صفقات التسليح المصرية خارج التوقعات.. والرئيس: سلاح إيه؟
صفقات التسليح المصرية خارج التوقعات.. والرئيس: سلاح إيه؟
ارشيفية - السيسي يتسلم الكلاشنكوف
"سلاح إيه؟" تساؤل للرئيس عبدالفتاح السيسي ردا على سؤال طُرح عليه عن صفقة السلاح الروسي في مايو من العام الماضي، لم يعط الرئيس معلومات، ولم يطرح إجابات بالسلب أو الإيجاب، وسط تكهنات عدة عن أسباب زيارته إلى روسيا في فبراير من العام نفسه، والتي ظلت في إطار الاستنتاجات حتى العاشر من فبراير الماضي حين أهدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلاشينكوف أوتوماتيكي، إلى السيسي في إطار زيارته إلى روسيا في إشارة واضحة إلى خطوات تعميق التعاون في مجال التسليح.
علاقات مع الجانب الروسي تعود إلى عام 1955 حين كانت القاهرة أول من يعقد صفقة عسكرية مع الاتحاد السوفييتي، استمر من بعدها التعاون 20 عاما، لينقطع طويلا ثم يعود في 2006 في صورة اتفاق مع روسيا لشراء مقاتلة من طراز ميج 29 بقيمة 1.5 مليار دولار، إلا أن ضغوطا أمريكية أوقفت الصفقة، لتعود القاهرة في 2009 إلى روسيا التي وقعت معها شراكة استراتيجية لم يتم تفعيلها إلا في 2013 حين علقت الولايات المتحدة إمداداتها العسكرية إلى مصر، عقب عزل محمد مرسي، حيث تم توقيع عقود بقيمة 3.5 مليار دولار، ليتجدد التعاون في أغسطس 2014 خلال زيارة السيسي إلى روسيا والتي تكللت في مارس 2015 باتفاق على مناورات عسكرية بحرية في المتوسط.
"السيسي يتجه شرقا" تعليقات عدة، حملتها عناوين الصحف، وتعليقات القراء أثنت على الرئيس وتوجهه من جديد إلى روسيا عقب سنوات طويلة من التوقف مع تشبيهات له بأنه يبعث عهد عبدالناصر من جديد، حتى إن البعض انتقد الطريقة التي تجري بها الأمور وعدم الاتجاه إلى دول أخرى لشراء السلاح منها.
توقعات واصل الرئيس السيسي كسرها مع الصفقات المتوالية للأسلحة مع بلدان مختلفة، فالولايات المتحدة التي اعتبر البعض أن العداء بدأ معها سارعت إلى أن الإفراج عن صفقة طائرات الـ"إف 16"، و20 صاروخ و125 دبابة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فعقب زيارة الرئيس الأخيرة إلى الولايات المتحدة قام البنتاجون بالموافقة على توريد صواريخ "هيل فاير 2" إلى مصر لتتسع دائرة جهات التسليح، لتشمل فرنسا أيضا التي أتمت صفقة سابقة مع مصر بقيمة 5.2 مليار دولار لتوريد طائرات رافال فرنسية.
"ولسه كمان الصين جاية في السكة خلال زيارة مرتقبة للرئيس الصيني بداية العام المقبل" يتحدث اللواء أركان حرب محمد علي بلال، نائب رئيس أركان القوات المسلحة سابقا، حيث يؤكد قائد القوات المصرية في حرب "عاصفة الصحراء" المعروفة باسم "حرب الخليج الثانية"، أن هذه تعتبر المرة الأولى في تاريخ مصر التي نحصل خلالها على أسلحة من قطبي التسليح في العالم في نفس الوقت: "أيام عبدالناصر كان في قطبين رئيسيين كل واحد أمام الآخر بيتحكموا في العالم، لجأنا إلى الاتحاد السوفييتي لأننا مكناش نقدر ناخد من حد تاني سلاح، وعليه أصبحت عقيدة التسليح شرقية، ومنع عننا الغرب السلاح".
حال انقلب إلى النقيض عقب انتصارات حرب 1973 "احتضنتنا الولايات المتحدة، وأصبح التسليح غربيا مع بعض الأسلحة الباقية من الشرق، هنا تفكك الاتحاد السوفييتي وأصبحنا مع الاتجاه الأقوى، لكن روسيا بدأت في الظهور من جديد على ميدان الأسلحة، وجاء الربيع العربي لتبدأ محاولات الولايات المتحدة السيطرة على المنطقة بمبيعات أسلحة خرافية وصلت إلى 8.4 مليار دولار، هنا كان من السياسة والحكمة أيضا العودة إلى التعاون مع روسيا".
يؤكد بلال أن "التسليح" يعد ورقة ضغط متبادلة، ضغطت بها الولايات المتحدة على مصر طويلا وضغطت بها مصر على الولايات المتحدة أيضا حين تم الاستعانة بروسيا، "حين حصلت مصر حصلت على طائرات من روسيا منها الإس 300، قامت الولايات المتحدة بالإفراج عن بعض الطائرات لديها، ثم حدث الاستعانة بدول أخرى كفرنسا ووصلت الرافال فأفرجت أمريكا عن "إف 16"، وحين بدأنا الحديث عن الحصول على حاملات طائرات من روسيا وافق البنتاجون على إمدادنا بالصواريخ".
بلال أشار إلى تزايد حجم التسليح وليس فقط تعدد الجهات: "تزايد التسليح وتعدد الجهات التي تلجأ إليها مصر ترجمة لتعدد جبهات الدفاع التي لم تعد تقتصر على الشرق فقط، وإنما امتدت لتشمل الحدود الغربية والجنوبية، الأسلحة المذكورة ليست بغرض التخزين كما تفعل بعض الجيش، وإنما من أجل التطوير ومواءمة التحديات، فالعلاقات سواء مع روسيا أو أمريكا ليست قائمة على توجهات شخصية أو تشبه برؤساء سابقين، الأمر بالكامل متعلق بالمصلحة المصرية".