"الجباية".. حملة طرق الأبواب لتعريف النساء بالمرشحين في الوادي الجديد
"الجباية".. حملة طرق الأبواب لتعريف النساء بالمرشحين في الوادي الجديد
صورة أرشيفية
"الجباية" معناها في اللغة هي الجمع، وكانت تستخدم سابقًا في عصور قديمة مقترنة بلفظ الضرائب في مصر، ويقال جباية الضرائب أي جمع الضرائب، وفي الوادي الجديد يستخدم لفظ الجباية منذ قديم الأزل، للحشد وجمع الناس سواء لمناسبة سعيدة أو فرح، أو لحشد الناخبين للانتخابات، وتسمى في هذا التوقيت "سياسة طرق الأبواب"، وهي عملية تؤديها السيدات في الانتخابات وتقتصر عليهن فقط، وهن من أنصار وأقارب وأهل أحد المرشحين للدعاية لصالح مرشحهم والدعوة له بالتصويت، مع توزيع كروت صغيرة تحمل اسم وصورة المرشح ورقمه ورمزه الانتخابي، مع التكثيف على الأحياء المزدحمة بالسكان.
سعاد معوض أحمد، موظفة من أبناء مدينة الخارجة، قالت إنها تقوم بالجباية مع 6 آخرين من أقاربها، لصالح أحد المرشحين الذي له صلة قرابة وطيده بها، وتمر على المنازل لمقابلة النساء ودعوتهن للتصويت لصالح ذلك المرشح في الانتخابات المقبلة، مضيفة أنهن يلجأن لهذا الأسلوب لكون الغالبية من النساء في مجتمعهن لا يخرجن كثيرًا من منازلهن.
وأوضحت منى يوسف كمال من أبناء مركز الداخلة، أنها تخرج للجباية لصالح أحد المرشحين في المصالح الحكومية والمدارس في الصباح، على أن نتوقف في فترة الظهيرة، وتعاود العمل مرة أخرى بعد العصر حتى العاشرة مساءً، قائلة: "إنه عمل شاق نظرًا لزيارتنا للغالبية العظمى من منازل أهالي الدائرة"، مشيرة إلى أن أكثر ما يرهقهن في عمل الجباية، هو إصرار أهالي الدائرة على استضافتهن، وتقديم واجب الضيافة كاملة لهن.
محمد سيد موظف بالضرائب وناشط سياسي في الخارجة، قال إن المرشح يلجأ لعملية الجباية وهو مضطر لها، لعدم قدرته على التواصل مع السيدات بالمنازل، ولصعوبة ذلك، مضيفًا أن مجتمع "الداخلة" تحكمه عادات وتقاليد لا يمكن تجاهلها، وإلا كانت شوكة في ظهره، في وقت يحتاج فيه لكل صوت انتخابي، مؤكدًا أن الجباية لها مفعول السحر على الناخبات، ويكون لها تأثير قوي في الصندوق الانتخابي.
لم تقتصر "الجباية" على مواطنات "الداخلة"، بل مارست الجهات الحكومية بالوادي الجديد هذا الأمر عبر فرع المجلس القومي للمرأة، والذي نفذ تلك الحملة من خلال الرائدات الريفيات، وأوضحت نادية عزمي مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بالمحافظة، أن المجلس استعد بعدة برامج للانتخابات البرلمانية المقبلة، من بينهم "حملة طرق الأبواب" التي ستقوم بها الرائدات الريفيات، وتهدف لتوعية السيدات بأهمية الخروج للتصويت في الانتخابات البرلمانية، وكذلك استخراج بطاقات شخصية لكل فتاة وسيدة لا تملك بطاقة الرقم القومي وخاصة الوافدات، لتوضيح أن البطاقة ضمانة لحقوق السيدة.
وأضافت "عزمي" لـ"الوطن" أن المجلس يدرب السيدات الراغبات في الترشح للانتخابات البرلمانية والمحليات، مشيرة إلى أن المجلس سيمر خلال أيام الانتخابات على لجان السيدات، إضافة إلى أن هناك مساعٍ لتوفير سيارة لنقل السيدات غير القادرات لنقلهن من منازلهن إلى مقر اللجان بالمجان.