عسكريون يتوقعون عملية ضد الإرهاب فى ليبيا على طريقة «اليمن»
عسكريون يتوقعون عملية ضد الإرهاب فى ليبيا على طريقة «اليمن»
آليات عسكرية تابعة للجيش الليبى
توقع عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين تنفيذ عملية موسعة فى الأراضى الليبية على غرار عملية «عاصفة الحزم» فى اليمن لحماية الدولة الليبية من أخطار التنظيمات الإرهابية على أراضيها، ووقاية الدول العربية من أى أخطار مستقبلية منها.
قال اللواء أسامة همام، خبير الأمن القومى والعلوم الاستراتيجية، إن الوضع فى دولة ليبيا يشكل خطراً على دول الجوار بسبب وجود عناصر إرهابية هناك، وحالة عدم استقرار، ما قد يؤثر على تلك الدول ومصالحها، ما يستوجب التحرك لمواجهة هذا الخطر، خاصةً مع تصريح المتحدث باسم الجيش الليبى بأنهم سيطلبون قوة عربية للتدخل فى الأزمة هناك، موضحاً أن المجال سانح لهذا التدخل بعد الاتفاق العربى بشأنه.
أضاف خبير الأمن القومى والعلوم الاستراتيجية، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، أن مصر والعديد من الدول العربية، من بينها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، لديهم اتفاق حالياً بشأن القوة العربية المشتركة العاملة فى «عاصفة الحزم» بشأن مواجهة خطر الحوثيين فى اليمن، واستعادة الرئيس عبدربه منصور هادى لسلطاته الشرعية كرئيس لليمن.
وأوضح «همام» أن الدول العربية قد تتفق على مثل هذا التحرك أيضاً بشأن ليبيا، مشدداً على أن مصر تسعى حالياً لإقناع كل الجهات الدولية بأهمية التحرك لإنقاذ ليبيا مما يجرى هناك، والتدخل العسكرى العربى لمواجهة أى أخطار للعناصر الإرهابية. وتوقع خبير الأمن القومى والعلوم الاستراتيجية موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على العملية العسكرية هناك، على الرغم من أنها من زرعت تنظيم «داعش» الإرهابى، وغيره من العناصر الإرهابية هناك، وذلك بسبب التوافق العربى على التدخل، ما سيكون فرصة هائلة جداً بالنسبة لمصر والدول العربية لمواجهة أخطار التنظيمات الإرهابية سواء الحالية على دولة ليبيا أو المستقبلية على الدول العربية.
وأشار «همام» إلى أن مثل هذا التحرك بشأن تدخل عسكرى فى الأراضى الليبية يحتاج نشاط «سياسى - مخابراتى» مكثف لإقناع كل الأطراف بأن التدخل لصالح الدول العربية، ولصالح الدولة الليبية وشعبها، وهو ما يجرى على أرض الواقع حالياً، حسب قوله.
«همام»: مصر تبذل جهوداً «سياسية - مخابراتية» حالياً لإقناع جميع الأطراف بأن التدخل للصالح العربى
وقال اللواء محمد مختار قنديل، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن الموقف الليبى سواء توغل تنظيم «داعش» الإرهابى أو غيره من التنظيمات الإرهابية فى سرت الليبية أو غيرها من المناطق، يُعجل بالاتفاق حول القوة العربية المشتركة، ويسرع من إجراءات إنشائها.
وأوضح أن الاجتماع من المتوقع أن يشهد بداية الاتفاق حول شكل عمل القوة العربية المشتركة بشأن ليبيا، وكيفية عملها وعلاقتها بالمجتمع الدولى، وإمكانية اتفاق الدول العربية على إطلاق عملية مشتركة بشأن ليبيا على غرار عملية «عاصفة الحزم» فى اليمن قد تسمى «عاصفة ليبيا» أو «عاصفة الغرب»، موضحاً أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد موقفاً حول هذا الأمر، ومواجهة الخطر على الأراضى الليبية.
وشدد «قنديل» على أنه لا يوجد دولة عربية تستطيع التدخل بمفردها بالأراضى الليبية حتى لو امتلكت القدرة العسكرية لذلك مثل مصر، وذلك بسبب الموقف الدولى الذى قد يتخذ ضدها، ما سيضر بشعوبها حال ذلك، وهو ما يدفع لوجود إجماع بين دول عربية لضرورة القيام بتلك العملية. وأشار إلى أن العملية قد لا يكون موقعها «سرت» فقط بسبب وجود عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى فى عدة مناطق أخرى، موضحاً أنه حال الاتفاق على إنشاء قوة مشتركة للتدخل فى ليبيا قد تشمل مناطق أخرى غير «سرت».