رئيس المركز القومى للبحوث السابق لـ«الوطن»: مرتبات الباحثين 6 مليارات جنيه
النظام لا يبحث عن حلول علمية لمشاكل مصر، هكذا فسر الدكتور هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث السابق، عجز الحكومة فى التوصل لحلول جذرية للمشكلات المزمنة، وأضاف فى حواره مع «الوطن» أن مرتبات الباحثين زادت 6 مليارات جنيه وكان أفضل لو تم بناء مزلقانات وتطويرها حتى لا يموت المواطنون، مشيراً إلى أن 80% من ميزانية البحث العلمى تنفق كرواتب للباحثين، وحذر الناظر من استمرار إهمال الدولة لقيمة العلم.
* فى رأيك هل تهتم الحكومة بالعلم فى حل مشكلاتها؟
- الحكومة الحالية تفعل ما كان يفعله النظام السابق من اختيار القيادات على أساس الثقة وليس الخبرة، وكان يجب فى هذه المرحلة الانتقالية أن نختار أهل الخبرة، وبالتالى الحكومة لا تهتم بالعلم أو المتخصصين، وتحاول الحكومة حل المشاكل بالطريقة الإدارية مثلاً قررت الحكومة إغلاق المحلات فى العاشرة مساء لترشيد الطاقة وهو قرار لن ينهى المشكلة والحل العلمى أن تجبر الحكومة المنتجعات السياحية فى البحر الأحمر والساحل الشمالى على استخدام الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء.
* فى رأيك انفصال «البحث العلمى» عن وزارة التعليم العلمى أعطى لها فرصة لأداء أفضل؟
- أُطلق على وزارة الدولة للبحث العلمى وزارة «المجاملات»، حكومة الجنزورى عندما أرادت أن تعطى وزارة للأقباط أصدرت قراراً بفصل البحث العلمى عن وزارة التعليم العالى، أشعر بالحزن على حال أكاديمية البحث العلمى، التى كانت منارة رغم قلة الإمكانيات، الآن أصبحت لا تقدر على تمويل المشروعات القومية ولا تؤدى رسالتها المنوطة بها، كما أن المراكز البحثية فى مصر البالغ عددها 40 مركزاً موزعة على الوزارات ولا يوجد تنسيق بينها، وبعد الثورة تراجع البحث العلمى وتراجع أيضاً الاهتمام بالعلماء وكل ما حدث هو زيادة مرتبات الباحثين 6 مليارات جنيه، وكان أفضل لو تم بهذه الأموال بناء مزلقانات وتطويرها حتى لا يموت المواطنون، مشيراً إلى أن 80% من ميزانية البحث العلمى تنفق كرواتب للباحثين.[Quote_1]
* ما رأيك فى مشروع مدينة زويل العلمية، وهل تستطيع الدول الفقيرة الإنفاق على البحث العلمى؟
- كنا نحلم بتطبيق فكرة زويل فى بناء مدينة علمية، ولكن يجب أن يكون كياناً علمياً داخل منظمومة متكاملة بالتعاون مع المراكز والجامعات، ولو استمرت المدينة على هذه الحالة فلن يكتب لها النجاح فى ظل غياب سياسة البحث العلمى فى مصر، وقبل أن ننفق 6 مليارات جنيه على مدينة زويل علينا أن نهتم بصنع منظومة متكاملة ونستغل المراكز التى تمتلك بنية تحتية تقدر بمليارات الجنيهات بالتوازى مع إنشاء مدينة زويل، وغير حقيقى أن الدول الفقيرة لا يمكنها الإنفاق على البحث العلمى والعكس هو الصحيح لا يمكن لدولة أن تنهض بدون بحث علمى، والمهم هو كيفية إدارة الموارد المالية المتاحة لتحقيق نهضة، والهند أبرز مثال على ذلك رغم أنها دولة فقيرة.
* ما رؤيتك لإحداث نهضة علمية حقيقية فى مصر؟
- أولاً وضع استراتيجية للبحث العلمى ببرنامج زمنى يمتد إلى 10 سنوات يهدف فى المقام الأول للإنفاق على البحث العلمى واستغلال موارده وإعادة هيكلة المراكز البحثية وبحث وضع العلماء فى مصر وخارجها، وضرورة استقطاب علماء مصر بالخارج، ووضع أشبه بدستور للبحث العلمى يعمل فى ظل هذه المنظومة مدينة كمدينة زويل بالتكامل مع المؤسسات العلمية، وأن تتحول وزارة الدولة للبحث العلمى لوزارة علوم وتكنولوجيا يضم لها جميع المراكز البحثية المبعثرة، هذه الرؤية لن تتحقق فى ظل غياب إيمان الدولة والمجتمع المصرى بأهمية العلم.