وكيل الأزهر لـ«طلاب الشرطة»: تجديد الخطاب الدينى من لوازم «الشريعة»
وكيل الأزهر لـ«طلاب الشرطة»: تجديد الخطاب الدينى من لوازم «الشريعة»
وكيل الأزهر خلال إلقاء كلمته أمس
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن تجديد الخطاب الدينى ضرورة للتصدى للجماعات الإرهابية وكشف وبيان زيفهم وقطع الصلة بين أفعالهم وتعاليم ديننا الحنيف، مشدداً على أنها أعطت لنفسها حقوق غيرها، وأن هناك عدة أمور اغتصبتها تلك الجماعات من أصحابها، ما يعتبر اعتداءً على سلطات وحقوق أهل الاختصاص، وهذا يدل على جهلها وبعدها عن تعاليم الدين والشريعة الغراء، موضحاً أن من بين تلك الأمور مثلاً «الجهاد»، فهو من صميم اختصاص ولى الأمر أو رئيس الدولة وليس من اختصاص آحاد الناس، لافتاً إلى أن هناك نوعية أخرى منهم تصدر أحكاماً شرعية وهى من اختصاص علماء الشرع وليس للجهلاء بأحكام الشريعة، وهناك من تصدر العقوبات وهى من اختصاص القضاء فقط، وأخرى تنفذها وهذا من سلطة الشرطة.
«شومان»: أزمة «الخطاب» فى اختطافه من غير المؤهلين.. وصلاة رجال الجيش والشرطة بأحذيتهم جائزة
وأشار «شومان»، خلال المحاضرة التى ألقاها بأكاديمية الشرطة، إلى أن التجديد عند علماء الأزهر له معنى ثابت، لأنه من لوازم الشريعة الإسلامية، وهو استعادة الخطاب الوسطى من غير المؤهلين، والذين ينتهجون مسلك التشدد المقيت الذى يضيق على الناس وينفرهم فى الدين من الأساس، وهؤلاء يوجدون فى كثير من المساجد والزوايا، ويطلون على الناس من خلال وسائل الإعلام المختلفة، دون رادع يردعهم ويعيدهم إلى جادة الصواب.
وأضاف وكيل الأزهر أنَّ تجديد الخطاب الدينى أمر ضرورى فى شريعتنا؛ لمواكبة الواقع بما يناسبه من أحكام فقهية، وأن الأحكام المتفق عليها لا يمكن تغييرها وهى ما نطلق عليها الأصول، أما الفروع فهى مناط الاجتهاد والتجديد، ويشترط فى المجدد أن يكون راسخاً فى العلم ومن أهل الرؤية والعلم الثابت.
ورداً على سؤال حول تكفير المجتمع والحكام بدعوى عدم تطبيق الشريعة، أكد «شومان» أن ذلك جهل بالدين، فالشريعة لا تنحصر فى الحدود كما يظنون، إنما تشمل الفرائض والواجبات والمحرمات، وكل المجتمعات الإسلامية تقر بفرضية الصلاة والصيام والزكاة والحج، وتحرّم الخمر والقتل والسرقة وغيرها، كما أن العقوبات، التى تمثل آياتها فى كتاب الله 5% فقط، مطبق منها فى كل الدول الإسلامية عقوبات يصلح أن تدخل تحت مسمى العقوبات التعزيرية، ويبقى ما لا يزيد على 2.5% كقطع يد السارق أو جلد الزانى وشارب الخمر، وهذه العقوبات على أهميتها وضرورة السعى إلى تطبيقها ليست من اختصاص تلك الجماعات، ولا يمكن تكفير المجتمعات بسببها، لا سيما ونحن نعلم تحذير شرعنا من التكفير.
وأفتى وكيل الأزهر بأنه يجوز لرجال الشرطة والجيش وغيرهم ممن تضيق أوقاتهم بالصلاة أن يصلوا بأحذيتهم بشرط أن تكون طاهرة، فديننا دين التيسير.