100 شجرة عنب «صدقة» جارية
100 شجرة عنب «صدقة» جارية
«محمود» حرمه الله من الإنجاب فتبرع للأيتام
توفى والده منذ أعوام قليلة، فكر فى عمل صدقة جارية له، لم يجد سوى مساعدة الأطفال الأيتام فى الصعيد، خدمة تعود عليهم بالنفع لسنوات طويلة، محمود نبيل أبوشتلة، 55 عاماً، من مركز أبوقرقاص بالمنيا، عاش طيلة خمس سنوات منذ وفاة والده، وهو يفكر فى عمل صدقة جارية تخدم أهالى الصعيد خاصة الأيتام، فهو الوريث الشرعى الوحيد لوالده الذى ترك له عشرات الأفدنة والمشاتل الزراعية، ولأنه لم ينجب أبناء حتى الآن قرر التبرع بـ100 شجرة عنب، يتم زرعها فى محيط إحدى دور الأيتام بمدينة 6 أكتوبر: «لو أطول أتبرع للأطفال دول بعمرى وحياتى كنت عملتها».
تبرع بها «محمود» للأطفال الأيتام فى الصعيد
تزوج «محمود» منذ 20 عاماً، ولم ينجب، حبه لزوجته جعله لا يفكر فى الزواج من أخرى، أو حتى يشعرها برغبته الجارفة فى الإنجاب، لذا قرر أن يعبر عن حبه للأطفال بأعمال الخير: «حاجة بتحركنى أول لما أشوف طفل يتيم، بحس بالذنب دايماً ناحيته مش عارف ليه»، خبرة الرجل الخمسينى فى الزراعة جعلته يبدأ فى التبرع بشجيرات العنب ليبدأ زراعتها فى الأشهر المفضلة له وهى سبتمبر وأكتوبر: «نفسى أزرع لهم عنب ومانجة وفراولة عشان يمتعوا نظرهم منها والعائد بتاعها يروح لهم».
يتمنى «محمود» أن يتكاتف الجميع من أجل أطفال الشوارع والأيتام، فهم فى حاجة إلى أيدٍ تمتد إليهم بالخير: «لما دوّرت لقيت دار أيتام للأطفال فى الصعيد موثوق منها، قلت همّا دول الأولى بالرعاية والاهتمام»، ما زال الرجل الخمسينى يفكر فى أن يكتب عدداً من الأفدنة لإحدى الجمعيات تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى وأيضاً التبرع بقطعة أرض لبناء مدرسة خاصة لهم: «طول عمرى عايش زى باقى الناس ويمكن أقل واحد فيهم علشان محدش هياخد حاجة معاه لما يقابل ربنا»، مشيراً إلى أن المظهر ليس كل شىء وإنما أشياء أخرى من المفترض أن يفعلها الإنسان وهى فعل الخير، ممكن تلاقى ناس ربنا يديهم ويبخلوا، وناس تانية ماتتأخرش ثانية حتى لو آخر جنيه فى جيبهم».