القعيد في ندوة مناقشة روايته: نحن غرباء في واقع غير مرحب بفكرة الكتابة
القعيد في ندوة مناقشة روايته: نحن غرباء في واقع غير مرحب بفكرة الكتابة
جانب من الندوة
أشاد النقاد برواية "مجهول" للكاتب الكبير يوسف القعيد، الصادرة عن دار الهلال عام 2013، وذلك في الندوة التي نظمتها الجمعية المصرية للأدب المقارن بمكتبة مصر العامة بالدقي.
شارك في المناقشة الدكتورة فاطمة خليل، والدكتورة رشا صالح، والدكتور حسين حمودة، والدكتور عايدي جمعة، وقالت الدكتورة فاطمة قنديل إن رواية "مجهول" مكتوبة بأسلوب بسيط يمزج بين اللغة العامية والفصحى، وتدور حول غموض اختفاء البطل (حسن أبو على) ثم البناء على هذه الفرضية عالمًا واقعيًا، مضيفة أن الواقعية عند يوسف القعيد تتخذ منهج التعبير عما حوله مع إضافة شكل فني.
وقالت الدكتورة رشا صالح، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان، "السارد يحاول التنقيب والكشف عن الحقيقة، حقيقة الكنز وحقيقة الوجود من خلال أفراد حكم عليهم بالضياع، وكان حضور الأشخاص فى الرواية هو غيابهم في (كفر المرحوم)، مكان وقوع الأحداث"، وأضافت أن عنوان الرواية النكرة جاء مناسبًا للفكرة التي تطرحها الرواية.
وأشار الدكتور عايدي جمعة، أن الرواية سجلت درجة عالية من الحرفية في الاتجاه الوصفي، ومن الجانب التقييمي، وأضاف أنها رواية لافتة في العصر الإبداعي، وتستحق أن تُقرأ، ولها موقعها على خريطة الإبداع، وأوضح عايدي أن "تيمة الرحلة" هي المهيمنة على النص من أجل الكشف عن المجهول الذي تحول في نهاية الرحلة إلى مجهول يؤرق الإنسانية جميعًا من أجل الكشف المعرفي، وأنها تثير تساؤلات كبرى عن الموت والمصير بحرفية شديدة.
وقال الدكتور حسين حمودة "يحتفي القعيد بقيمة تم تغييبها في الأعمال الأدبية، وهي التشويق، وتميزت الرواية بتعدد الرواة، واستخدام العبارات التي ترد فى الحكايات الشعبية، إلى جانب الأمثال، في محاولة للإفادة من حكمة الأسلاف بغض النظر عن صواب الحكمة أو خطئها.
وشارك الناقد ربيع مفتاح بمداخلة، قال فيها إن الرواية مقسمة إلى 6 عناوين رئيسية، وكل عنوان يحتوي على عدد من العناوين الفرعية، ويستعرض القعيد من خلالها أحلام القرويين ومخاوفهم وخيباتهم، مستعرضًا سلبيات وتناقضات جاءت كنتاج سياسات خاطئة، وأهالي القرية في الرواية في حالة من الانتظار، كما أن الخوف يشل حركتهم زمنا، ثم يمتزج الواقعي مع الوجودي والشعبي مع التأملي والفلسفي، وهذا المزج أعطى الرواية طرحًا جديدًا وتعددت زوايا الرؤية حول الموضوع الواحد من خلال وجهات نظر شخصيات الرواية، مؤكدًا أن هناك قدرا كبيرا من التناسب بين حوار الشخصيات ومستوياتها الاجتماعية والثقافية.
وفي نهاية الندوة، تحدث الأديب يوسف القعيد قائلًا إن الرواية استغرقت منه 10 سنوات لكتابتها، وأنه كتبها في أزمة جدوى الكتابة في ظل الفضاءات المفتوحة، وأضاف أن هذه الأزمة جعلته يتلكأ ويعيد كتابتها أكثر من مرة ويتردد في نشرها، لولا إلحاح دار الهلال، وأكد أن البلد تغير جلدها ومزاجها، وتنتج مناخا غير مشجع على الكتابة، مضيفًا أن الرواية استقبلت بطريقة غير مرضية بالنسبة له.
واختتم القعيد كلامه قائلا "أعزي جيلي، فنحن غرباء في واقع غير مرحب بفكرة الكتابة".