بعد احتفال الهند بعيد المعلم..مدرسون مصريون: "إزاي نحتفل وإحنا بنتهان"
بعد احتفال الهند بعيد المعلم.. مدرسون مصريون: "إزاي نحتفل وإحنا بنتهان"
من احتفالات الهند
هدايا وحلوى وأنشطة وسعادة غامرة عاشها مدرسو الهند في يوم عيدهم الذي يوافق الخامس من سبتمبر من كل عام، والذي يتفنن خلاله الطلبة والقائمون على أمر المدارس في إبهار المدرس يوم عيده، صحيح أن الجميع ينزل إلى المدارس في هذا اليوم، لكن ليس للدراسة، بل للاحتفال وممارسة الأنشطة العامرة بالضحك والسعادة، مشهد استثنائي تابعه ملايين المدرسين المصريين بمزيد من الحزن والأسى، فالحال لا يسر كثيرًا في مصر.
منار البطويسي، مدرسة لغة إنجليزية بمدينة المحلة الكبرى، تعمل في المجال منذ عشر سنوات، من مدرسة لأخرى تنقلت المدرسة الباحثة عن أبسط حقوقها "التعيين"، لكنه لم يحدث قط، عشر سنوات جعلتها تقرر الرحيل عن البلد بكاملها، "قررت أسافر بلد عربي، هناك بيحترموا المدرسين أكتر من هنا".
الشابة الثلاثينية تابعت مظاهر الاحتفال العديدة بالمدرسين الهنود، الأمر الذي أصابها بالغم: "المدرس هنا في مصر مالهوش قيمة، المسؤولين حسسونا كمان إن التعليم مالهوش قيمة"، فارق جوهري بين الأحوال هنا وهناك، تبرزه مظاهر الاحتفال بنفس اليوم بين البلدين: "هناك يوم المعلم مجرد مناسبة رسمية ما بيحسش بيها أغلب المدرسين ولا بتمثل لهم أي حاجة".
شعور عام بالغبن جعلها تؤكد: "عشر سنين شغل وماتعينتش"، مدرسة اللغة الإنجليزية للصفين الإعدادي والثانوي حاولت كثيرا أن تسير أمورها بالدروس الخصوصية، لكن هذه أيضا تمت محاربتها، "هم شغلونا ووفروا لنا مرتبات كويسة وظروف عمل آدمية وقولنا لأ؟"، تنتظر المدرسة الشابة فرصة أفضل خارج بلادها لعل وعسى.
"إزاي ممكن يكون في احتفال وأطراف التعليم الثلاثة أعداء".. تتساءل نعمات عبدالفتاح، كبيرة معلمين بمدرسة طلعت حرب الابتدائية سابقا وناظرة حاليا بأحد المدارس الخاصة، مشيرة إلى أن هناك حالة من عدم التواصل والعداء بين التلميذ والمدرس وولي الأمر، "الاحتفال أمر طيب ومطلوب وبيدخل السرور على قلب المدرس لكن في ظل الظروف الحالية للمدرس المصري مفيش أي فرصة للاحتفال او الشعور بأمر استثنائي، التدريس وسيلة لكسب العيش فقط، مفيهاش أي حب، وحتى يوم المدرس المصري بيكون مجرد مناسبة رسمية المدرسين بيركزوا فيها على الجانب المادي وهل مرتبهم هيزيد ولا لأ، لأن الرواتب غير كافية".
تذكر السيدة التي قضت عمرها بالتعليم كيف يجري الأمر حاليا: "مفيش وزارة أو نقابة بتاخد للمدرس حقه، يحتفل إزاي وهو معرض للضرب في أي لحظة من ولي الأمر، ولو راح اشتكى يضطر يتنازل عشان مايتبهدلش في الأقسام".