بالصور| آثار "البهنسا" مهددة بالانهيار.. ومسؤول: تحتاج لعمليات ترميم
بالصور| آثار "البهنسا" مهددة بالانهيار.. ومسؤول: تحتاج لعمليات ترميم
آثار "البهنسا" المهددة بالزوال
تقع مدينة البهنسا، في منطقة صحراوية من أطهر بقاع الأرض بمركز بني مزار بالمنيا، المعروفة بمدينة صحابة رسول الله، والتي أرتوت بدمائهم الذكية، وتشتهر بجباناتها وتلالها الأثرية وموالد الأولياء والشهداء، وكانت ذات مكانة مهمة في العصر الإسلامي، حيث حضر إليها 10 آلاف عين رأت النبي صلى الله عليه وسلم، و70 ممن حضروا غزوة "بدر" مع الرسول، والأمراء والسادات وأصحاب الرايات.
ودفن بأرض البهنسا، نحو 5000 صحابي، وذكرها علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية بأنها مدينة كان لها شهرة عظيمة، وكان لها أبواب 4 ولكل باب ثلاثة أبراج، وقصور ومساجد كثيرة وبنهايتها الغربية يوجد الـ7 بنات وفيه مراغة يتمرغ الناس فيه ذكور وإناث طلبا للشفاء.
وأصبحت قباب البهنسا، تحت رحمة الإهمال وأوشكت على الانهيا"، ومن أبرزها قبة أبوسمرة، وهو الشيخ عبدالغني بن سمرة البهنسي أحد علماء الأزهر الشريف في العصر المملوكي، وتتميز بعلمه وورعة ونبله ووقاره وتحتوي قبته على زاوية صلاة وخلوة، وتقع القبة بالتل الأثري المقام عليه حفائر من بعض جدران لقصر يرجع للعصر الفاطمي وأبوسمرة هو حاكم البهنسا في هذه الفترة، وتوقفت أعمال الترميم بالقبة منذ سنوات، وترك المقاول القبة على وضعها ما سجل خطرا كبيرا على القبة وزاوية الصلاة.
ونجد الإهمال يضرب قبة الشيخ الخرسي أحد علماء البهنسا في العصر العثماني، ولقب بالحبر لكثرة علمه ونبوغه، وكذا قبة السيدة رقية وهي من آل البيت، الذين تنتشر مشاهدهم في مصر، ونجد قبة يحيى البصري التي تقع بمكان مرتفع، ما أدى إلى زيادة الشروخ بها وانهيار بعض أجزائها، وكذا قبة محمد الخرسي والحسن الصالح تتعرض لشروخ وانهيارت وأبوابها غير موجودة، ولابد من تحرك سريع وعاجل لإنقاذ هذه القباب قبل الانهيار.
في البهنسا أيضا توجد آثار إسلامية ثابتة تتعرض للإهمال، ومنها مبنى من طابقين به ملحقات ترجع للعصر البيزنطي، تم بناؤه بخليط من الحجر والطوب اللبن، وتميزه العقود الحجرية التي تزينها بعض الزخارف النباتية والهندسية، بالإضافة لمبنى يعتبر بمثابة منطقة صناعية لصناعة الخزف والفخار، ويدلل على ذلك وجود فرن وفوهة له، ووجود كميات من الطمي المخزنة ببعض الحجرات وكان به أرضية حجرية بمساحة كبيرة يصنع ويشكل عليها الأواني الفخارية والخزفية، وهناك أيضا مسجد الحسن الصالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والعملات الذهبية التي ترجع لعصر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وغيرها من التحف المنقولة والآثار الثابتة وكل ذلك له بالغ الأثر في تعريف العالم بأسرار الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإسلامية.
ويقول سلامة زهران مدير منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بالبهنسا، بعد مواجهته بما تتعرض له المنطقة من إهمال، إن البهنسا تتميز بتلالها الأثرية ومواقع الحفائر والعديد من الآثار المهمة المسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، ومنها مسجد الحسن الصالح بن علي زين العابدين ومئذنة أبوسمرة وقباب الصحابة والشهداء وهي 17 قبة، وتحتاج هذه القباب لعمليات ترميم سريعة وعاجلة، وذلك نظرا للشروخ العديدة والنافذة في الجدران وتساقط لبعض وحدات الأجر "الطوب الأحمر"، وانهيار العديد من الأبواب الخشبية وجميعها معطلة.
وأضاف زهران، في تصريحات لـ"الوطن"، أن موقع الحفائر ممتلئ بالأتربة التي تتساقط بداخله وذلك لانهيار أجزاء من التل الأثري بداخل موقع الحفائر، ولذلك نطالب بالموافقة على إجراء أعمال تنظيف للموقع من الأتربة المتراكمة بداخله، وسرعة صلب وترميم الجدران والعقود لحمايتها من الانهيار، وكذا ترميم وصيانة جميع قباب البهنسا واعتبار ذلك هام وعاجل جدا لدرء الخطورة عنها وحمايتها من الانهيار في أي لحظة، تركيب أبواب خشبية جديدة غير المعطلة والتي لا تصلح، إزالة كافة التعديات على الآثار الإسلامية وأراضي الحرم ومواقع الحفائر، بمناطق حرم قبة أبوسمرة وحرم قبة السبع بنات وحرم قبة يحيى البصري، وذلك لسرعة حمايتها.