«لغز المشير»..اللواء الملا: الجيش لن يسكت على اتهامه بتزوير الانتخابات
«لغز المشير»..اللواء الملا: الجيش لن يسكت على اتهامه بتزوير الانتخابات
المشير طنطاوى
فى الحلقة العاشرة من كتابه المهم والخطير «لغز المشير» يتعرض الكاتب الصحفى مصطفى بكرى إلى موقف المشير حسين طنطاوى والمجلس العسكرى من الانتخابات الرئاسية، ورد الفعل بعد نتائج الجولة الأولى منها.
كانت الأوضاع فى البلاد تزداد تدهوراً، وراحت جماعة الإخوان تحرِّض على العنف وتنذر بالخراب والدم فى حال فوز أحمد شفيق فى انتخابات الإعادة. وكان أحمد شفيق يدرك أبعاد المؤامرة، لكنه لم يكن على ثقة من أن التصعيد ضده سيصل إلى حد العنف وحرق مقراته والتهديد باغتياله. وبعث أحمد شفيق فى هذا الوقت برسائل عديدة مضمونها يؤكد استعداده للتعاون مع جميع الفرقاء، خاصة شباب الثورة، عندما قال: «إن الثورة خُطفت من هؤلاء الشباب، وإنه حان الوقت لأن يحصلوا على حقوقهم التى أُهدرت وأن يتبوأوا المواقع التنفيذية التى تمكنهم من تحقيق أهداف ثورتهم».
فى هذا الوقت أصدر حزب النور تصريحاً على جانب كبير من الأهمية على لسان د. طارق فهيم، أمين الحزب بالإسكندرية، قال فيه: «إن الحزب سيقبل بنتائج الانتخابات فى حال فوز الفريق أحمد شفيق ما دام قد جاء بإرادة الشعب ومن خلال صناديق الانتخابات وبشفافية كاملة ودون تدخل من أحد»، وقال: «إن الحزب سيرفض أى دعوة للخروج على الشرعية؛ لأن ذلك يعرِّض مصلحة الوطن للخطر، ويُدخلنا فى نفق مظلم لا نعلم كيف سنخرج منه، وبالتالى فإن الدعوة التى تطالب بالنزول إلى الشارع فى حال فوز الفريق شفيق مرفوضة تماماً ولم تصدر عنا»، بل الأهم من ذلك أن أشرف ثابت، وكيل مجلس الشعب السابق، وعضو الهيئة العليا لحزب النور، قام ومعه د. ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، بزيارة أحمد شفيق فى منزله للتنسيق معه حول انتخابات الإعادة.
كان الإخوان يمارسون الابتزاز على الجميع فى هذا الوقت، وقد راحوا يرددون الشائعات والأكاذيب عن احتمال تدخل المجلس العسكرى لتزوير الانتخابات لصالح أحمد شفيق، وأنهم لن يقبلوا بالصمت وسيقلبون الدنيا رأساً على عقب إذا ما حدث ذلك.
تحدثت مع اللواء مختار الملا، عضو المجلس العسكرى، لأسمع وجهة نظره فى هذه الاتهامات، وكان مستاءً للغاية، وقال: «إن المجلس لن يبقى صامتاً أمام هذه الأكاذيب التى لا سند لها». وفى مساء الأربعاء، 30 مايو، عاودت الاتصال بالفريق سامى عنان لمعرفة موقف المجلس العسكرى من حالة الطوارئ، فقال لى: «إن المشير طنطاوى سينهى حالة الطوارئ مع تولى القوات المسلحة لمهام الأمن فى البلاد، وإن قراراً بذلك سوف يصل إلى مجلس الشعب غداً».
وبالفعل كان القرار قد صدر فى اليوم التالى بإنهاء حالة الطوارئ رغم خطورة الأوضاع والانتخابات الرئاسية المتوقعة، إلا أن المشير طنطاوى كان يعرف أن جماعة الإخوان ستتخذ من قرار المد شماعة لإثارة المشاكل، فقرر وقف العمل باستمرارها، مع تولى القوات المسلحة المهام الأمنية كاملة لحماية البلاد.
وفى يوم الأحد، الثالث من يونيو، كان هناك هجوم عنيف من جماعة الإخوان ضد قضاة مصر وضد رئيس النادى المستشار أحمد الزند، وثارت معركة حامية الوطيس بينى وبين النائب الإخوانى محمد البلتاجى، ومن عجب أن كثيراً من الليبراليين من أعضاء البرلمان انضموا إلى البلتاجى فى هجومهم على القضاء، وتصاعدت حدة التوتر بينى وبينه عندما راح يتهمنى بأننى أحمل رسالة من المجلس العسكرى وأننى مجرد مندوب لمن كان يسميهم «العسكر»، وذلك بعد أن تحدثت عن ضرورات انتخاب الهيئة التأسيسية لوضع الدستور.