«أوس الخفاجى»: نتلقى دعماً لوجيستياً من «بشار وحزب الله»
«أوس الخفاجى»: نتلقى دعماً لوجيستياً من «بشار وحزب الله»
الشيخ أوس الخفاجى
خرج الشيخ أوس الخفاجى، رجل الدين الشيعى العراقى عن الموروثات، انتفض انتصاراً لوطنه الذى صار رهينة للمطامع الدولية والإقليمية، جسد ظاهرة جديدة بعد الاحتلال الأمريكى، حيث لم يتردد الشيخ المعمم فى قيادة المجموعات القتالية لطرد جنود الاحتلال من الجنوب العراقى، وكون لواء أبوالفضل العباس، لقتال الدواعش فى الأراضى العراقية والسورية، وسافر إلى دمشق للدفاع عن مقام «السيدة زينب». الشيخ أوس الخفاجى، أمين عام لواء أبوالفضل العباس المقاتل فى سوريا والعراق، أكد أن الحرب على «داعش» تستلزم توحيد القوى وتوجيهها نحو تلك العناصر المتطرفة، بالتزامن مع وقف التدخلات الخارجية فى الدول المستهدفة، فإلى نص الحوار:
■ بداية.. نود منك توضيح الدور الذى لعبته المقاومة بعد الاحتلال الأمريكى للعراق وحتى اللحظة؟
- بعد أن دخلت قوات التحالف إلى العراق بحجة إسقاط نظام صدام حسين، وبعد إعلانهم رسمياً وبمباركة دولية أنهم جهة محتلة، وبعد اعتداءات متكررة على الأرض والعرض والفرض، رأينا من الواجب حمل راية المقاومة فأسسنا جيش «المهدى»، وبدأنا المقاومة فى جنوب العراق، فكنّا أول محافظة عراقية تطرد الاحتلال الإيطالى البالغ تعدادهم ثلاثة آلاف جندى من قاعدتهم ومقرهم، واستمرت المقاومة لتتّوج مع الضغط الحكومى بتوقيع معاهدة الانسحاب الأمريكى ٢٠١٠، لتنتهى صفحة الاحتلال الرسمى العسكرى وتبدأ صفحات أخرى من الهيمنة بدعم الفتنة الطائفية وتنظيم «داعش».
أمين لواء «أبوالفضل العباس»: أمريكا دمرت الجيش.. وتقصف «الحشد الشعبى» لمساعدة «داعش»
■ حدثنا عن لواء أبوالفضل العباس ممن يتكون؟ وما الهدف وراء تشكيله؟
- بعد أن بدأت القوى المعادية تنفيذ مخطط الفتنة باختلاق عدو وهمى على أساس طائفى ليحل محل العدو الأول للأمتين الإسلامية والعربية، وأعنى به الكيان الصهيونى، واستغلال ما يسمى بـ«الربيع العربى»، رأينا حمى الاقتتال الطائفى قد بلغت ذروتها بانتهاك الأعراض وإراقة الدماء بالذبح تحت راية مزورة للإسلام ومشوهة لتعاليمه السمحاء، حتى بلغ الأمر نبش قبور الصحابة والتابعين، ووصولهم إلى مقام حفيدة النبى الأكرم وبنت السيدة الزهراء وأمير المؤمنين وأخت سيدينا السبطين الحسن والحسين وهى السيدة زينب، مهددين بهدم قبرها ونبشه، فرأينا أنه من الواجب التصدى لهذه الهجمة البربرية، فشكل مجموعة من شبابنا القاطنين فى منطقة السيدة زينب مجموعة دفاعية عن المقام، وتم اختيار اسم لهذه المجموعة له علاقة بصاحبة المقام وفق الموروث الإسلامى والتاريخى لواقعة كربلاء، حيث تكفل سيدنا أبوالفضل بن العباس بأمر أمير المؤمنين على بن أبى طالب بحماية أخته السيدة زينب، فكان اسم المجموعة لواء أبوالفضل العباس.
■ قتالكم فى سوريا يثير الكثير من التساؤلات، فلماذا لم يقتصر قتالكم للدواعش على العراق فقط أولى من قتالهم فى سوريا؟
- بداية «داعش» كانت فى سوريا، ولم يكن هدفها النظام كما هو معلن من ثورات الربيع العربى، بل كان هدفها طائفياً تقسيمياً ظلامياً، نحن لا نذهب إلى أن قتالهم فى العراق أولى من سوريا، بل نقول إن تقاعس بعضنا عن قتالهم فى سوريا أدى إلى وصولهم المبكر إلى العراق، واحتلال ثلاث محافظات، وإن مجرد إعلانهم تسمية تنظيمهم الدولة الإسلامية فى العراق والشام بمثابة إعلان حرب على العراق من داخل الأراضى السورية، فبالتالى يكون قتالهم فى مهدهم بمعية الدولة السورية أفضل من استقبالهم فى العراق وتهيئة حواضن محلية لهم.
ما يحدث فى المنطقة نتاج المشروع «الصهيوأمريكى» لـ«تقسيم المقسم»
■ هل هناك تواصل مباشر بين لواء أبوالفضل العباس والجيش السورى وحزب الله على الجبهة العسكرية؟
- نعم هناك تعاون وتواصل واضح بيننا وبين الدولة السورية، فنحن لم نعبر حدود الدولة بصورة غير شرعية كما يفعل العدو، كما أن الجيش السورى معنا فى كل المواطن، فنحن والجيش العربى السورى فى جبهة واحدة، وهذا ليس بجديد تاريخياً، وهناك تواصل استراتيجى وتعاون لوجيستى مستمر، وكذا مع الإخوة الأشقاء فى حزب الله.
ومن أبرز انتصاراتنا فى سوريا تحرير محيط مقام السيدة زينب فى معركة الحجيرة الشهيرة، والذيابية والقلمون، أما فى العراق فلدينا مشاركة فاعلة فى تحرير جرف النصر وقواطع حزام بغداد، والآن على أبواب الأنبار.
■ كثير من المحللين يرفضون إنشاء كيانات مسلحة إلى جانب الجيش الحكومى، أليس من الأولى انضمام تلك الفرق للجيش وتقويته، أم أن هناك خلافاً فى التوجهات ما بين الفرق المسلحة والدولة؟
- نحن مع هذا الرأى فى ضرورة أن يكون للدولة جيش واحد قوى ولاؤه للوطن فقط، وهذا الرأى لا ننفرد نحن به فحسب، بل أغلب فصائل المقاومة تشاطرنا الرأى فى ذلك، لكن توجد بعض الملاحظات، فأغلب دول العالم، خصوصاً فى حالات الطوارئ كالحروب مثلاً تطلق مصطلح جيش الدفاع أو الجيش الاحتياط أو الجيش الشعبى أو اللجان الشعبية، مهمتها الوقوف بجانب الجيش الوطنى فى محنة الوطن المشتركة، وهنا لا يختلف الحشد الشعبى العراقى عما سلف ذكره من قوة مساندة للجيش العراقى فى حربه ضد الإرهاب العالمى، كما أنه بات واضحاً للجميع ما تعرض له الجيش العراقى من مؤامرة لإضعافه ابتداء من تسييسه ومروراً بإخضاعه للمحاصصة الطائفية والنكوص الدولى فى تعهدات تسليحه وانتهاء بالحرب الإعلامية المنظمة الموجهة ضده بالطعن فى وطنيته وشجاعته، ما دفع طوائف الشعب المختلفة للوقوف معه شعبياً ليقف على قدميه ويتعافى، فكل فصائل الحشد الشعبى الآن تخضع لقيادة مركزية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالقائد العام للقوات المسلحة وليست منفردة لا بقرار ولا بتمويل، ونحن نسعى إلى تشريع قانون الحرس الوطنى الموضوع على طاولة مجلس النواب العراقى لإقراره وجعله أحد أركان القوات المسلحة العراقية.
الحشد الشعبى «جيش احتياط» لمواجهة تنظيم داعش الإرهابى
■ هل تمثل التدخلات الدولية والإقليمية فى العراق عائقاً أمام استقرار الأوضاع داخل الدولة العراقية؟
- طبعاً، تمثل التدخلات الدولية والإقليمية فى العراق عائقاً أمام الاستقرار، وتعانى الدولة العراقية من محاولات فرض وصاية أجنبية وإقليمية وتدخلات لدول الجوار، وفق أهداف هيمنة سياسية واقتصادية وطائفية، فإن كنا نبحث عن استقرار للعراق بل للمنطقة برمتها علينا السعى الصادق لإيقاف هذه التدخلات.
■ رأيكم فى التظاهرات الشعبية فى الشوارع والميادين العراقية والسيناريوهات المتوقعة بعد تلك التظاهرات؟
- التظاهرات الشعبية تجربة رائدة وحضارية تنم عن وعى وعن شعور بالمسئولية الفردية وعن شجاعة إبداء الرأى، وفى نفس الوقت تعكس صورة للنظام الديمقراطى الذى لا يكبح جماح الحريات المنضبطة، ونحن لا ننكر دخول بعض السيناريوهات المشبوهة على الخط، لكننا نراهن على وعى الجماهير فى التركيز على الإصلاح الحكومى واستقلال القضاء، فكلاهما عماد النظام.
■ هل ترون أن حكومة حيدر العبادى قادرة على الخروج بالدولة العراقية من أزماتها الراهنة؟
- بدأ السيد العبادى بداية موفقة، حيث استجاب للتظاهرات الشعبية والاستماع لمطالب المتظاهرين، والمهم فى الأمر ألا يضحى السيد العبادى بهذه الفرصة الذهبية بأن يرسل رسائل اطمئنان للشعب العراقى مفادها أن قطار الإصلاح قد انطلق ولا يسمح لأى جهة داخلية كانت أم خارجية أن تعيق مسيرته.
■ هل من الممكن أن تحدثنا عن عملية تحريرك بعد اعتقالك من قبل القوات البريطانية؟
- كان ذلك فى حزيران ٢٠٠٧ عندما عدت من سوريا جواً إلى العراق عن طريق مطار البصرة، فوجئت بقوة مدرعة فى وسط المطار، وما إن نزلت من الطائرة حتى ألقى القبض علىَّ من قبل العساكر البريطانيين حيث كانت البصرة محتلة من قبل القوات البريطانية، وبعد أن تم اقتيادى للقاعدة البريطانية وعند حلول الظلام قام الأبطال من المقاومة الإسلامية بدك القاعدة بالصواريخ، مما اضطرهم إلى نقلى بسرعة من القاعدة بطائرة إلى العاصمة بغداد، إلى سجن المطار، وفى اليوم التالى خرجت تظاهرات فى بعض المدن العراقية وبعد تهديد جدى من المقاومة وتدخل قادة المقاومة، إضافةً إلى جهات حكومية أخرى، اضطر حينها الاحتلال الأمريكى إلى مفاتحة مستشار الأمن القومى العراقى الدكتور موفق الربيعى ليتسلمنى على ذمته ليطلق سراحى فى اليوم التالى بعد ثلاث جلسات تحقيقية.
■ وماذا عن رؤيتكم للصراعات القائمة فى المنطقة بشقيها العسكرى والسياسى؟
- إن ما يحصل فى المنطقة هو نتاج المشروع الصهيو أمريكى الجديد فى تقسيم المقسم وتجزئة المجزّأ كما يخططون لإشغال قوى الممانعة والدول المواجهة لإسرائيل ببعضها البعض، وقد نجحوا فى ذلك للأسف بفضل العمالة التاريخية لبعض القادة العرب وللجهل المستشرى فى الأمة.
■ كيف ينظر الساسة والمقاتلون فى الحشد الشعبى إلى الدور المصرى والسعودى والإيرانى فى العراق، كل على حدة؟
- نحن نراهن على الدور التاريخى الوسطى الذى تتمتع به مصر للوقوف بين أيديولوجيتين أو مدرستين تظن كل واحدة منهما أنه يجب أن يكون العراق بوابةً لإحداها على الأخرى، ولمصر دور مهم فى إعانة العراق للوقوف على قدميه من جديد، بل نرى أن فى مصلحة الجميع أن يتعافى العراق اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً ليكون عوناً لجيرانه بهذه العناصر الثلاثة، وهذا ما نتمناه من الجارتين الغربية والشرقية فى أن تضعا أيديهما بيد مصر لإرجاع العراق لحاضرة الشرق الأوسط القوى عسكرياً واقتصادياً أمام الهيمنة الغربية.