بائعة صينية.. من اللف على البيوت إلى الجري من "البلدية" في العتبة
بائعة صينية.. من اللف على البيوت إلى الجري من "البلدية" في العتبة
البائعة الصينية
ضجيج أصوات أتوبيسات النقل العام والميكروباص، يتداخل مع نداءات الباعة التي لا تتوقف وسط شوارع تعج بالمارة من الموظفين والمستهلكين والحمّالين والمتسوّلين، من سور الأزبكية والمسرح القومي، مرورًا بالسنترال المحترق والجراج متعدد الطوابق، وصولًا إلى المحال التجارية في الموسكي والعتبة.
بهمّة وسرعة تسحب بائعة صينية، كارتونة كبيرة من أحد المحال، وتجلس خلفها مفترشة بضاعتها من الهواتف المحمولة، أمامها، مرتدية قبعة حمراء و"تي شيرت" بنفس اللون، وبنطلون أسود قصير.
ترفض البائعة الصينية، الحديث في أي موضوع سوى الهواتف المحمولة التي تبيعها، قائلةً في لهجة عربية ركيكة: "كلمني في الموبايلات بس".
تفترش البائعة علب هواتف فارغة للعرض أمام المارة، وتضع الهواتف نفسها في حقيبة بجوارها.
يتعجب المارة من أسعار الهواتف الزهيدة، التي تتراوح ما بين 300- 500 جنيه، مقارنة بأسعار المحال في المنطقة ذاتها.
يقول أسامة، وهو بائع حقائب، إنها كانت تمر على المنازل لبيع بضاعتها، "دي بقالها هنا في المكان سنة وشوية، وهي مش بتحب تكلم حد هنا، ومحدش بيتكلم معاها، وببقى قاعد هنا في حالي ماليش علاقة بيها".
ويضيف: "البياعة دي زينا زيها، أول لما البلدية بتيجي بلاقيها بتجري معانا، والبلدية مش بتميزها عننا لأنها صينية، لكن بتتعامل عادي"، ويقطع أسامة حديثه ليلتفت إلى أحد زبائنه، ويردف :"الناس بتحب تيجي تشتري منها الموبايلات عشان فاكرين إنها جايبة الموبايلات من الصين نفسها، لكن الحقيقة أنها بتجيب الموبايلات دي كلها من شارع عبدالعزيز".
ويتابع: "البياعة دي قاعدة هنا زي المساجين، وبنسبة كبيرة ممكن تترحل قريب، ده غير كم الخناقات اللي بتعملها هنا، وده لأن الزبون بعد ما بيشتري منها الموبايل بيكتشف أنه أي كلام".