السودان يعلن إحباط مؤامرة للمعارضة ضد أمن البلاد
أعلنت أجهزة المخابرات السودانية، اليوم، أنها أحبطت "مؤامرة" ضد أمن البلاد، مشيرة إلى ضلوع عناصر من الجيش، والمعارضة التي نفت ذلك.
وقال شاهد إنه رأى خلال الليل دبابات وآليات نقل جنود تسير في العاصمة.
وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية القريب من الأجهزة الأمنية في خبر مقتضب إن "أجهزة الأمن والمخابرات أحبطت فجر اليوم مؤامرة تستهدف أمن الدولة". وأضاف أن "هذه المؤامرة هي بقيادة مسؤولين في أحزاب المعارضة".
وأوضح مصدر للمركز أن السلطات تحقق في ضلوع الطاقم العسكري والمدني على السواء.
لكن ناطق باسم ائتلاف أحزاب المعارضة، فاروق أبو عيسى، رفض أي علاقة بهذه القضية.
وقال أبو عيسى "سمعنا عن هذا الأمر، وهذا أمر خاطىء. نحن نؤيد تغييرا ديموقراطيا وسلميا للسلطة" عبر الإضرابات والتظاهرات لإسقاط النظام الإسلامي بقيادة الرئيس عمر البشير الذي يتولى رئاسة البلاد منذ 23 عاما. وأضاف هذا المعارض "الحكومة تعرف هذا الأمر جيدا".
وتولى عمر البشير السلطة في انقلاب عسكري في 1989، وأطاح بالحكومة المنتخبة ديموقراطيا ونصب مكانها نظاما إسلاميا.
وصدرت بحقه منذ 2009 مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور، المنطقة في غرب البلاد التي تشهد حربا أهلية منذ 2003.
وقال محلل سوداني رفض الكشف عن اسمه "الكثير من الناس يقولون إن 23 عاما في الحكم، طويلة ويتساءلون حول الفارق بين البشير ومبارك والأسد"، في إشارة إلى الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، الذي أطيح به من السلطة في فبراير 2011 بضغط الشارع، والرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يواجه حركة احتجاج شعبية منذ مارس 2011.
وروى شاهد أنه رأى دبابات وناقلات جند تجوب المدينة.
وقال الشاهد الذي فضل عدم الكشف عن هويته "كنت في جادة عبيد ختم قرابة الساعة 2,00 (23,00 توقيت جرينتش) حين رأيت دبابات ومدرعات تنقل عسكريين وتجهيزات متوجهة إلى وسط تلك المنطقة".
وصباح الخميس لم تكن هناك أية مظاهر تعبئة عسكرية في العاصمة.
وأعلن عن إحباط المؤامرة بعد ساعات على تأكيد الجيش السوداني أمس شن غارة جوية قرب سماحة وهي منطقة حدودية متنازع عليها مع جنوب السودان أقام فيها متمردون من دارفور معسكرا.
وقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي، خالد سعد، في بيان "هاجمنا الرقيبات الواقعة على بعد 40 كلم شمال الحدود الدولية مع جنوب السودان و10 كلم شمال سماحة"، متهما المتمردين بالاستفادة من "دعم كبير" من جانب جنوب السودان.
وأعلنت جوبا من جهتها أن جارها الشمالي قصف سوقا على أراضي جنوب السودان، من دون توضيح اسم المنطقة بالتحديد.
وسماحة، إحدى المناطق الخمس التي يتنازع عليها السودان وجنوب السودان تعتبرها الخرطوم جزءا لا يتجزأ من ولاية دارفور (غرب).
ولم تتمكن الدولتان من تسوية خلافاتهما حول هذه المناطق رغم الوساطة التي قام بها الاتحاد الإفريقي التي أدت في سبتمبر إلى توقيع اتفاقات أمن تنص على إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح على حدودهما.
والخرطوم وجوبا لم تتمكنا من الاتفاق على الإجراءات العملية لتطبيق هذه الاتفاقات كما أعلن الاتحاد الإفريقي في 10 نوفمبر.