«الحاجة سكينة»: نزلت أنتخب عشان خاطر البلد
«الحاجة سكينة»: نزلت أنتخب عشان خاطر البلد
الحاجة سكينة
استيقظت الحاجة سكينة يوسف فى منزلها المتواضع الكائن بمنطقة الحضرة القبلية بالإسكندرية على أصوات مكبرات الصوت التى تحث المواطنين على المشاركة فى الانتخابات، شعرت بأنه نداء من الوطن يجب أن تلبيه، ورغم أنها تخطت السبعين عاماً فإنها لم تتردد، ارتدت ملابسها، والتقطت عكازها الخشبى، متوجهة إلى خارج المنزل، فقاطعها نجلها متسائلاً عن وجهتها، فلم تجبه صراحة. أخفت الحاجة سكينة وجهتها عن أولادها، قائلة: «خفت أقول لأولادى إنى رايحة أنتخب فيمنعونى من إنى أروح، أصلهم شايفين إنى ست كبيرة وماليش لازمة إنى أروح أنتخب وأوجع قلبى وأصرف فلوس على مواصلات، فقلت أنا مش حقول لهم وأنزل أنتخب براحتى».
استقلت «تاكسى» من أمام منزلها متوجهة إلى مدرسة عباس العقاد بمنطقة عزبة سعد، بجوار منزل ابنتها، وظلت جالسة على مقعد فى أحد أركان المدرسة، فى انتظار من يوجهها إلى مكان لجنتها، خاصة أنها اعتادت التصويت داخل تلك اللجنة منذ سنوات. طالت لحظات الانتظار، وبدأ القلق يتسرب إلى نفسها المطمئنة، فحولت وجهها، تحدثت لـ«الوطن» قائلة: «أنا قاعدة منتظرة حد يقولى أدخل لجنة كام، أنا جيت علشان خاطر ربنا يصلح حالنا، إحنا لازم ننزل علشان البلد يتصلح حالها، بدل ما الطماطم بقت سعرها غالى أوى فى السوق».
بعد محاولات عدة لمعرفة لجنتها من خلال بطاقة الرقم القومى، أكد لها أحد المندوبين أن اسمها غير مسجل باللجنة، فكاد اليأس يتملك من السيدة العجوز، ففكرت فى الذهاب إلى منزل ابنتها دون أن تنتخب، ولكن سرعان ما ظهر اسمها فى لجنة «جراج البلدية»، بشارع جلال الدسوقى، بجوار منزلها.
الحيرة سيطرت على تفكير الحاجة سكينة، هل تذهب للإدلاء بصوتها، أو تتراجع عن قرارها فى التصويت، ففكرت بصوت عال قائلة: «مش عارفة أعمل إيه، أنا دفعت تاكسى 5 جنيه، هاروح تانى هناك وادفع تاكسى تانى 5 جنيه، لا كده كتير والله، بس مش مشكلة علشان خاطر ربنا، ربنا حيقف معايا وحيقدرنى علشان خاطر أنا نازلة علشانه وعلشان البلد».
بعد عناء الوصول إلى اللجنة فوجئت الحاجة سكينة بأن مقرها فى الطابق العلوى فرفضت أن يساعدها أحد غير عكازها، وصعدت على الدرج، وهى تقول: «إن شاء الله ربنا حيقدرنى، علشان خاطر البلد».. تقف لعدة ثوان لترتاح ثم تعاود الصعود مرة أخرى مرتكزة على عصاها حتى وصلت للجنة الانتخابية رقم 160 بجراج البلدية.