
القذافي
قال السفير الليبى فى القاهرة، محمد فائز جبريل، إن دور مصر فى ليبيا «فاعل ومهم» وعلاقات التعاون العسكرى بين البلدين قائمة، مضيفاً فى حوار لـ«الوطن» أن تيار «الإسلام السياسى» بدعة ضربت المنطقة العربية. وإلى نص الحوار:
■ من أطراف الصراع فى ليبيا حالياً؟
- هى حالة فراغ وصراع مصالح ونفوذ، والصراع حركة ملازمة للإنسان، كانت هنا قوتان شريكتان، وهما مصراتة والزنتان، وكان لهما دور كبير فى الثورة وكانتا هما المحور، وكانتا ركيزة أساسية للوطنية الليبية واستمرار ليبيا موحدة، ولولاهما لما نجحت الثورة، لأن الثورة سيطرت سريعاً فى المنطقة الشرقية، ولكنها استمرت فى صراع لأكثر من 9 شهور فى الغرب، وهذا جعل هناك قوى، وعندما وصلت للسلطة شعرت أنها هى الوريثة لنظام القذافى، وهذه هى وساوس القوى، التى أحيانا تغرى أصحابها، وكأن لسان الحال يقول: «لماذا لا نتقاسم مع أصحاب المنجز الأساسى وهم الزنتان وكما كان القذاذفة يحكمون نحكم نحن»، وبتبسيط شديد نتيجة عدم وجود رؤى وفكرة واضحة ورد اعتبار حقيقى للقيم التى أهدرها القذافى، مثل الدولة والوطنية والإنسان والملكية.
■ هل ترى أن عودة الملكية جزء من حل الأزمة الليبية؟
- نعم، لأن المجتمعات غير قادرة فى كل الأوقات على كتابة دستورها، حتى الولايات المتحدة التى كتبت دستورها فى 1786، ولكنها لا تستطيع كتابته الآن، نتيجة التغيرات الضخمة التى حدثت، جعلت كل مجموعة تريد أن يكون لها دستورها، ولذلك فعودتنا إلى الملكية هى سبيل العودة للوطنية الليبية.
■ هذه العملية وصفتها عند بدايتها بأنها انقلاب، فكيف تراها الآن؟
- لم أصف العملية بأنها انقلاب، بل وصفت إعلان تعطيل الدستور والمرحلة الانتقالية بأنه كذلك، ولكن العملية نفسها بدأت فيما بعد، والعملية بدأت حينما بدأت عمليات فرض الرأى بالقوة واغتيال الضباط والمثقفين، من مجموعات الإسلام السياسى، خاصة أنصار الشريعة، ولكن عملية الكرامة والفريق خليفة حفتر اكتسب شرعيته من خلال عملياته ضد الإرهاب، ومن أنه يمثل الجيش الوطنى الذى يتبع مجلس الوزراء والبرلمان وتأييده للدولة وتبعيته لها، و«فجر ليبيا» ليس لها شرعية.
■ هل عملية «فجر ليبيا» لها شرعية؟
- ليس لها شرعية، وأى خروج على حكومة عبدالله الثنى هو أمر غير شرعى.
■ لكنها تحارب «داعش» وتعلن أنها ضد الإرهاب فهل يمكن أن تكتسب أيضاً الشرعية؟
- لا يمكن أن يكون لهم شرعية دون تأييد الدولة، وإلا فإن أى مجموعة بصرف النظر عن نواياها سوف تتحول إلى ميليشيا.
■ ما رأيك فى الفريق خليفة حفتر؟
- هناك محطات نتفق معه فيها وأخرى نختلف حولها، فاشتراكه فى انقلاب القذافى كان مرفوضاً، لكن بعد عودته إلى المعارضة الوطنية فى الثمانينات قبلناه.
■ كيف ترى اهتمام المجتمع الدولى بمحاربة «داعش» فى سوريا والعراق وتحالف 40 دولة لمواجهة التنظيم، فى مقابل رفض المجتمع الدولى القيام بدور نشط فى ليبيا ضد الإرهاب أو تسليح الجيش الليبى لمواجهته؟
- نحن نستغرب جداً من ذلك، حيث تتحالف 40 دولة ضد «داعش» فى العراق وسوريا، ولكن فى ليبيا مطلوب منا الوقوف وحدنا ضد «داعش»، ودون تسليح أيضاً، وهذا غير منطقى وغير مقبول، وعلى المجتمع الدولى الوقوف معنا، وهناك إمكانية لوضع ضوابط على إمكانية تسريب السلاح حتى نتغلب على ذريعة تهريب السلاح ووصوله لأياد خطرة، التى يرفض بسببها المجتمع الدولى تسليحنا.
■ بعض أطراف المجتمع الدولى ترى أن الحل السياسى يجب أن يسبق مكافحة الإرهاب فى ليبيا وإمداد الجيش الليبى بالسلاح، حتى لا تُرجح كفة طرف على حساب الآخر؟
- إذن ليقف إمداد السلاح عن الكل، لأن السلاح يصل للطرف الآخر أيضاً، وهكذا لن نصل إلى حل سياسى. ولذلك فإن الإرادة الوطنية الليبية يجب أن تصل إلى حل سياسى سريع وتتفق وتتوحد لمواجهة الإرهاب، ثم بعد ذلك نحل مشكلاتنا، فالأولوية هى محاربة الإرهاب، لأن الإرهاب لن يترك أياً من المتخاصمين فى ليبيا.
■ ما المناطق التى تسيطر عليها «داعش»؟
- حالياً نستطيع أن نقول إن درنة تحررت من «داعش»، لكن هناك معادلة الناس لا تعلمها، وهى أن هناك «داعش» وأنصار الشريعة وكتيبة أبوسليم، وأنا شخصياً لا أفرق بينهم، وداعش معاول هدم وقتل، الآخرون يقولون إنهم يريدون نصرة الشريعة، و70 عاماً من القمع منذ نشأة هذه الدول الوطنية فى المنطقة جعلت هذا الإرهاب هو الفاتورة التى ندفعها الآن.
■ كيف ترتب المجموعات الإسلامية فى ليبيا من حيث التطرف؟
- «داعش» ثم أنصار الشريعة المقاتلة، والإخوان وحزب التحرير الإسلامى.
■ الخطر الإرهابى فى ليبيا يهدد مصر التى اضطرت لتدخل عسكرى محدود رداً على عملية إرهابية بشعة بحق أبنائها.. كيف حدث هذا التدخل؟
- التعاون والاتفاق معلن، وكان واضحاً أن هناك اتفاقاً بين القيادتين المصرية والليبية، لأن رسالة الإرهابيين كانت خطيرة جداً، وكان لا بد أن يكون هناك هذا الرد، وفرضته ضرورات حقيقية، وأولها هو العمل البشع الذى يستهدفنا جميعاً، لأن هدفه كان ضرب العلاقات المصرية - الليبية، وخلق كراهية حاول البعض أن يستغلها بشكل سافر ويروج لها.
■ هل كان التدخل العسكرى المصرى ضد «داعش» فى ليبيا يجب أن يبنى عليه شكل آخر للتعاون العسكرى بين البلدين أم أن هذا التعاون قائم بالفعل؟
- التعاون قائم، ليس منذ هذا الوقت فقط، ولكن منذ فترة، فنحن لدينا طلاب دارسون فى الكليات العسكرية المصرية، واليوم -وقت إجراء الحوار- كنت فى أكاديمية ناصر لتخريج دفعة من الضباط الليبيين، ولدينا مئات الطلاب فى البحرية والجوية والبرية والكليات الفنية وغيرها، ولدينا ليس فقط الطلاب الدارسون ولكن أيضاً برامج الدورات التدريبية.
■ ماذا عن مجالات التعاون الأخرى؟
- التليفونات فى مكتبى لا تهدأ من مكالمات الوزراء من الجانبين، ويومياً هناك جديد فى العلاقات واتصالات على جميع المستويات لأن المصالح متشعبة بيننا.
■ هل يعنى ذلك أن غياب السفارة المصرية فى ليبيا لم يؤثر على العلاقات بين البلدين؟
- بطبيعة الحال أثر على المواطنين وخدماتهم ولكن التعاون الاستراتيجى قائم.
■ كيف ترى طبيعة الدور المصرى فى ليبيا؟
- الدور المصرى مهم وفاعل، والعلاقات بين البلدين لم يعد يحكمها مزاج القيادة فى البلدين كما كان فى عهد القذافى، ويجب أن يكون كذلك.
■ كيف ترى مشروع القوة العربية المشتركة؟ وكيف يمثل بديلاً لدعم ليبيا فى مواجهة الإرهاب حال استمرار فشل المجتمع الدولى فى الاستجابة لمطالب ليبيا؟
- الضرورة تقول إنه إن لم تدافع عنا جيوشنا الوطنية ضد من يستهدف ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فما هى قيمة هذه الجيوش؟ فالحديث عن القوة العربية المشتركة ليس من باب الترف، لأنها إن لم تتشكل فما فائدة هذه الجيوش؟ وطبيعى أن يكون لها دور فى دعم ليبيا، وأطالب بتفعيلها، وأطالب بأن تكون هناك أكاديميات عسكرية واحدة، وأن يكون هناك حلف عربى كما فعل الغرب فى مواجهة النازية.
■ هل هناك دول إقليمية تساعد طرفاً على حساب طرف فى ليبيا؟
- هناك بالتأكيد، ولكن الأسوأ الذى يجعلنى لا أريد قول ذلك هو أن هذا يطعن فى الوطنية الليبية، كيف تستقوى على أخيك الليبى بمساعدة دور خارجى.
■ كيف ترى الدور التركى فى ليبيا؟
- دور سيئ، عبر الانحياز إلى الطرف الآخر أى فجر ليبيا، وإن كنت لا أريد تسميتهم بالطرف الآخر، لكنهم على أى حال ينحازون لهم على حساب الوطنية الليبية.
■ هل يدعمونهم بالسلاح؟
- هذا حقيقى، وتركيا لا تنفى ذلك، فضلاً عن التحريض الإعلامى والخطابى وغيرهما.
■ من غير تركيا له دور فى الأزمة؟
- بدرجة أقل قطر، والمفروض على الجميع الوقوف إلى جانب الوطنية الليبية، وعدم الانحياز لطرف على حساب آخر، وليس من مصلحتهم أن تكون ليبيا منقسمة أو ضعيفة ومتصارعة.
■ هل تركيا وقطر يقفان ضد الدولة الليبية ويلعبان على تقسيمها؟
- هما ينفيان، ولكنى أعتقد أنهما يقومان بذلك، وهذا لا يخدم مصالح أحد، لأنهما لا يدافعان عن مواقفهما هذه فيكون هناك حوار حولها.
■ لكن تركيا لا تنفى؟
- صحيح تركيا تعتبر الطرف الآخر هو الشرعى وتتجاهل الشرعية.
■ معنى ذلك أن قطر وتركيا تقفان ضد الشرعية الليبية؟
- طبعاً يقفان ضدها، ولكنهما يبرران علاقتهما بالطرف الآخر ويعتبرونه شرعياً.
■ هل معنى ذلك أن هناك محوراً داعماً لليبيا ومحوراً آخر غير داعم لها بين الدول العربية؟
- الدول العربية كلها تدعم ليبيا ماعدا قطر، وقطر تغرد خارج السرب فى عدة قضايا عربية وليس فقط ليبيا.
■ من أطراف الصراع فى ليبيا حالياً؟
- هى حالة فراغ وصراع مصالح ونفوذ، والصراع حركة ملازمة للإنسان، كانت هنا قوتان شريكتان، وهما مصراتة والزنتان، وكان لهما دور كبير فى الثورة وكانتا هما المحور، وكانتا ركيزة أساسية للوطنية الليبية واستمرار ليبيا موحدة، ولولاهما لما نجحت الثورة، لأن الثورة سيطرت سريعاً فى المنطقة الشرقية، ولكنها استمرت فى صراع لأكثر من 9 شهور فى الغرب، وهذا جعل هناك قوى، وعندما وصلت للسلطة شعرت أنها هى الوريثة لنظام القذافى، وهذه هى وساوس القوى، التى أحيانا تغرى أصحابها، وكأن لسان الحال يقول: «لماذا لا نتقاسم مع أصحاب المنجز الأساسى وهم الزنتان وكما كان القذاذفة يحكمون نحكم نحن»، وبتبسيط شديد نتيجة عدم وجود رؤى وفكرة واضحة ورد اعتبار حقيقى للقيم التى أهدرها القذافى، مثل الدولة والوطنية والإنسان والملكية.
■ هل ترى أن عودة الملكية جزء من حل الأزمة الليبية؟
- نعم، لأن المجتمعات غير قادرة فى كل الأوقات على كتابة دستورها، حتى الولايات المتحدة التى كتبت دستورها فى 1786، ولكنها لا تستطيع كتابته الآن، نتيجة التغيرات الضخمة التى حدثت، جعلت كل مجموعة تريد أن يكون لها دستورها، ولذلك فعودتنا إلى الملكية هى سبيل العودة للوطنية الليبية.
■ هذه العملية وصفتها عند بدايتها بأنها انقلاب، فكيف تراها الآن؟
- لم أصف العملية بأنها انقلاب، بل وصفت إعلان تعطيل الدستور والمرحلة الانتقالية بأنه كذلك، ولكن العملية نفسها بدأت فيما بعد، والعملية بدأت حينما بدأت عمليات فرض الرأى بالقوة واغتيال الضباط والمثقفين، من مجموعات الإسلام السياسى، خاصة أنصار الشريعة، ولكن عملية الكرامة والفريق خليفة حفتر اكتسب شرعيته من خلال عملياته ضد الإرهاب، ومن أنه يمثل الجيش الوطنى الذى يتبع مجلس الوزراء والبرلمان وتأييده للدولة وتبعيته لها، و«فجر ليبيا» ليس لها شرعية.
■ هل عملية «فجر ليبيا» لها شرعية؟
- ليس لها شرعية، وأى خروج على حكومة عبدالله الثنى هو أمر غير شرعى.
■ لكنها تحارب «داعش» وتعلن أنها ضد الإرهاب فهل يمكن أن تكتسب أيضاً الشرعية؟
- لا يمكن أن يكون لهم شرعية دون تأييد الدولة، وإلا فإن أى مجموعة بصرف النظر عن نواياها سوف تتحول إلى ميليشيا.
■ ما رأيك فى الفريق خليفة حفتر؟
- هناك محطات نتفق معه فيها وأخرى نختلف حولها، فاشتراكه فى انقلاب القذافى كان مرفوضاً، لكن بعد عودته إلى المعارضة الوطنية فى الثمانينات قبلناه.
■ كيف ترى اهتمام المجتمع الدولى بمحاربة «داعش» فى سوريا والعراق وتحالف 40 دولة لمواجهة التنظيم، فى مقابل رفض المجتمع الدولى القيام بدور نشط فى ليبيا ضد الإرهاب أو تسليح الجيش الليبى لمواجهته؟
- نحن نستغرب جداً من ذلك، حيث تتحالف 40 دولة ضد «داعش» فى العراق وسوريا، ولكن فى ليبيا مطلوب منا الوقوف وحدنا ضد «داعش»، ودون تسليح أيضاً، وهذا غير منطقى وغير مقبول، وعلى المجتمع الدولى الوقوف معنا، وهناك إمكانية لوضع ضوابط على إمكانية تسريب السلاح حتى نتغلب على ذريعة تهريب السلاح ووصوله لأياد خطرة، التى يرفض بسببها المجتمع الدولى تسليحنا.
■ بعض أطراف المجتمع الدولى ترى أن الحل السياسى يجب أن يسبق مكافحة الإرهاب فى ليبيا وإمداد الجيش الليبى بالسلاح، حتى لا تُرجح كفة طرف على حساب الآخر؟
- إذن ليقف إمداد السلاح عن الكل، لأن السلاح يصل للطرف الآخر أيضاً، وهكذا لن نصل إلى حل سياسى. ولذلك فإن الإرادة الوطنية الليبية يجب أن تصل إلى حل سياسى سريع وتتفق وتتوحد لمواجهة الإرهاب، ثم بعد ذلك نحل مشكلاتنا، فالأولوية هى محاربة الإرهاب، لأن الإرهاب لن يترك أياً من المتخاصمين فى ليبيا.
■ ما المناطق التى تسيطر عليها «داعش»؟
- حالياً نستطيع أن نقول إن درنة تحررت من «داعش»، لكن هناك معادلة الناس لا تعلمها، وهى أن هناك «داعش» وأنصار الشريعة وكتيبة أبوسليم، وأنا شخصياً لا أفرق بينهم، وداعش معاول هدم وقتل، الآخرون يقولون إنهم يريدون نصرة الشريعة، و70 عاماً من القمع منذ نشأة هذه الدول الوطنية فى المنطقة جعلت هذا الإرهاب هو الفاتورة التى ندفعها الآن.
■ كيف ترتب المجموعات الإسلامية فى ليبيا من حيث التطرف؟
- «داعش» ثم أنصار الشريعة المقاتلة، والإخوان وحزب التحرير الإسلامى.
■ الخطر الإرهابى فى ليبيا يهدد مصر التى اضطرت لتدخل عسكرى محدود رداً على عملية إرهابية بشعة بحق أبنائها.. كيف حدث هذا التدخل؟
- التعاون والاتفاق معلن، وكان واضحاً أن هناك اتفاقاً بين القيادتين المصرية والليبية، لأن رسالة الإرهابيين كانت خطيرة جداً، وكان لا بد أن يكون هناك هذا الرد، وفرضته ضرورات حقيقية، وأولها هو العمل البشع الذى يستهدفنا جميعاً، لأن هدفه كان ضرب العلاقات المصرية - الليبية، وخلق كراهية حاول البعض أن يستغلها بشكل سافر ويروج لها.
■ هل كان التدخل العسكرى المصرى ضد «داعش» فى ليبيا يجب أن يبنى عليه شكل آخر للتعاون العسكرى بين البلدين أم أن هذا التعاون قائم بالفعل؟
- التعاون قائم، ليس منذ هذا الوقت فقط، ولكن منذ فترة، فنحن لدينا طلاب دارسون فى الكليات العسكرية المصرية، واليوم -وقت إجراء الحوار- كنت فى أكاديمية ناصر لتخريج دفعة من الضباط الليبيين، ولدينا مئات الطلاب فى البحرية والجوية والبرية والكليات الفنية وغيرها، ولدينا ليس فقط الطلاب الدارسون ولكن أيضاً برامج الدورات التدريبية.
■ ماذا عن مجالات التعاون الأخرى؟
- التليفونات فى مكتبى لا تهدأ من مكالمات الوزراء من الجانبين، ويومياً هناك جديد فى العلاقات واتصالات على جميع المستويات لأن المصالح متشعبة بيننا.
■ هل يعنى ذلك أن غياب السفارة المصرية فى ليبيا لم يؤثر على العلاقات بين البلدين؟
- بطبيعة الحال أثر على المواطنين وخدماتهم ولكن التعاون الاستراتيجى قائم.
■ كيف ترى طبيعة الدور المصرى فى ليبيا؟
- الدور المصرى مهم وفاعل، والعلاقات بين البلدين لم يعد يحكمها مزاج القيادة فى البلدين كما كان فى عهد القذافى، ويجب أن يكون كذلك.
■ كيف ترى مشروع القوة العربية المشتركة؟ وكيف يمثل بديلاً لدعم ليبيا فى مواجهة الإرهاب حال استمرار فشل المجتمع الدولى فى الاستجابة لمطالب ليبيا؟
- الضرورة تقول إنه إن لم تدافع عنا جيوشنا الوطنية ضد من يستهدف ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فما هى قيمة هذه الجيوش؟ فالحديث عن القوة العربية المشتركة ليس من باب الترف، لأنها إن لم تتشكل فما فائدة هذه الجيوش؟ وطبيعى أن يكون لها دور فى دعم ليبيا، وأطالب بتفعيلها، وأطالب بأن تكون هناك أكاديميات عسكرية واحدة، وأن يكون هناك حلف عربى كما فعل الغرب فى مواجهة النازية.
■ هل هناك دول إقليمية تساعد طرفاً على حساب طرف فى ليبيا؟
- هناك بالتأكيد، ولكن الأسوأ الذى يجعلنى لا أريد قول ذلك هو أن هذا يطعن فى الوطنية الليبية، كيف تستقوى على أخيك الليبى بمساعدة دور خارجى.
■ كيف ترى الدور التركى فى ليبيا؟
- دور سيئ، عبر الانحياز إلى الطرف الآخر أى فجر ليبيا، وإن كنت لا أريد تسميتهم بالطرف الآخر، لكنهم على أى حال ينحازون لهم على حساب الوطنية الليبية.
■ هل يدعمونهم بالسلاح؟
- هذا حقيقى، وتركيا لا تنفى ذلك، فضلاً عن التحريض الإعلامى والخطابى وغيرهما.
■ من غير تركيا له دور فى الأزمة؟
- بدرجة أقل قطر، والمفروض على الجميع الوقوف إلى جانب الوطنية الليبية، وعدم الانحياز لطرف على حساب آخر، وليس من مصلحتهم أن تكون ليبيا منقسمة أو ضعيفة ومتصارعة.
■ هل تركيا وقطر يقفان ضد الدولة الليبية ويلعبان على تقسيمها؟
- هما ينفيان، ولكنى أعتقد أنهما يقومان بذلك، وهذا لا يخدم مصالح أحد، لأنهما لا يدافعان عن مواقفهما هذه فيكون هناك حوار حولها.
■ لكن تركيا لا تنفى؟
- صحيح تركيا تعتبر الطرف الآخر هو الشرعى وتتجاهل الشرعية.
■ معنى ذلك أن قطر وتركيا تقفان ضد الشرعية الليبية؟
- طبعاً يقفان ضدها، ولكنهما يبرران علاقتهما بالطرف الآخر ويعتبرونه شرعياً.
■ هل معنى ذلك أن هناك محوراً داعماً لليبيا ومحوراً آخر غير داعم لها بين الدول العربية؟
- الدول العربية كلها تدعم ليبيا ماعدا قطر، وقطر تغرد خارج السرب فى عدة قضايا عربية وليس فقط ليبيا.