"أبوسنة" أحد أبطال أكتوبر يروي لـ"الوطن" ذكريات أسره في "حرب النصر"
"أبوسنة" أحد أبطال أكتوبر يروي لـ"الوطن" ذكريات أسره في "حرب النصر"
أبوسنة" بطل حرب أكتوبر
بوجهه البشوش وعيناه اللامعتين، جلس أحمد أبوسنة أحد أبطال حرب أكتوبر جنبا إلى جنب مع أصدقائه على المقهى، يتذكر تاريخه البطولي في انتصارات حرب السادس من أكتوبر، مرددا ذكرياته مع الأسر أربعين يوما على أيدي القوات الإسرائيلية هو وزملائه السبعة في الكتيبة، عقب استشهاد زميلهم.
يتذكر البطل تفاصيل أيام أسره لحظة بلحظة، يروي المشاهد ويقص الوقائع، يتوقف دقائق ليلتقط أنفاسه حتى يستكمل سرد بطولاته هو وزملائه.
"أحمد علي محمد أبوسنة"، مجند بالدفاع الجوي وأحد أبطال حرب أكتوبر، يعمل "أسترجي" حاليا، يقول لـ"الوطن": "دوري في حرب أكتوبر رغم أنه قد يبدو للبعض صغيرا إلا أنه كان العامل الرئيسي في الحرب، لما يعتمد عليه من نقل معلومات الحرب المتمثلة في التعليمات من قيادة اللواء لنقلها لقادة الأفرع، حيث كانت الكتيبة تضم 9 مجندين وتقع بطريق (مصر – السويس)، فقبل اندلاع الحرب كنت أقوم بنقل الجوابات والجرائد لقادة اللواء منها لقادة الأفراع، وأثناء قدومي من مهمة كنت مكلف بها فوجئت بطائرات الجيش المصري يحلق فوق السماء متجه إلى العدو لضربه في مكان اختبائه بسيناء، وجاء لي التكليف بتسليم من قادة اللواء للأفرع، وفي اليوم السابع للحرب فوجئنا بطائرات العدو تحلق فوق رؤوسنا قادمة من جبل (عتاقة) وألقوا صاروخ أخطأ الهدف وأحدث حفرة سقط فيها أحد زملائي ليستشهد".
ويتابع "أبوسنة": "في الرابع والعشرون من أكتوبر، وقعت الثغرة أبلغنا قائدنا بعدم الانسحاب من مواقعنا قبل تلقي الأوامر ثم دخلت المعدات الإسرائيلية وظلت تضرب النيران علينا ونحن أعضاء الكتيبة التسعة نرد من داخل الدشمة لمدة أربعة أيام حتى انتهى ما بحوزتنا من ذخيرة، وكنا مش عارفين نعمل أيه ونحن بداخل الدشمة ننتظر أمر القائد ونواجه الموت، نزل إسرائيليان لتتبعنا ولمعرفة لما أوقفنا إطلاق النيران نحوهم وحاول زميل إطلاق النيران عليهم بما تبقى معه من ذخيرة، ولكن تبين أنه لم يعد معه ذخيرة وأطلق الإسرائيلين النيران عليه فسقط وظننا أنه استشهد، ثم هاجما دشمتنا بإطلاق النيران من الطيران والدبابات وخرجنا كلنا عدا زميل رفض الخروج من الدشمة، ضربه الإسرائيلين".
بصوت مبحوح يقول البطل: "استشهد زميلنا ممسكا بالمصحف ولم يكن الإسرائيلين على علم بأنه لازال مجند لم يخرج بعد من الدشمة ثم قاموا بربطنا نحن الثمانية بأسلاك الكهرباء، وتعمدوا إذلالانا واعتقدنا أنهم سيدهسونا بالدبابات وأخذونا كأسرى مقابل عساف ياجوري بحيفا لمدة أربعين يوما".
وأردف "أبوسنة": "علمنا بصدور أوامر إسرائيلية بعدم قتلنا حيث عمل السادات ما بوسعه لإخراجنا من معسكر (حيفا) بعد خطفنا من قبل إسرائيل أثناء وجودي بالمعسكر طلب مني أحد الزملاء علبة سجائر، وحين أنا أعطيها له ظن الحراس أنني ألقي بقنبلة، فما كان منهم إلا أن ضربوا النيران صوبي ولكنها أخطأت الهدف وأصابت الحارس، كما عاقبونا بإنزالنا ساحة مملوءة بالذخيرة والفوارغ والدبابات بعد أربعين يوما من احتجازنا بالمعسكرات الإسرائيلية كأسرى ومخطوفين، وكان عددنا جميعا يتجاوز الآلاف استلمنا الصليب الدولي، وكانت في استقبالنا جيهان السادات ووزيرة الشؤون الاجتماعية آنذاك وعدت على إحدى المعسكرات بدهشور".