الطفلة «أسماء» ضحية وصفة جدتها: فقدت السمع بـ«شوية ملح وأعشاب»
الطفلة «أسماء» ضحية وصفة جدتها: فقدت السمع بـ«شوية ملح وأعشاب»
أسماء
تلعب مع شقيقاتها الثلاث، لا تستطيع أن تسمعهن أو تفسر إشاراتهن، لكنها تحاول من خلال حركة الشفاه التواصل معهن، لم تكن تعلم أسماء محمد حلمى، ذات الـ11 عاماً أنها ستكون ضحية الموروثات والعادات والتقاليد الخاطئة، فور ولادتها بإحدى القرى الفقيرة التابعة لمركز أبوتشت بمحافظة قنا، لتفقد سمعها شيئاً فشيئاً، تحت وطأة وصفات ونصائح الجدة، حتى فقدت السمع بصورة كاملة، ارتفاع فى درجة الحرارة قبل أعوام، دفع جدتها لوصف العلاج على طريقتها الخاصة، «الحاجة الكبيرة قالت لنا حطوا ميه بالملح فى ودن البنت، وهى هتبقى كويسة، وفضلنا على العملية دى كذا مرة، وكمان بقينا نضيف أعشاب طبيعية»، يحكى والد «أسماء» الحكاية التى مر عليها سنون، مضيفاً: «شهر بعد شهر، فوجئنا بأن البنت حالتها بتتراجع، وبتفقد السمع تدريجياً، جرينا على الدكاترة لكن بعد فوات الأوان».
الأب: ستها قالت حطوا فى ودنها «ميّه مالحة»
5 أعوام قضاها الأب مع ابنته يحاول أن يعيد لها سمعها على أيدى الأطباء: «رحنا لكذا طبيب فى القرية، وتابعنا مع الوحدة الصحية اللى عندنا، قالوا لنا إنها بتعانى من ثقب بالأذنين، ومش هتقدر ترجع تسمع تانى غير بإجراء عملية ترقيع»، سنوات وشهور مرت على الطفلة التى سبقها الأطفال ممن هم فى سنها للصف الثانى الإعدادى، فيما لم تذهب هى للمدرسة قط، يتحسر الرجل الخمسينى على حال طفلته: «يا ريتنى كنت أقدر أعمل لها العملية وأنزلها مصر لكن ما باليد حيلة»، موضحاً أن تكلفة العملية تتجاوز 20 ألف جنيه، وهو لا يملك شيئاً: «معاشى 330 جنيه، ومراتى بتشتغل فى مصنع غزل مرتبها 400 جنيه، يا دوب بنصرف على البنات».
محاولات تقوم بها الأم «سنية محمد دياب» لجمع التكلفة من تبرعات يقدمها كل قريب وبعيد بالقرية، لكنها لم تجمع إلا قدراً قليلاً، ما دفعها للتفكير فى بيع أحد أعضائها لإنقاذ «أسماء» من حالة الصم التى تعانى منها: «قررت أبيع كليتى أو عين من عينيا، لكن قالوا لى حرام، وجوزى منعنى، بس مش عارفة أعمل إيه»، تضيف: «نفسى قبل ما أموت أنادى على أسماء وتسمعنى».