أول ما تعرفى إنك حامل اسمعى الخرافات واضحكى
أول ما تعرفى إنك حامل اسمعى الخرافات واضحكى
صورة أرشيفية
«أنا حامل»، جملة تتغير بعدها الحياة ولا تعود كما كانت، وبمجرد نطقها تحلق الخرافات والأساطير وراء السيدة دون أن تلاحق كل ما يقال، بدءاً من «ما تمشيش ونامى» انتهاءً بالنصح بأطعمة محددة تشكِّل ملامح الجنين فى أحشائها، فتتوالى على مسامع الحامل، تختلف من شهر لآخر، من والدتها وحماتها وجدتها وكل سيدة قد يصلها الخبر، ليس فقط فى تحديد نوع الجنين من المظهر الخارجى لشكل جسم الحامل، ولكن بوصفات التحكم فى هيئة الجنين وملامحه، وتطبق معظم السيدات ما يقال، لا فرق بين أمية أو حاصلة على شهادات عليا، قاهرية أو من وجه بحرى أو قبلى، فى النهاية «كلام اللى سبقونا حق»، و«اسأل مجرب ولا تسأل طبيب».
أشهر الخرافات: الحموضة سببها شعر الجنين.. و«اللبان» يكبر رأس الطفل.. والشيكولاتة تسمر لون البشرة
سارت سامية الشرقاوى، ابنة القاهرة، على نصائح أمها ولقنتها لابنتها عند حملها، مؤمنة بوجود أطعمة بعينها إذا تناولتها الأم تُحدد شكل الجنين، قائلة إن «اللبان» يكبر رأس الطفل، و«الكابوتشى» يجعل شعر الطفل ناعماً، والشيكولاتة تجعله أسمر اللون وتزيد من حركته فى بطن أمه، أما القهوة والشاى والمنبهات تجعل منه عصبياً لكنها تجعله ذكياً، كذلك الزعل يجعله عصبياً.
وتقول «سامية» إن تناول الأم لـ«الشطة» يجعل عيون الطفل ضيقة، واللبن يصنع من الجنين شخصاً هادئاً، وكذلك الموسيقى الهادئة، أما المشروبات الغازية فتجعل الجنين يولد بلا شعر فى الرأس أو يكون شعره خفيفاً، وأوصت بأن الأم إذا شعرت بأن الجنين لا يتحرك تأتى بقطنة طبية وتضع عليها «كولونيا» وتمررها فوق «سُرتها» فيتحرك الجنين على الفور.
أما فى الوجه البحرى، فقد طبقت منال الضو، ابنة محافظة كفر الشيخ، ما قالته والدتها من معتقدات تقى وليدها من أن تصاب هيئته بما لا يرضاه، وامتنعت عن تناول الشاى والقهوة حتى لا يكون أسمر اللون، ولم تنظر للقرد بحديقة الحيوان حتى لا يولد ابنها «شكله وحش»، لا تأكل كثيراً حتى يأخذ الجنين راحته فى بطنها، تناولت الكثير من اللبن والزبادى حتى يتسم أبناؤها ببشرة بيضاء.
ورغم تطبيق «منال» لكل ما قيل لها من موروثات والدتها عن جدتها وامتناعها عن الشاى والقهوة بشكل خاص، اتسم أولادها جميعهم ببشرة سمراء ولم يشفع لبشرتهم اللبن والزبادى لتبييضها.
فى الجهة القبلية، اختلفت أشياء عمن سبقوها واتفقت فى أخرى، فاختلفت «ماجدة عباس» ابنة محافظة سوهاج، عن القاهرية بمزاعم أن «الشطة» تضيّق عين الجنين، بل على العكس تجعلها واسعة و«حلوة»، كما أنها تجعله «أقرع» بلا شعر فى رأسه، و«الجرجير» يجعل شعره ناعماً، أما تناول البيض والكبدة والسمك فيجعل الجنين قوياً.
من جانبه، ردَّ الدكتور عمرو عباسى، أستاذ أمراض النساء والولادة، على مزاعم السيدات التى يتوارثنها عن أمهاتهن ويطبقنها على أنفسهن وبناتهن، موضحاً أن ما يقال ليس مبنياً على كلام علمى، وعن التفسير العلمى الصحيح للأكلات التى تعتقد السيدات أنها تشكِّل ملامح الجنين، قال إن «اللبان» لا علاقة له بتكبير رأس الطفل ولا أى طعام آخر، لأن الطفل يحصل على غذائه من مشيمة الأم وتكون وسيطاً فى عملية توزيع الطعام على الجسم بشكل متساوٍ، وإذا حدث أى خلل توزع على القلب أو المخ فقط.
واستكمل: «الكابوتشى» لا دخل له فى نعومية شعر الجنين، بينما يرجع ذلك إلى الجينات الوراثية والبيئة المحيطة به، مبرهناً على ذلك باختلاف شعر رأس الأفارقة عن الأوروبيين لاختلاف البيئة، لكن «الكابوتشى» مفيد من ناحية أنه غنى بالألياف ويقلل نسبة الأنيميا، أما «الشطة» فهى لا تتحكم فى ضيق عينى الطفل أو اتساعهما لكنها غير مستحبة للحوامل بشكل عام، لأن معدتهن تكون «حساسة» ويؤدى تناولها إلى مشاكل كثيرة لهن فى «القولون».
وتابع: من ناحية المشروبات الغازية فهى لا تجعل شعر رأس الطفل خفيفاً لأن ذلك يعود للجينات الوراثية لكنها ليست مستحبة، لأنها تقلل نسبة الكالسيوم فى الجسم وتصيب الأم بهشاشة العظام، ناصحاً السيدات بعدم الحصول على أى معلومات وتعتبرها من المُسلمات، ويجب أن تستشير الطبيب فى كل شىء.
كما أشار الدكتور عمرو حسن، مدرس واستشارى طب نساء وتوليد بقصر العينى، إلى أن «الشطة» مضرة للحامل لأنها تزيد من نسبة الحموضة التى ترتفع تلقائياً فى الحمل، وتزيد من إحساس القىء، والشيكولاتة لا يُنصح بها لأنها تزيد من وزن السيدة ما يجعلها عُرضة لمشاكل الضغط والسكر، لكنها مفيدة فى بعض الحالات إذا أرادت الأم أن تشعر بحركة الجنين، و«الكابوتشى» ليس له علاقة بنعومة شعر الرأس لكنه غنى بالألياف ما يجعله مفيداً فى معالجة «الإمساك» الذى يصيب بعض الحوامل.
أما الموسيقى الهادئة فهى تهدئ الأعصاب بالفعل ولها مردود إيجابى على الجنين، لأنه يشعر بكل ما تشعر به الأم، أما «زعل» الأم وقت الحمل فلن يجعل الطفل عصبياً لكنه مضر على الست، لأنه يُعلى هرمون الكورتيزون لديها ما قد يعرضها للولادة المبكرة، واللبن لا يتدخل فى لون بشرة الطفل أو هدوئه، لكنه مفيد جداً للأم، لأنه مصدر للكالسيوم، متفقاً مع الوصفة التى تقول إن الأم إذا أرادت أن تشعر بحركة الجنين إذا ضعُفت أن تأتى بقطنة وتضع عليها «كولونيا» وتمررها فوق بطنها، مؤكداً أنها وصفة علمية يتبعها الأطباء، كما أن المنبهات والسكريات تساعد فى زيادة حركة الجنين، مؤكداً أنه لا علاقة لشعر رأس الطفل بالحموضة التى تصيب الأم لكنها تعود إلى تناولها وجبة دسمة أو لا تقسم وجباتها بشكل صحيح.
سامية