استشاري بـ"الهندسة البيئية": ارتفاع الحرارة يؤثر على حصة مصر من المياه
وفيق نصير لـ"الوطن": الموجات الحارة ستستمر.. والثلج سيسقط على مصر في يناير وفبراير
الدكتور وفيق نصير
قال الدكتور وفيق نصير، استشارى الهندسة البيئية وعضو البرلمان العالمي للبيئة، إن السبب في ارتفاع درجة الحرارة هذا الصيف في مصر هو حدوث ظاهرة "النينو" في المحيط الهادي، وهي ظاهرة تحدث كل 10 أو 15 عامًا، موضحًا أن البلاد ستشهد موجات حارة خلال الـ5 الأعوام المقبلة، وأن الثلوج ستسقط في بعض الأنحاء خلال شهر يناير وفبراير المقبلين.
وأضاف نصير في حوار لـ"الوطن"، أن ارتفاع درجة الحرارة يؤثر على حصة مصر من المياه بسبب التبخر، ولكن بحيرة ناصر وراء السد العالي التي يوجد بها فائض تعوض هذا الفقد، وعند بناء سد النهضة الإثيوبي من الممكن أن تعجز بحيرة ناصر عن تعويض الفاقد من المياه،
وإلى نص الحوار:
ما سر ارتفاع درجة الحرارة بهذا الشكل في فصل الصيف الحالي؟
السبب هو ظاهرة "النينو"، وهى ظاهرة طبيعية تحدث فى المحيط الهادى، حيث ترتفع درجة حرارة سطحه نصف درجة مئوية فأكثر عن المعدل العام لمدة 3 أشهر سنويًا، وتتكرر هذه الظاهرة كل فترة زمنية تتراوح ما بين 10 أو 15 عامًا، وتستمر كل مرة لمدة 5 سنوات في المتوسط، وآخر مرة شهد العالم هذه الظاهرة كانت في عام 1998، وعادت الظاهرة هذه المرة بشكل أقوى بسبب تأثير الاحتباس الحراري الناتج عن ارتفاع نسبة التلوث الجوي، مشيرًا إلى أنه نبّه في مارس الماضي أن صيف 2015 سيشهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة.
ما الحل لتقليل درجة الحرارة في العالم؟
في نهاية العام الحالي سيسعى "مؤتمر باريس للتغيرات المناخية"، والذي ستشارك فيه الدول الصناعية الكبرى، إلى بحث كيفية الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الأرض بواقع 4 درجات مئوية كما هو متوقع بحلول 2030، وجعلها درجتين فقط من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية إلى نسبة 40%.
نسمع عن ظاهرة "التطرف الحراري".. ما هذه الظاهرة ومدى تأثيرها على المناخ؟
الحقيقة أن ظاهرة "النينو" تلازمها ظاهرة أخرى تعرف بـ"النينا" تنخفض بسببها درجات الحرارة في مناطق أخرى بالعالم، وبالتالي يحدث ما يعرف بـ"التطرف الحراري"، إذ نجد موجات شديدة الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي في مصر والهند مثلًا، بينما تتساقط الثلوج في روسيا وشرق وجنوب أوروبا، وتأتي هذه الظاهرة بالتزامن مع "الاحتباس الحراري".
لم تشهد مصر في تاريخها موجة حارة كما شهدت هذا العام.. هل ستتكرر هذه الموجة مرة أخرى؟
لقد شهدنا موجة أشد حرارة ضربت مصر عام 1998، ولكن ليس بنفس شدة الحرارة هذا العام، ومن المتوقع أن تشهد الأعوام المقبلة نفس هذه الظاهرة مجددًا.
وهل ستستمر الحرارة بهذا المعدل المرتفع؟
ارتفاع درجات الحرارة سيستمر، وفي الشتاء لن يكون هناك برد قارس إلا في شهري يناير وفبراير، حيث سيشهدان سقوط الثلج على البلاد في بعض الأماكن، وقد يستمر الارتفاع لمدة 5 سنوات مقبلة ليست بنفس شدة الحرارة هذا العام، في مصر وبعض دول البحر المتوسط.
هل أثّر الحر الشديد على تبخر بعض مياه النيل كما يتردد؟
بالتأكيد، لأن ارتفاع درجة الحرارة أثرت على حصة مصر من المياه، ولكننا لن نشعر بذلك لأن بحيرة ناصر وراء السد العالي يوجد بها فائض من المياه، لأنها عبارة عن خزان يعوض فقد المياه، ولكن عند بناء "سد النهضة" الإثيوبى فمن الممكن أن تعجز بحيرة ناصر عن تعويض الفاقد من المياه.
هل تتسبب دول بعينها في رفع درجة حرارة الأرض؟
نعم.. هناك أيضًا ظواهر بفعل الإنسان، وهي التي بسببها يظهر "الاحتباس الحراري" جراء انبعاثات الغازات الكربونية والنيتروجينية وغاز الميثان التي تصبح بمثابة "صوبة" حول الأرض وتؤدي إلى ارتفاع الحرارة، ومن الدول الصناعية الكبرى التي تسبب ذلك الصين والهند وأمريكا وروسيا.
هل ارتفاع الحرارة يسهم في نشر "أمراض الصيف"؟
الحر بيئة خصبة لانتشار بعض الأوبئة والأمراض المتوطنة والشمس لها تأثير، خصوصًا في وجود ثقب "الأوزون" الذي يؤدي إلى مرور الأشعة فوق البنفسجية إلى كوكب الأرض، وهذه الأشعة تتسبب في إصابة البشر بأمراض سرطانية، والأطفال معرضون أكثر لهذه الأمراض، لذلك يجب على المواطنين أن يأخذوا حذرهم من الارتفاع الحالي في درجة حرارة الطقس.