«سعيد» ترك النجارة ليعمل فى الرش: 7 صنايع والرزق ضايع
«سعيد» ترك النجارة ليعمل فى الرش: 7 صنايع والرزق ضايع
«سعيد» متجولاً فى الشوارع بدراجته
دراجة صغيرة وعلبة مبيدات، هما كل رأس مال سعيد منصور، الذى قرر أن يختار مهنة بسيطة بعد أن جار عليه الزمن، وأصيب بأمراض عديدة لم يفلح معها العمل فى أى مكان فاختار أن يعمل فى رش المنازل للوقاية من الحشرات، يجوب «سعيد» شوارع المناطق العشوائية بدراجته ومبيداته بحثاً عن زبون قبل أن ينتهى موسم الصيف ويصبح بلا عمل.
«لو ماعملتش كده أجوع» يقولها سعيد وهو يقف بدراجته مع إحدى السيدات شارحاً لها فوائد رش المبيدات خلال فصل الصيف. «الألمانى» هو اللقب الذى اختاره «سعيد» لنفسه وهو مستوحى من اسم المبيد الذى يعمل به: «هما بيقولوا الألمانى قاتل لكل أنواع الحشرات، وأنا هابقى قاتل لأى نوع من الذكريات اللى ترجّعنى ورا أو تموّتنى، هعيش مبسوط حتى لو كنت كبير فى السن».
50 عاماً هى عمر «سعيد» الذى كان يعمل «أرزقى» فى النجارة وتشطيب الشقق والتجارة، كان يعيش مع أسرته فى منطقة دار السلام، وبعد إصابته خلال عمله فى إحدى الشقق توقف فترة عن العمل وتخلى عنه أهله، فقرر أن يتحامل على نفسه ويبدأ من جديد: «كان عندى بيت وولاد وعيشة حلوة، سابونى بعد ما رقدت وقعدت فى البيت من غير شغل، دلوقتى ببدأ من الصفر، ورغم سنى الكبير إن شاء الله هكمّل لحد ما أرجع أقف على رجلى تانى».
قدمه وذراعه تؤلمانه بشدة لكنه يتحامل على نفسه ويجوب بالدراجة والمبيد الحشرى فى شوارع بولاق الدكرور وإمبابة وأرض اللواء: «أنا عارف إن الناس هنا على قد حالها مالهمش فى فكرة رش الحشرات، وما بيصدقوا يلاقوا اللقمة فمش معقول هيصرفوا فلوسهم على رش الحشرات، بس أنا بحاول أقنعهم بأن النضافة مهمة، خصوصاً فى الصيف، وكله على الله فى الآخر».