أطفال لكن «مشاهير»
أطفال لكن «مشاهير»
«زياد» مشجع الزمالك الذى بكى بعد هزيمته
حياتهم كانت بسيطة، لم يحلموا يوماً بالشهرة، ولم يسعوا مطلقاً للكاميرات، لكنهم فوجئوا بين عشية وضحاها بصورهم وأسمائهم تتصدر الشاشات، لتنقلب حياتهم رأساً على عقب، من طفل عليل أكثر مبتغاه دعوة بالشفاء من مرض السرطان، تحول عمر صلاح إلى بطل بمرافقته للرئيس «السيسى» فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وسبقه إلى الشهرة المشجع الزملكاوى الصغير «زياد» الذى بكى بعد خسارة الزمالك أمام الأهلى فى مباراة القمة، الأمر الذى تكرر مع الطفل الذى غنى لوالده الشهيد أمام «السيسى» وعدلى منصور ومؤخراً الشهرة التى نالها زياد الصحيفى لاعب نادى الجونة.
تحقيق الشهرة مبكراً وتداعياتها على أطفال لم يستعدوا لها بعد، يرى الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، أنها تتسبب فى اضطرابات نفسية وسلوكية تطرأ على الأطفال، خاصة من سُلطت عليهم الأضواء بالصدفة.
البعد عن التلقائية، تخطى مرحلة الطفولة، والشعور بالضغوط وعدم القدرة على التعبير بوضوح عن النفس، هى بعض التغييرات النفسية التى ربما يشعر بها الطفل المُسلطة عليه الأضواء، حسب «عبدالمحسن»، موضحاً أن النمو الطبيعى لأى شخص يستدعى أن تأخذ كل مرحلة عمرية وقتها الطبيعى ولا يتم تخطيها بسرعها، ويتضح ذلك بالنظر إلى العقد والمشاكل النفسية التى يصاب بها الشخص الذى لم يعش طفولته على الوجه الأمثل، والمشاهير من الأطفال ربما يكونوا عرضةً لذلك.
«عمر» مريض السرطان و«زياد» مشجع الزمالك و«الصحيفى» لاعب الجونة
«عبدالمحسن» يرى أيضاً أن الوالدين لهما دور بارز فى ضبط سلوك الطفل وحمايته فى تلك الآونة، وكذلك ينصب هذا الدور على المسئولين الذى سلطوا الأضواء على الطفل، جميعهم مسئولون عن حماية الطفل ومطالبون بتقديم الدعم والمساعدة التربوية والنفسية له.
لم يدر الطفل «زياد ممدوح» أن دموعه التى تساقطت بسبب خسارة فريقه «الزمالك» أمام الأهلى، فى مباراة القمة لكرة القدم، ستكون بوابته للشهرة، وستتسابق عليه عدسات الكاميرا ليصبح ابن الـ13 عاماً حديث المجتمع.
الشهرة بالنسبة لـ«زياد» كان لها كثير من الفوائد وقليل من السلبيات، باح بها لـ«الوطن»: «لما كنت بحب ألعب كورة مع صحابى كانوا كتير بيقولوا لى مفيش مكان، لكن بعد ما اتشهرت بقوا يتخانقوا عليَّا، ولما كنت أدخل بوابة نادى كانوا بيتشددوا معايا، أما دلوقتى أول ما أروح يقولوا لى ادخل يا باشا».
لم تتوقف حدود الشهرة عند «زياد»، بل وصلت إلى أسرته، فأصبحت والدته وجهاً معروفاً، وبمجرد أن تطأ قدمها أرض النادى تنهال عليها الأسئلة عن «زياد»، أما السلبيات التى أفسدت على «زياد» فرحته بالشهرة، فتمثلت فى مضايقات مستمرة يتعرض لها من جمهور النادى المنافس، إلى جانب بعض التهديدات التى تلقتها والدته لمنعه من الظهور على شاشات التليفزيون: «واحد قال لماما أحسن لك متخليهوش يظهر كتير فى الإعلام عشان ممكن يتخطف»، الأمر الذى تسبب فى تضييق والدته عليه فى الخروج من المنزل لأى سبب.
«زياد» أتم هذا الأسبوع عامه الـ13، ويأمل أن يستكمل تعليمه ويصبح طبيب أسنان، وهذا لا يعنى انصرافه عن نادى الزمالك، فلديه أمنية يأمل فى تحقيقها من الآن: «نفسى أكون مصور وأغطى أخبار نادى الزمالك»، كما يرفض «زياد» اتهامه بالغرور بعد الشهرة، ويرى أن صيته خفت بسبب افتتاح قناة السويس الجديدة، وانصراف الناس عن الرياضة: «مش زعلان كل واحد له وقت للشهرة».