"اختلفت البلاد والثورة واحدة"..أوجه تشابه احتجاجات مصر ولبنان
"اختلفت البلاد والثورة واحدة"..أوجه تشابه احتجاجات مصر ولبنان
تعددت المطالب والثورة واحدة، وبقيت طرق الاحتجاج إنذار على خطر ما يدق بمستقبل حكومات وأنظمة، فيما احتفظت الشعوب العربية بنكهتم الخاصة في التعبير عن احتاجاتهم والتنديد بمطالبهم، حيث شهد العالم أجمع المظاهرات التي أطلقها الشعب اللبناني معلنا الحرب على حكومته التي سلبت من الشعب اللبناني حق العيش في شوارع نظيفة بسبب تجمع القمامة في أرجاء شوارع لبنان، وأطلقوا حملة حاشدة تحت اسم "طلعت ريحتكم".
تعيد احتجاجات الشعب اللبناني إلى أذهان المصريين، أجواء ثورتهم المجيدة التي خرجوا فيها إلى ميادين الجمهورية، معلنين رفضهم استمرار الحكومة المصرية في 25 يناير، والتي تشابهت طقوسها إلى حد كبير بطقوس الثورة المصرية، وترصد "الوطن" الطقوس المشتركة بين الاحتجاجات المصرية اللبنانية.
ـ الكمامات:
من أبرز مشاهد التي اشتركت فيها المظاهرات اللبنانية والمصرية هي ارتداء المتظاهرين للكمامات باختلاف الأغراض، ففي ثورة 25 يناير ارتداها المتظاهرين كحماية لهم من القنابل المسيلة للدموع، التي كانت تقذفها الشرطة عليهم، أما في الجانب اللبناني فهو تصرف مجازي يعبر عن عدم قدرتهم على احتمال تشويه القمامة لشوارع لبنان.
ـ الافتكاسات:
يتميز الشعب العربي في عمومه بخفة الظل ونجاحة في انتزاع البسمة من وسط الظروف الحالكة، فتشابه الشعب اللبناني مع المصري في اختراعهم لـ"افتكاسات" جديدة حتى في أسلوب اعتراضهم، فخرج المتظاهرين في لبنان مرتدين "المناشف" كنوع من أنواع السخرية من الحكومة، التي أهملت تنظيف شوارع لبنان، ويقابلها المتظاهر المصري الذي ظهر مرتديا "حلة" على رأسه ليحتمي من تراشق الأحجار في الميدان في 25 يناير.
ـ الأسلاك الشائكة:
يتشابه الشعب العربي في حبه للحياة وطريقة تعبيره عن الاعتراض، كما تتشابه أيضا الشرطة في طريقة ردعها لهذه الاعتراضات، حيث تشابهت تصرفات الشرطة اللبنانية مع نظيرتها المصرية في فض التظاهرات، حيث استخدمت الشرطة المياه لتفريق المتظاهرين، كما استخدمت الأسلاك الشائكة لوقف انتشار المتظاهرين المصريين واللبنانيين في الميادين.
ـ الملثمون:
الأشخاص الملثمين، أصدقاء الثورات، الدائم وجودهم في مختلف المظاهرات في العالم والذين لم يقتصر انتشارهم فقط في لبنان أو مصر، إلا انهم أصبحوا ظاهرة مصاحبة لكل التظاهرات الاحتجاجية في العالم.
ـ قناع "فانديتا":
اشتركت الاحتجاجات اللبنانية مع الثورة المصرية حتى في القناع الذي ارتداه المتظاهرين في البلدين، وهو القناع الذي يرمز للحرية وهو قناع "فانديتا" الذي تتلخص قصته في اسمه وهو يعني باليونانية "الانتقام"، وكان أول من ارتداه متمرد إنجليزي ليعلن اعتراضه على حكم الملك جيمس الأول.
ـ الجرافيتي:
كانت ولا زالت الجدران هي مرآة الثوار في كتابة مطالبتهم وتوصيل أصواتهم إلى العالم وإلى الحكومة من قبل، لذلك ساعد الربيع العربي في انتشار فن "الجرافيتي"، الذي أصبح واحدا من أهم الفنون التي تعاديها الدولة، لذلك ظهر الجرافيتي جليا في موجة الاعتراضات اللبنانية وأثناء الثورة المصرية أيضا.
ـ مشاركة الأطفال في المظاهرات:
لم يقتصر مشهد مشاركة الأطفال في ثورة 25 يناير، على مصر فقط إلا أنه ظهر أيضا في التظاهرات اللبنانية، حيث اصطحب معظم المتظاهرين اللبنانيين أبنائهم إلى ساحة الميدان.
ـ ظهور شعار الوحدة "الهلال مع الصليب":
بالرغم من التعددية الدينية التي تعيش فيها لبنان، إلا أن ظهور الهلال والصليب في المظاهرات اللبنانية رسالة إلى الحكومة اللبنانية من الشعب، لتؤكد أنهم على قلب رجلا واحدا في التعبير عن اعتراضهم، وهو المشهد الذي سبقتهم فيه العائلة المصرية التي اصطحبت أطفالها دون الشعور بالخوف.
ـ الرقص:
"رقصة شهية هي الحياة"، هي مقولة تلخص أهمية الرقص بالنسبة للعالم العربي، فهو قاهر الغضب وقاهر الطواغيت، لم يتخلى الشعب العربي طوال تاريخه عن حبه للرقص في أحلك الظروف، واشتركت مصر ولبنان في ظاهرة الرقص في المظاهرات في رسالة للنظام أن طغيانهم لم يستطع أن يهزم "حب الحياة".
ـ ساحات التجمع:
وقع اختيار كلا من الشعب المصري والشعب اللبناني على الساحات التي تحيط بوزارة الداخلية، في كلا البلدين، في رسالة تبلغ "الداخلية" رفض الشعب الكامل للسياسة المتبعدة من الشرطة في كلتا البلدتين، حيث انطلقت مظاهرة حملة "طلعت ريحتكم" من محيط وزارة الداخلية باتجاه ساحة الشهداء في بيروت، وتوافد الآلاف من اللبنانيين للمشاركة في المظاهرة، أما عن نظيرها المصري فوقع اختيار المتظاهرين على ميدان التحرير وشارع محمد محمود دون غيره، الواقع أيضا في محيط وزارة الداخلية المصرية.