بالفيديو| «الوطن» تكشف فى تحقيق استقصائى «شبكة السماسرة»
«الوطن» تكشف فى تحقيق استقصائى «شبكة السماسرة»
سورى يعيش فى مصر يشتكى صعوبة الحصول على إقامة تؤمن بقاءه
لم يأخذ الشاب السورى فادى، ذو الـ28 ربيعاً، الأمر على محمل الجد فى بداية الأمر، ظنّ أن ضابط الأمن فى مطار القاهرة يمازحه حين خاطبه «أنت ممنوع من دخول مصر»، لكنه سرعان ما اكتشف خطأ تقديراته، فنظرات الضابط التى أعقبت حديثه لم تكن تشى بأى نوع من «الهزار»، راحت الأسئلة تدور فى ذهن فادى، العائد إلى مصر فى 21 يوليو 2014 قادماً من تركيا: «ما السبب؟ ماذا سيحدث لى؟ وإلى أين أذهب؟»، غير أن حيرته لم تطل، قطعها بسؤال للضابط عن السبب، فجاءه الرد «إقامتك مزورة، مش مسجلة ضمن الأرقام الرسمية فى أجهزة أمن المطار»، وعليه لم يجد فادى أى خيار إلا العودة لتركيا، إذ لا تفرض السلطات هناك أى قيود على دخول السوريين.
بعد اندلاع احتجاجات سوريا فى مارس 2011، جاء فادى إلى مصر، وقتها لم تكن هناك أى قيود على دخول السوريين، ولم يكن السورى يحتاج إلى إقامة «سياحية» للبقاء فى مصر، غير أن الأوضاع تغيرت بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، إذ قررت السلطات المصرية فى 8 يوليو 2013 ضبط إقامات السوريين لأسباب أمنية، وبحسب التعليمات الجديدة منعت السلطات المصرية دخول أى سورى إلى مصر لا يحمل إقامة رسمية (زواج، دراسة، استثمار)، أو حاصل على تأشيرة «سياحية» مدعمة بموافقة أمنية مسبقة بحسب وزارة الداخلية.
«الوطن» حصلت على «إقامة مضروبة» لسيدة سورية توفيت قبل عامين مقابل 4 آلاف جنيه.. وعضو «الائتلاف المعارض: 20 ألف إقامة مزورة فى مصر
هذه التعليمات فتحت الباب أمام سماسرة مصريين وسوريين يعملون على مساعدة السوريين على تمديد إقاماتهم السياحية خلال أيام بدلاً من الانتظار لشهر لإنهاء الإجراءات البيروقراطية، أو استصدار إقامات مزوّرة باستخدام أختام مسروقة من أقسام الشرطة المختصة بمنح الإقامات، أو تقليدها فى ورش تصنيع الأختام المنتشرة فى وسط العاصمة المصرية، بحسب ما يكشف هذا التحقيق الاستقصائى الذى استغرق إعداده نحو 11 شهراً.
زبائن السماسرة كثر، فعدد السوريين فى مصر يتراوح ما بين 133 ألف لاجئ سورى مسجل بالمفوضية السامية لشئون اللاجئين، من إجمالى 300 ألف سورى يعيشون فى مصر طبقاً لتقديرات الحكومة المصرية، الإقامات الأكثر تزويراً هى التى تُمنح للسوريين فى صورة ختم على جواز السفر لتسهيل حركة حاملها داخل المحافظات والمرور عبر الأكمنة الأمنية، إذ لا مجال لاكتشافها لعدم توفر أجهزة الكشف الرسمية المستخدمة داخل صالات المغادرة والدخول فى المطارات، إذ إن تلك الإقامات غالباً بدون رقم رسمى فى سجلات وزارة الداخلية.
أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان: قصر مدة الإقامة التى تمنحها مصر للسوريين جعل غالبيتهم يفكر فى الحصول على إقامة دائمة و«لو مزوّرة»
تكلف الإقامة الواحدة نحو خمسة آلاف جنيه، بالمقارنة بالرسوم المدفوعة للحصول على الإقامة الرسمية وهى حوالى 180 جنيهاً مصرياً، وتنتشر عصابات تزوير الإقامات فى أماكن تجمع السوريين مثل «الرحاب»، و«أكتوبر»، و«العاشر من رمضان».
فادى، الذى يعمل فى جمعية أهلية تُعنى بتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين فى القاهرة، اضطر للسفر إلى سوريا لاستخراج أوراق رسمية لعائلته بتاريخ 27 أبريل 2014، وكان لا بد من عمل إقامة رسمية حتى يتمكن من العودة للقاهرة، يقول: «أرشدونى لشخص بمنطقة 6 أكتوبر، يجلس على قهوة شهيرة، يلقبه الناس بـ«محمد معاملات»، كان يعمل إقامات بسرعة لأن الإقامة كانت تاخد شهر على أقل تقدير فى وضعها الطبيعى»، ويضيف: «طلب منّى جواز السفر وأكد أن إقامتى ستكون جاهزة بعد يومين، مقابل 2500 جنيه مصرى كرسوم يدفعها لمعهد لغات فى الإسكندرية، لأنه سيسجل اسمى فيه صورياً، كما طلب مبلغ 3000 جنيه أجور معاملات وطوابع وسفر للإسكندرية»، بعد ثلاثة أيام بالتحديد فى 30 أبريل 2014 حصل فادى على جوازه مختوماً بإقامة دراسية تنتهى بتاريخ 1 سبتمبر 2014، ولم يكن يعلم أنها مزوّرة.
أما أسامة 24 عاماً، الذى أمضى فى القاهرة ستة أشهر منذ قدومه إليها من سوريا فى شهر ديسمبر 2011، فقد رغب فى السفر إلى ألمانيا للبحث عن فرصة عمل هناك بعد تشجيع بعض أصدقائه له، وبالفعل التحق بالعمل ببعثة من إدارة الهجرة واللجوء الألمانية ضامناً عودته إلى القاهرة وقتما يشاء، بحسب الإقامة الدراسية التى استصدرها عن طريق سمسار مقابل 4 آلاف جنيه من قسم النزهة بمصر الجديدة بتاريخ 27 أكتوبر 2014.
مسئول الجالية السورية: التشديدات زادت المعاناة.. والغالبية لا يعلمون أن تأشيراتهم مضروبة
يتذكر أسامة أن السمسار سلّم الإقامة له بعد أربع ساعات فقط من الانتظار، وسط ذهول السوريين الجالسين على رصيف قسم الشرطة منذ عدة أيام. يقول أسامة: «ما كان فيه أى شروط عند السمسار حتى أحصل على إقامة دراسية، كان يعمل إقامات لجميع السوريين من مختلف الأعمار ودون أى وثائق دراسية سابقة تسمح لهم بدخول تلك الجامعة المزعومة، بمجرد إنك تعطيه جواز السفر والفلوس هتكون إقامتك جاهزة وبالوقت المتفق عليه».
قرر أسامة العودة إلى القاهرة ضمن بعثة من إدارة الهجرة واللجوء الألمانية لتشجيع العائلات السورية على الانتقال للعيش فى ألمانيا، غير أنه لم يكن يعلم أن إقامته مزوّرة إلا حين فاجأه أفراد الأمن فى مطار القاهرة بمنعه من الدخول، 24 ساعة مكث خلالها أسامة داخل حجرة حجز المطار برفقة 47 سورياً آخرين بذات التهمة، وأخبرهم ضابط الأمن بقرار ترحيلهم بسبب إقاماتهم غير المسجلة فى سجلات وزارة الداخلية المصرية، ومنها عاد أسامة إلى تركيا.
فادى وأسامة اثنان ضمن آلاف السوريين فى مصر ممن حصلوا على إقامات مزوّرة، بعضهم يعلم حقيقتها والبعض الآخر يعتقد أنها رسمية ولا يكتشف الأمر إلا فى صالة المطار، رفضت وزارة الداخلية المصرية تزويدنا بأى معلومات حول عدد الإقامات المزورة التى تم ضبطها فى مصر منذ دخول التعليمات الجديدة حيز التنفيذ قبل أكثر من عامين، لكن عضو الائتلاف الوطنى السورى المعارض قاسم الخطيب يقدّر عددها بحوالى 20 ألف إقامة، صدرت فى الغالب لمن لا تشملهم قوانين منح الإقامة فى مصر، التى تمنح تبعاً لثلاثة شروط إما لـ«الزواج أو التعليم أو الاستثمار».
«فادى» اكتشف تزوير إقامته بالمطار.. وسمسار أعاد جواز «أسامة» مختوماً بإقامته بعد ساعتين فقط
يفاقم ظاهرة الإقامات المزوّرة غياب الرقابة من قبل الأجهزة المعنية التى سمحت لسماسرة بامتهان بيزنس تزوير الإقامات، يزداد المشهد تعقيداً، فمنذ صدور التعليمات الجديدة لم يعد بإمكان أى سورى دخول مصر دون الحصول على (تأشيرة) من السفارة المصرية فى البلد الموجود فيه لمدة ستة شهور غير قابلة للتجديد، وقد يستغرق الأمر أحياناً أكثر من شهرين لاستلام السفارة الموافقة الأمنية المسبقة، بسبب الأعداد الكبيرة لمقدمى طلبات الحصول على تأشيرات، وأيضاً الإجراءات البيروقراطية، بحسب دبلوماسيين مصريين.
بعد انتهاء مهلة الإقامة السياحية تُعد إقامة أى سورى فى مصر غير قانونية ولا يستطيع العودة إلى مصر فى حال قرر مغادرتها، لذا يتطلب الأمر الحصول على إقامة خاصة بـ(الدراسة أو الزواج أو الاستثمار) مدتها عام وتسمح لحاملها بالخروج والدخول إلى مصر بشكل قانونى.
التأشيرة الخاصة بهذه الفئات الثلاث تصدر فى صورة «استيكر» بلاستيك بعلامة مائية وتكلّف 120 جنيهاً مصرياً، ويستغرق استصدارها نحو 3 أسابيع، وتكون عبارة عن «استيكر» بلاستيكى يوضع على جواز السفر فى حالة إقامة الزواج أو الاستثمار، أما الإقامة الدراسية فيتم ختمها على جواز السفر، وهو الأمر الذى جعل من السهل تزويرها، إما باستخدام الأختام المسروقة من مراكز الشرطة أو المقلدة.
مافيا الإقامات تنتشر فى أماكن تجمع السوريين بـ«الرحاب وأكتوبر والعاشر»
قررنا خوض تجربة استخراج إقامة مزورة، واقتحام مافيا «ضرب» الأختام والإقامات، بعد أن حصلنا من أحد الضحايا على رقم سمسار سورى يعيش فى مدينة السادس من أكتوبر، تواصلنا معه هاتفياً، وأخبرناه أننا من طرف شخص سورى يعرفه، جاء رده: «اتواصل معايا على الواتس آب وأنا هبعت لك تليفون حد هيخلص لك التأشيرة، بس خللى واحد سورى هو اللى يكلّمه عشان ما بيتكلمش مع مصريين».
بعد دقائق، أرسل السمسار السورى أرقام هاتف لسمسارين، أحدهما مصرى والآخر سورى، اتصلنا بهاتف السمسار المصرى وذكرنا له اسم الشخص السورى، فقال: «لو عاوزين التأشيرة دراسية مطبوعة (توضع على استيكر بلاستيكى يتم تزويره ويلصق على جواز السفر)، هاخد منكم أربعة آلاف جنيه، وهبعتها لكم بطريقتى، أما لو عاوزينها ختم على الجواز نفسه يبقى هتستنوا كام يوم على ما أقابل الباشا وأخليه يختمها».
رفض السمسار المصرى توفير أى معلومات عن «الباشا» الذى يقصده، أخبرناه بأن جواز سفرنا لا يحمل تأشيرة دخول، وافق دون أن يستمع للأسباب قائلاً: «ما ليش فيه، انت لك عندى تأشيرة تاخدها مطبوعة أو مختومة، تدينى الفلوس اللى اتفقنا عليها من غير ما تنقص ولا مليم، وبعدين انت حر ولا تكلمنى إلا لو فيه شغل»، ثم أرسل عبر تطبيق «الواتس آب» نموذجين للتأشيرة المطبوعة والختم للاطلاع عليهما وتحديد التى نرغب فى استخراجها.
بدأنا رحلة طويلة امتدت نحو شهرين للبحث عن جواز سفر منتهى الصلاحية، برفقة أحد المصادر الخاصة التى تم الاعتماد عليها فى إنجاز مهمة التحقيق، انتهت العملية بالحصول على جواز سفر لسيدة سورية متوفاة منذ عامين تدعى (سميحة عابدين عبدالله)، برقم إصدار 002 - 05 - 0065476، تاريخ الولادة 1/1/1926، مكان الولادة/ الشام، رقم الجواز N001401065، تاريخ الإصدار 10 /11/2005 فرع هجرة دمشق.
عاودنا الاتصال مرة أخرى بالسمسار المصرى، الذى حدد موعداً فى مساء اليوم التالى داخل مطار القاهرة الدولى لتسليمه جواز السفر ومبلغ ألفى جنيه، حاولنا تقريب مكان المقابلة لكنه رفض بحجة أنه يعمل أمين شرطة داخل المطار ولا يستطيع ترك خدمته، وختم حديثه قائلاً: «أنا ما باخدش جوازات سفر من حد غير جوّه المطار»، عقب عدة مكالمات هاتفية دارت بيننا وبين السمسار، تم الاتفاق على مكان اللقاء داخل الصالة رقم «3 مغادرين» بمطار القاهرة القديم، حضر السمسار مرتدياً زياً مدنياً، رفض الاستفاضة فى الحديث وأخذ جواز السفر السورى وقال إنه سيعود للاتصال بنا مساءً، وانطلق ناحية صالة المسافرين من داخل المطار، تتبعناه لمعرفة موقع عمله لكنه اختفى بعد عبوره من إحدى البوابات المخصصة للعاملين بالمطار فقط، وعندما حاولنا الدخول منعنا رجل الأمن المكلف بالخدمة على تلك البوابة قائلاً: «دى مخصصة للعاملين فى المطار فقط».
بعد مرور ثلاثة أيام هاتفنا ذات الرجل من رقم خاص وقال: «خلاص كله تمام، جهّز باقى الفلوس وأنا هبعت لك حد بالجواز، بس الفلوس هتزيد 500 جنيه لأن التأشيرة دى واخدة رقم من الجوازات (مسجلة رسمياً)، والباشا عاملها بنفسه».
سألناه عن معنى حصولها على رقم بالجوازات، فأجابنا بأنها مثبت بها رقم إقامة حقيقى لشخص سورى آخر سبق أن استخرج إقامة رسمية، عاودنا الاستفسار عن أهمية ذلك، فأكد لنا أنه إجراء فى حالة اكتشاف أمر تزويرها فإن ضابط أمن المطار من الممكن أن (يتلخبط) من هو صاحب الإقامة الرسمية الحقيقية وبالتالى يسمح له بالعبور، فى الموعد المحدد حضر شاب سورى داخل سيارة أجرة نوع سوزوكى، سلّمنا جواز السفر وحصل على بقية المبلغ وغادر.
«إقامة مؤقتة لغير السياحة»، بهذه العبارة كانت ترويسة الإقامة الصادرة عن مكتب جوازات مصر الجديدة سجل 219/38، صفحة 128، وتنتهى إقامة هذه السيدة المتوفاة بتاريخ 31 /12/ 2015، إذ كلف استصدار هذه التأشيرة أربعة آلاف جنيه ونصف، ما يعادل 550 دولاراً تقريباً.
ذهبنا إلى قسم الجوازات بمجمع التحرير، حيث غالبية الدوائر الحكومية، للتأكد من صحة الإقامة، عرضنا التأشيرة على موظفة الجوازات التى اعتذرت بأن دائرتها «غير مختصة»، وطلبت منّا الذهاب إلى مكتب المباحث المجاور لها فى ذات المكان، فى مكتب المباحث، طلب منّا ضابط أمن برتبة عميد الاستفسار عن التأشيرة فى المباحث الجنائية لذات السبب الذى سمعناه فى الجوازات «عدم الاختصاص».
ذهبنا إلى مقر المباحث الجنائية بمجمع التحرير وأخبرنا مديره، عميد شرطة، أن بحوزتنا إقامة سورية نريد التأكد من صحتها فسألنا مستنكراً: «همّه السوريين وصلوا لكم أنتم كمان؟ اكشفوا عليها فى القسم اللى طالعة منه، أو هات صاحب الشأن نفسه وجواز سفره علشان نفحصه».
يقول مسئول الجالية السورية فى مصر، راسم الأتاسى، إن اللاجئين السوريين فى مصر واجهوا مشكلتين أولاهما: تأشيرة الدخول، وثانيتهماً: التدقيق والتشديد على الإقامات من قبل أجهزة الأمن، الأمر الذى تسبب بتفرقة أسر سورية بعضها يعيش دون معيل، كما ساهمت التعليمات الجديدة بشأن إقامة السوريين فى زيادة المعاناة.
يتحدث الأتاسى عن دفع السورى فى بداية الأمر مبلغاً زهيداً مقابل تأمين دوره فى صف الجوازات، لكن الأمر تطوّر لاحقاً، إذ بدأ مصريون يعرضون تأمين إقامات لكل من يود أخذها، مقابل دفع آلاف الجنيهات، للحصول على ختم إقامة على الجوازات، ويؤكد أن «غالبية السوريين لا يعلمون شيئاً عن الطرق الملتوية حيث إن النسبة الأكبر من حاملى الإقامات لا يعلمون أنها مزوّرة».
مسئول البحث الجنائى بمجمع التحرير لمحررى «الوطن»: «همّه السوريين وصلوا لكم أنتو كمان؟ روحوا اكشفوا على التأشيرة اللى معاكم فى القسم»
من جهته، يرى أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان علاء شلبى، أن المشكلة سببها قصر مدة الإقامة التى تمنحها السلطات المصرية للسوريين، بالرغم من طول فترة بقائهم فى مصر، ما جعلهم يتوافدون بشكل مستمر على أقسام الجوازات المزدحمة أصلاً فى عملية باتت تتطلب عدة أشهر لاستخراج إقامة رسمية، قبل عامين تفاقم الوضع، بحسبه، حين تطلب الأمر الحصول على تأشيرة مسبقة من السلطات المصرية للسماح للمواطن السورى بالدخول إلى مصر.
يقترح «شلبى» الذى يمتلك معلومات تؤكد تورط سماسرة مصريين وسوريين فى جرائم تزوير إقامات، أهمية تنسيق المفوضية السامية لشئون اللاجئين مع السلطات المصرية، لوضع حلول بشأن السوريين الذين يتم احتجازهم فى المطارات بعد اكتشاف إقامتهم المزوّرة، عن طريق تفعيل قرار «لمّ الشمل».
شروط التقدم للتسجيل بالمفوضية السامية لشئون اللاجئين ليست معقدة، طبقاً لما جاء على لسان «مروى هاشم» مساعد المسئول الإعلامى، فعند وصول اللاجئ السورى إلى أرض مصر إذا اختار التسجيل مع المفوضية يحصل على موعد، ويقدم أوراقه «شهادة الميلاد، جواز السفر، دفتر الأسرة، بيان مدرسة أو جامعة، وأى وثائق رسمية متاحة» يحصل بعدها على «الكارت الأصفر»، ويصنّف كـ«لاجئ» وهو بمثابة البطاقة الشخصية والعائلية له فى تعاملاته مع الحكومة المصرية، ومن ثم يذهب إلى مجمع التحرير/ إدارة الجوازات والهجرة لأخذ إقامة سياحية مدتها ستة أشهر تجدد ثلاث مرات فقط، أى مدتها الإجمالية تصل إلى 18 شهراً مجانية يدفع فيها أسعار رسوم زهيدة، وبعد انتهاء مهلة الـ18 شهراً يكون الخيار إما بالحصول على الإقامات الرسمية أو مغادرة مصر.
ووفق الخطيب فإن عديد السوريين فى مصر يلجأون للحصول على إقامات مزوّرة، وذلك لتسهيل دخولهم وخروجهم، الأمر الذى يجعل مروى هاشم تتساءل عن رفض باقى السوريين التسجيل والحصول على «الكارت الأصفر» بسهولة، ولدى سؤالها عن السبب أجابت: «ده سؤال يجيب عنه السوريون».
مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية اللواء وائل عبدالودود رفض الرد على استفساراتنا عندما تحدثنا معه على هاتفه الخاص فى شهر أبريل الماضى، وعندما تواصلنا مع مسئولى الإعلام فى وزارة الداخلية بخطاب رسمى من «الوطن» موقع بختم «رئيس التحرير» يوم 1 أبريل 2015، اضطررنا للانتظار مدة شهرين قبل أن نحصل على رد من الوزارة بشكـــل غير رسمى عبـــر الهاتف، حين أبلغنا عضـــو فى إدارة إعـــلام وزارة الداخلية أن ملـــف السوريين «سياسى، ويحظر على قيادات الداخلــيــة التحدث به».
أنجز هذا التحقيق بدعم من شبكة أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية)
www.arij.net
الصفحة الأولى من جواز سورية متوفاة
التأشيرة المزورة التى حصل عليها معد التحقيق
شهادة وفاة السيدة السورية
بيانات السيدة المتوفاة فى جواز سفرها