«فنار البرلس» حائر بين «السلامة البحرية» و«الآثار»: «أفلح إن صدأ»
«فنار البرلس» حائر بين «السلامة البحرية» و«الآثار»: «أفلح إن صدأ»
آثار الإهمال تظهر على فنار البرلس
رغم أن «فنار البرلس» يمثل أهم معالم مصيف بلطيم، فإن يد الإهمال طالته، وتحول من معلم بناه الخديو إسماعيل عام 1869، إلى قطعة ضخمة من الحديد أكلها الصدأ من الداخل بسبب تأخر هيئة السلامة البحرية فى تسليمه لوزارة الآثار لتبدأ فى ترميمه. يقع «فنار البرلس» على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وهو آخر فنار ضمن خمسة بناها الخديو، وهى: «رشيد، دمياط، بورسعيد، والعجمى» بخبرات إنجليزية فرنسية، ولكن جميع تلك الفنارات انهارت إما بفعل الزلازل أو العوامل الجوية ولم يبق سوى «البرلس» الذى يخشى عليه من مصير الفنارات السابقة.
مصدر بهيئة الآثار، طلب عدم ذكر اسمه، أكد أن الإهمال الذى يعانى منه الفنار سببه تأخر هيئة السلامة البحرية التابعة لوزارة النقل فى تسليمه لوزارة الآثار: «هيئة السلامة البحرية لا ترد على خطابات المجلس الأعلى للآثار لتسليم حرم الفنار لإقامة حديقة متحفية بداخله، ما أدى لتعطل مشروع ترميم الفنار».
حالة الفنار -بحسب وصف المصدر- وصلت إلى الحضيض نتيجة تأثره الشديد بالعوامل الجوية، فهو يقع على بعد 150 متراً من شاطئ البحر المتوسط، شارحاً: «يدخل رأس بلطيم حوالى 35 كيلومتراً داخل عمق مياه البحر على شكل مثلث، ما أدى إلى انتشار الصدأ على جسم الفنار من الداخل والخارج وهو ما يهدد بانهياره فى أى وقت بالرغم أنه تم تسجيله فى هيئة المعارف البريطانية فى أربع صفحات كاملة لدقة صنعه». وقال المصدر الأثرى، إن الفنار عند إنشائه كان يبعد ميلاً واحداً تقريباً عن الشاطئ، ولكن بعد إنشاء السد العالى بدأ تآكل الشواطئ تدريجياً حتى أصبحت المسافة لا تزيد على 150 متراً، مضيفاً: «وظيفة البرج أنه يعمل على إرشاد السفن ليلاً من خلال مجموعة من العدسات توجد فى قمة البرج تعمل على عكس الضوء، وغرفة الإضاءة قديماً كانت تعمل بـ«الكيروسين»، وتصل مدى إشارتها إلى بُعد 17 ميلاً بحرياً».
طوال 120 عاماً ظل البرج يعمل دون توقف بحسب المصدر، وطوال تلك السنوات كانت تجرى صيانة دورية سنوية لترميمه، والفترة الوحيدة التى توقف فيها عن العمل كان إبان حرب 1967 فور غلق قناة السويس، وتوجد بالفنار مجموعة من الاستراحات عددها 18 غرفة، وهى تستهدف توفير الراحة والإقامة لأطقم العمل الإدارى والفنى الخاصة بالفنار، وقد أنشئت عام 1930.
من جانبه، طالب المحاسب محمد رزق موافى، رئيس مركز «مستقبلنا» لحقوق الإنسان، هيئة الآثار المصرية، ومحافظ كفر الشيخ، الاعتناء بالفنار الأثرى، الذى يعد أحد المعالم الهامة المصرية: «يعد فنار البرلس معلماً تاريخياً لمدينة بلطيم، ويمكن استغلاله كمزار سياحى، خاصة أنه يقع بالقرب من طابية الزعيم أحمد عرابى المشهورة بمدافعها الموجودة فى العراء حتى الآن».