بعد "المؤبد".. "الوطن" تنشر تفاصيل الحكم في "أحداث قسم شرطة العرب"
بعد "المؤبد".. "الوطن" تنشر تفاصيل الحكم في "أحداث قسم شرطة العرب"
بديع
استهل المستشار محمد السعيد محمد الشربيني رئيس محكمة جنايات بورسعيد، حكمه في قضية "قسم شرطة العرب"، بكلمة شرح فيها، تاريخ جماعة الإخوان، وأهم الأحراز في القضية، وما ثبت في يقين المحكمة من أدلة، واستندت إليها في حكمها.
وبدأ المستشار الشربيني حديثه، بالآية الكريمة "وربُك يعلمُ ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه تُرجعون".
وقال "تشير المحكمة أولاً أنها لا تحاكم فكراً أو عقيدة، لكن إذا تحول هذا الفكر إلى أفعال تكون جريمة مادية، يعاقب عليها القانون، وقد وجب إعماله فيمن تثبت التحقيقات أنه مجرم يستحق العقاب، ووفقا للمادة 86 مكرر، من قانون العقوبات والمنطبقة على الواقعة، والتي تناولت أركانها تحقيقات النيابة العامة، وإجراءات المحاكمة ومرافعة الدفاع فإن المقصود بالجماعة وفق ما ثبت بالأوراق إنما هي جماعة الإخوان المسلمين، وهي حقيقة مادية وجدت في المجتمع المصري، وأسست وأنشأت عام 1928، وأعلنت أن لها أهدافاً دينية واجتماعية، دون تحديد هدف سياسى ترمى إليه، وعلى هذا الأساس نشطت وغزت قلوب شعب مصر الطيب الكريم، وما أن تيقنت أن أصبح لها أنصار ومؤيدين، وشعرت أنها اكتسبت شيئاً من رضاء بعض الناس حتى أظهر بعض القائمون على أمرها عن أغراضهم الحقيقية، وهي الوصول إلى الحكم، وتغيير النظم المقررة في البلاد".
وتابع"، وقد اتخذت هذه الجماعة، فى سبيل الوصول الى أغراضها طرقاً شتى وأساليب مختلفة وأفعالاً مخالفة يسودها طابع العنف، ويعاقب عليها القانون والتاريخ ملئ بتلك الأفعال والأحداث المخالفة، وقد دونتها المحكمة فى أسباب الحكم، وهى من واقع ما قدمه الدفاع من مستندات وأوراق، وليس أدل على ذلك ما تضمنته وقائع هذه القضية، فقد ثبت للمحكمة واستقر فى عقيدتها يقينا أن هناك من بين المتهمين من ارتكبوا جرائما توافرت أركانها القانونية، من واقع أدلة مادية وقرائن، تمثلت فى تقارير فنية وشهادة شهود وضبط متهمين متلبسين حال ارتكاب الجريمة وإقرار بعض المتهمين بتواجدهم فى المسيرة التى توجهت صوب قسم شرطة العرب لإقتحامه، وإقرار البعض الآخر بالتطوع فى تلك الجماعة للتدريب على العنف والقتال، كما يمكن ذلك بقيام أهالى بورسعيد الباسلة بضبط بعض المتهمين وهم يعتدون على المحلات والسيارات الخاصة المتواجده بمحيط قسم شرطة العرب، وكذا ضبط سيارة يقودها أحد المتهمين وبها عبوات وزجاجات مولوتوف.
وأضاف، "ثبت للمحكمة من محاضر ضبط بعض المتهمين وتفتيش منازلهم، العثور على أرواق ومكاتبات ومقالات واسطوانات مدمجة، وجميعها تحمل عناوين منها برنامج معسكر تدريب لعناصر جماعة الإخوان المسلمين، وتوجيهات تربيوية لعناصر جماعة الإخوان المسلمين خلال الثورة، وموقف جماعة الإخوان المسلمين خلالف الفترة ما بعد الثورة، ومذكرات بعنوان تفعيل العمل المسجدي، وتفعيل نشاط جماعة الإخوان المسلمين داخل المساجد، ومذكرة بخط اليد مكونة من 94 صفحة بعنوان الإخوان المسلمين فى بورسعيد، ومذكرة أخرى بخط اليد تتضمن استراتيجية الإخوان المسلمين فى الإستيلاء على الحكم، وأوراق أخرى تتضمن رسائل إلى الإخوان المسلمين حول الدعوى إلى إصدار إعلان دستوري".
"وأخيراً فإن المحكمة من منطلق مسؤوليتها أمام الله وأمام شعب مصر الكريم، تعاود وتكرر ندائها إلى شباب الأمة المخلصين لها في كل مكان وفي كل طائفة وفي كل جماعة، أن جاهدوا أنفسكم فجهاد النفس هو الجهاد الأكبر، وحافظوا على وطنكم مصر وأخلصوا لها، ودافعوا عنها بأرواحكم وفكركم الرشيد، وتذكروا أيها المصريون حتى تطمئن قلوبكم وتهدأ نفوسكم، تذكروا قول الله أنه لن يحكم أحد في ملك الله إلا بمراد الله جل في علاه، وكونوا على يقين أن مصر محفوظة بقدرة الله وعنايته مهما حدث لها وهى فى أمن وأمان، وفي رباط إلى يوم القيامة، بفضل الله وعطاء رجالها وأبناءها المخلصين".