حرب الانتخابات: «صحوة مصر» تتهم لجنة الانتخابات بـ«التعنت»
حرب الانتخابات: «صحوة مصر» تتهم لجنة الانتخابات بـ«التعنت»
أحد المرشحين يتقدم بأوراق ترشحه أمس
هاجمت قائمة «صحوة مصر» الانتخابية التى أعلنت انسحابها، أمس الأول، من الترشح، اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، بسبب موقفها من حكم القضاء الإدارى بإعادة الكشف الطبى على المرشحين وعدم مد فترة فتح باب الترشيح 12 يوماً إضافية، كما هاجم تحالف «العدالة الاجتماعية» حكومة «محلب» واتهمها بالانحياز لقائمة «فى حب مصر».
وكشفت مصادر قيادية داخل قائمة «صحوة مصر»، رفضت الكشف عن اسمها، عن أن اللقاء الذى جمع الدكتور عبدالجليل مصطفى برئيس اللجنة العليا للانتخابات، أمس الأول، شهد تعنتاً من جانب الأخير، وتمسكاً بعدم الاستجابة للمطالب التى تطرحها القائمة بمد فترة الترشح وإلغاء رسوم الكشف الطبى، بحسب هذه المصادر، وهو ما فسرته هذه المصادر برغبة «جهات ما» فى الدولة فى استبعاد قوائم ما لصالح قوائم أخرى، بحسب المصادر.
مؤسس «العدالة»: لن يتم قبول أوراقنا بسبب «الكشف الطبى».. وحكومة «محلب» عقدت صفقات سياسية لصالح «فى حب مصر»
وكانت القائمة قد قالت فى بيان انسحابها مساء أمس الأول: منذ اللحظة الأولى لانطلاق الاستحقاق الثالث لخريطة المستقبل «الانتخابات البرلمانية» أخذت «صحوة مصر» على عاتقها بناء بديل مدنى حقيقى لمن احتكروا عضوية البرلمانات السابقة، وجعلت شعارها «قوتنا فى نقائنا» فشكلت أربع قوائم على مستوى الجمهورية لتواجه بها قوائم شكلها فلول نظام مبارك من المتربحين بنفاق أى سلطة بغية حماية منافعهم، وبقايا جماعة الإخوان والسلفيين، واختارت مرشحين أكفاء يمثلون قيمة مضافة للعمل البرلمانى فى المستقبل، ويمثلون فئات اجتماعية تسعى للحصول على حقوقها وسماع صوتها فى مجالى التشريع والرقابة بعد أن أوصد المفسدون والمستبدون الأبواب أمامها فى الماضى، مشيرة إلى أنها «تعاملت بجدية تامة لبلوغ هذه الغاية النبيلة، رغم التضييق عليها من جهات لا ترضى لمصر أن تتغير إلى الأفضل، ولا ترغب فى أن ينفتح الطريق أمام أكفاء شرفاء مستقلين ليشاركوا باقتدار فى العملية السياسية، سعياً إلى بناء مصر التى نستحقها جميعاً».
وأشارت القائمة إلى أنها بالرغم من ذلك «فوجئت بعد اكتمال قوائمها الأربع على مستوى الجمهورية وتأهبها بكل جدية لتقديمها ليكون ترشحها نافذاً بالموقف السلبى للجنة العليا للانتخابات حيال حكم القضاء الإدارى بإعادة الكشف الطبى على المرشحين، وهو أمر مرهق مالياً بالنسبة لقائمة رفضت من اللحظة الأولى أن تضم فى صفوفها أياً من الفاسدين الذين ينفقون ببذخ على الانتخابات، وأبت أن تكون مطية لجهة ترعاها، ووضعت معايير صارمة لمن اختارتهم ألا يكون أحدهم عضواً فى الحزب الوطنى المنحل أو جماعة الإخوان وأتباعها، وأن يكون نزيهاً كفؤاً حسن السمعة ذا رصيد شعبى مناسب».
وأشارت إلى أن إلزام المرشحين الذين سبق لهم إجراء الكشف الطبى بإعادته على نفقتهم الخاصة يضرب فى مقتل مبدأين دستوريين هما المساواة وتكافؤ الفرص، وكان الأحرى باللجنة العليا للانتخابات، وكما طلبت «صحوة مصر»، أن تمد فترة تلقيها أوراق الترشح لمدة اثنى عشر يوماً كى تسوى بين المرشحين فى وقت تقديم أوراقهم، وأن تخاطب الحكومة لتجرى هذه الكشوف مجاناً على من سبق أن تحملوا تكلفتها فيما سبق.
وهدد الدكتور جمال زهران، البرلمانى السابق ومؤسس تحالف العدالة الاجتماعية، بكشف ما وصفه بـ«الفضائح التى ارتكبتها الحكومة فى الأيام الماضية من فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية لإفساد الخطوة الثالثة من خارطة الطريق».
وقال «زهران» لـ«الوطن»: إن تحالف العدالة الاجتماعية الذى يضم «8» أحزاب سياسية من بينها الوفاق القومى والعدالة الاجتماعية والثورة مستمرة والخضر ومصر العربى الاشتراكى والاتحاد الديمقراطى والشعبى الديمقراطى، فضلاً عن نقابات وحركات ثورية، سيتقدم بأوراق قوائمه الأربع اليوم دون إجراء الكشوف الطبية الجديدة ما سيترتب عليه عدم قبول أوراقنا. وقال إن حكومة «محلب» لعبت دوراً خطيراً فى إفساد الخطوات الأولى من إجراء العملية الانتخابية، لافتاً إلى أنه سيعقد مؤتمراً صحفياً خلال ساعات لكشف الفضائح التى ارتكبها اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء لشئون الانتخابات، وإتمامه صفقات سياسية لاستكمال قوائم «فى حب مصر» الأربع، على حد قوله. وقال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبى والقيادى بالتيار الديمقراطى، إن «صحوة مصر» كانت القائمة الوحيدة التى مرجعيتها ثورة 25 يناير، والوحيدة التى تتمسك بعدم ضم عناصر من النظامين السابقين.
وأضاف «الزاهد»: «القائمة بمعاييرها السابقة كانت تمثل قاطرة لتكتل ديمقراطى عريض من أطياف متنوعة، تمثل الشعارات المسكوت عنها والمتعلقة بثورة يناير»، مشيراً إلى أن انسحابها يثير الشكوك فى سلامة العملية الانتخابية وحيدتها وشفافيتها واحترافيتها، هذا فضلاً عن شكوك أخرى بأن البرلمان المقبل سيكون برلماناً للصوت الواحد، على حد تعبيره.