العزباوي عن خطاب الرئيس: "مهم".. ودراج: "كان عليه التبرؤ من قوائم تتحدث باسمه"
العزباوي عن خطاب الرئيس: "مهم".. ودراج: "كان عليه التبرؤ من قوائم تتحدث باسمه"
الرئيس عبدالفتاح السيسي
"نحن على أعتاب الاستحقاق البرلماني، وأؤكد أهمية هذا الاستحقاق الذي سينتج لنا مجلس النواب، وسيكون هذا المجلس انعاكسا لإرادة المصريين القوية، ويمثل ضمير الأمة، كما سيكون نبض أبنائها، انطلاقا من هذا، فإنني بشكل واضح أدعو جميع المصريين للنزول والاحتشاد لصناديق الاقتراع"، أول دعوة موجهة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لجموع الشعب المصري للمشاركة في استحقاق انتخابي، هو الأول في عهده منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، حيث حملت عدة رسائل، تحدث خبراء السياسة عن أهميتها ودلالتها في ذلك التوقيت.
بداية يقول دكتور يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية، إن كلمة الرئيس جاءت في توقيت هام، خاصة أنها أول دعوة من الرئيس لجموع الشعب للمشاركة في استحقاق انتخابي، له إجراءات رسمية وتفويضية، على عكس الدعوات الشعبية السابقة كـ"التفويض بمحاربة الإرهاب"، مشيرًا إلى أنها تضنمت رسالة تطمينية بالمشاركة، خاصة أن الأجواء السياسية أصبحت أكثر هدوء في الشارع المصري، ولابد أن ينعكس ذلك على نسبة المشاركة.
العزباوي: الرئيس خاطب ود الشباب للمشاركة لأنه يعلم أن أغلبية الناخبين دون الـ40 عاما
وأكد العزباوي، لـ"الوطن"، أن نسبة المشاركة هذه المرة ليس لها علاقة بشرعية 30 يونيو، مؤكدًا أنها مستقرة ومعلومة للجميع الآن، ولكن المشكلة الحقيقة هي نسبة المشاركة عامة، كونه لابد من تفعيل دور المجتمع في عملية الاختيار ليس فقط على المستوى الأعلى وهو "الرئاسة"، ولكن بالحد الأدنى في الانتخابات النيابية، مشيرًا إلى على أنه لابد من اختيار أعضاء البرلمان المقبل بعناية، لأنه سيكون له دور كبير في إدارة شؤون الدولة، وأمامه مجموعة من التشريعات الخطيرة للغاية التي لابد من صياغتها بعناية، وأهمها: "شكل النظام الانتخابي للبرلمانات المقبلة، والتشريعات الخاصة بالهيئات الوطنية التي أقرها الدستور في مواده".
وأوضح أن البرلمان قد يعرقل آداء الحكومة إذا جاء مهلهلا ولا ينتمي للجماعة الوطنية، مضيفًا أن ذلك لايعني ألا يعارض البرلمان الحكومة.
وفي ذات السياق خص الرئيس خلال خطابه الشباب بالحديث، وحثهم على المشاركة، بقوله: "نتظر من شباب مصر أن يكونوا هم المحرك الرئيسي لهذه المرحلة"، وحسبما يرى العزباوي هو أمرا مهما للغاية، مشيرًا إلى أن الرئيس يحاول كسب ود الشباب بشتى الطرق وأنه على علم بأنهم صنعوا ثورتين، ودورهم في المستقبل أكبر من قبل، لافتا إلى المشروع القومي لتأهيل الشباب، وعفوه عن عدد من شباب الثورة المحبوسين".
دراج: الرئيس كان يجب أن يقولها صراحة للمواطنين "انزلوا انتخبوا الناس النضيفة"
وتابع الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الرئيس يعلم أن القطاع العريض من الناخبين دون 40 عاما، ولذلك فتوجيه الرسالة لهم، يعني أن الرئيس يريد تصويت القطاع الواعي من المجتمع في الانتخابات، وأنه متخوف من المقاطعة وعزوف الشباب عن الانتخابات، وتؤكد على حسن نية الرئيس في التعامل مع الشباب.
أما الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، فقال لـ"الوطن": "كنت أتمنى أن يكون خطاب الرئيس مغايرا لما جاء فيه، فكان عليه أن يكون واضحا، وأن يتبرأ من الشائعات التي تنسب لمؤسسة الرئاسة بدعم قوائم بعينها في العملية الانتخابية، وأنه لاي وجد ما يسمى بقوائم الدولة"، مشيرًا إلى أن الحديث كان لابد وأن يحمل رسالة أن الدولة لديها رغبة في تغيير السابق، وترفض اعتماد البعض على المال السياسي في إدارة العملية الانتخابية.
وتوقع دراج، أن الانتخابات ستشهد ضعف إقبال خاصة في "القاهرة والجيزة والإسكندرية"، إضافة إلى أن معدلات التصويت سترتفع في القرى والصعيد بسبب الصراعات العائلية والقبلية، مشيرا إلى أن الرئيس على دراية بتلك الأمور، وكان عليه أن يقولها صراحة للمواطنين عامة والشباب خاصة: "انزلوا اختار الناس النضيفة، ولا تختاروا من يستخدموا المال السياسي ويدفع الرشاوى الانتخابية، فالدولة ضد الفساد، ولا تدعم أحدا في البرلمان القادم".