مطالقة لـ"الوطن":الأردن وقف مع انتفاضة الأقصى وقطع العلاقات مع إسرائيل
مطالقة لـ"الوطن": الأردن وقف مع انتفاضة الأقصى وقطع العلاقات مع إسرائيل
الملك عبد الله الثاني
أكد يحيى مطالقة، مترجم ومحرر الصحافة العبرية في وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يتجه نحو فتح معركة جديدة في القدس بعد أن فتحها من قبل رئيس الحكومة آريئيل شارون عندما اقتحم المسجد الأقصى عام 2000، وتجول في ساحاته، وقال إن "الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلية" ما أثار استفزاز المصلين الفلسطينيين، فاندلعت انتفاضة الأقصى، وكانت هذه بداية الانتفاضة المغلفة بشعور عام من الإحباط لدى الفلسطينيين.
وأضاف "مطالقة"، في تصريحات لـ"الوطن": "على ما يبدو أن نتنياهو سيعيد السيناريو مرة أخرى، فها هو يتجه بعد انتهاء الملف النووي الإيراني، إلى فتح جبهة، وساحة للمعركة في القدس المحتلة وبالتحديد المسجد الأقصى، في انسجام تام مع عدة حركات وجماعات يهودية إرهابية وضعت نصب أعينها منذ السبعينات هدف هدم المسجد وبناء الهيكل اليهودي مكانه".
وتابع مطالقة: "إزاء المقاومة السلمية التي تخوضها القدس دفاعا عن المدينة ومقدساتها في وجه الحملة الاستيطانية المكثفة والاقتحامات المتواصلة لحرمة المسجد الأقصى اتخذت حكومة اليمين سلسلة إجراءات وسنت قوانين بهدف قمع الحراك الشعبي اليومي ضد إجراءات الاحتلال ومستوطنيه، ومنها تشديد العقوبات على راشقي الحجارة لتصل إلى 20 سنة سجنا، وإبعاد المصلين المرابطين في المسجد وتقنين الدخول إلى الحرم القدسي، ونشر قوات إضافية في المدينة وإغلاق مصاطب العلم والدرس، والاعتقال الإداري الطويل للأطفال والشبان من دون تقديم لوائح اتهام، والهدف كسر شوكة المدافعين عن المسجد وإطلاق الجماعات اليهودية بداخله".
واستطرد: "لم تعد سلطات الاحتلال تواجه نقدا دوليا عندما تحرق السجاد وتدمر الأبواب ويقتحم جنودها حرمة المسجد ويطلقون قنابل الغاز والعيارات المطاطية ويعتدون على المصلين، فالوضع الحالي يمثل مرحلة ذهبية للاحتلال بسبب تردي الأحوال العربية وانتشار الحروب الأهلية والفتن بحيث تراجع الاهتمام الدولي بأحداث فلسطين، كما أن الوضع الفلسطيني يمر في أسوأ حالاته من حيث تعميق، لكن الحكومة الإسرائيلية لديها مخطط آخر تمت الموافقة عليه سرًا وهو التقسيم المكاني والزماني للمسجد مثلما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل الذي فرض الاحتلال السيطرة عليه ويتحكم فيه، وقسمه إلى جزأين واحد للمسلمين وآخر لليهود حتى انتفى الطابع الإسلامي للمسجد، ولذا نلاحظ تسريع وتيرة الخطوات الإسرائيلية الأخيرة في إحكام السيطرة على المسجد ومنع الدخول والخروج إليه إلا بموافقة الاحتلال وتكثيف زيارات اليهود إلى تلك المنطقة تحت حماية شرطة الاحتلال التي تقوم عادة بإخراج المصلين والمعتكفين من المسجد قبل دخول أفواج المستوطنين".
مطالقة: لا يوجد أمل بأن تؤدي المواجهات العنيفة في الحرم القدسي الشريف إلى إجلاء الإسرائيليين من الضفة الغربية
وعن الموقف الأردني من المقدسات في القدس قال مطالقة: "الجميع يعلم علم اليقين مواقف الأردن الداعمة للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة، وما يقوم به الأردن في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وفتح الأردن أبوابه مشرعة أمام الأهل في فلسطين المحتلة باعتباره الرئة التي يتنفسون منها، كما حذر جلالة الملك عبدالله الثاني، مرارا وتكرارا من أن استمرار السلوك الإسرائيلي الاستفزازي تجاه القدس ومقدساتها، والمحاولات التي تقوم بها إسرائيل لتهويد الأماكن المقدسة في مدينة القدس سيكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة وأمنها واستقرارها، وسيؤدي إلى تأجيج الصراع الديني، وتحويل الصراع في القدس من سياسي إلى ديني".
وأشار إلى أن الأصول التاريخية لسيادة الأردن على المقدسات في القدس تعود لعام 1924، عندما بويع الشريف حسين، مطلق الثورة العربية الكبرى وصيا على القدس، مرورا بسيادة الأردن على القدس الشرقية عام 1948 و1967، وحتى بعد فك الارتباط بين الضفتين عام 1988 فإنه لم يتخلى الأردن عن السيادة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وجاءت معاهدة وادي عربة (اتفاق اوسلو) عام 1994، لتؤكد على حق الأردن في الوصاية على المقدسات في القدس".
وأوضح "مطالقة"، أن الأردن وقف إبان انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 وما زالت جارية فعليا إلى الوقت الحاضر متصديا لكل الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية والدفاع عن القدس الشريف، مستندا إلى واجبه الديني والتاريخي والوصاية الهاشمية على مقدساته الإسلامية والمسيحية، وأن المسجد الأقصى كامل الحرم الشريف لا يقبل الشراكة أو التقسيم.
وأضاف: "تمثل الموقف الأردني المساند لانتفاضة الأقصى عام 2000 بالتحرك الأردني على الصعيد الدولي، وحشد الرأي العام الدولي ضد الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وسحب السفير الأردني من إسرائيل، وطرد السفير الإسرائيلي من عمان، وتجميد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الأردن وإسرائيل، ووصل الأمر إلى التهديد بإلغاء اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل".
يحيى مطالقة: ليس هناك "انتفاضة أقصى" ثالثة
وعلى الصعيد الشعبي طافت مسيرات شعبية وطنية غاضبة حاشدة بعد صلاة ظهر كل يوم جمعة كافة محافظات المملكة بتنظيم من الحركة الإسلامية والفعاليات الشعبية والشبابية والحزبية والوطنية شارك فيها عدد كبير من أبناء الشعب الأردني في كافة المناطق احتجاجا على الانتهاكات الاسرائيلية للأقصى.
كما جابت المسيرات شوارع أغلب محافظات المملكة وسط هتافات نددت بالانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الأقصى، ودفاعا عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مطالبين الدول العربية بالتحرك للدفاع عن الأقصى والقيام بالواجب تجاه قبلة المسلمين الأولى، ودعا المتظاهرون إلى ضرورة التحرك السريع لتقديم الدعم والخروج بهبة جماعية حاشدة انتصاراً للمسجد الأقصى الذي يتعرض لحملات من التهويد والاستهداف الصهيوني، مؤكدين على أن هذا الكيان إلى زوال، داعين إلى إلغاء اتفاقية وادي عربة.
وجاءت المسيرات، استجابة لصرخات الأقصى ودفاعا عن مسرى رسول الله ورفضا لانتهاكات قطعان الصهاينة للمقدسات وقياما بالواجب تجاه قبلة المسلمين الأولى، وحمل المشاركون في المسيرة يافطات طالبت بضرورة التدخل الأردني لوقف الانتهاكات المستمرة بحق المسجد الأقصى، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة القيام بإجراءات حقيقية ملموسة تفضي إلى وقف الممارسات الاستفزازية.
وفيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة للمسجد الأقصى قال "مطالقة" :"ارتفعت وتيرة التحذيرات الأردنية الرسمية للجانب الإسرائيلي عقب تكرار اقتحام عشرات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى تحت حراسة جنود الاحتلال، ووصلت التحذيرات إلى حد تلويح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بمصير العلاقة بين الأردن وإسرائيل".
وتابع: قالت الحكومة الأردنية على لسان الناطق باسمها وزير الإعلام محمد المومني "إن كل الخيارات الدبلوماسية والقانونية تدرس بدقة، بما يحقق الهدف الأسمى وهو حماية المقدسات وصونها من الاعتداءات الإسرائيلية، حيث سيكون لكل مرحلة خطوة معينة من قبل الأردن".
يحيى مطالقة: بنيامين نتنياهو يتجه لفتح معركة جديدة في القدس
وحول سؤاله هل ستندلع انتفاضة أقصى ثالثة، خاصة وأن الجميع يتنبأ بذلك، قال مطالقة: "ليس هناك انتفاضة أقصى ثالثة، وترجع أسباب ذلك إلى أن الانتفاضتين السابقتين، ولاسيما الثانية التي استمرت لمدة 5 سنوات (2000-2005) تسببت بمعاناة كبيرة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ولم تحرز أي إنجازات، بالرغم من أن الحكومة الإسرائيلية قررت الانسحاب من قطاع غزة على ضوء المواجهات العنيفة التي كانت تحدث هناك، ألا أن الظروف مختلفة تماماً بين المنطقتين، يكفي أن نذكر أنه في قطاع غزة كان يعيش نحو 8 آلاف إسرائيلي، في حين يعيش في الضفة الغربية والقدس الشرقية عدد من الإسرائيليين يصل إلى 600 ألف شخص، وهم يشكلون 10% من مجمل السكان اليهود في إسرائيل".
وتابع: "لا يوجد أمل بأن تؤدي هذه المواجهات العنيفة في الحرم القدسي الشريف إلى إجلاء الإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس الشرقية".