من عجائب "دنيا الانتخابات": مرشح "مستبعد" يحصل على 23 ألف صوت.. و"سجين" يحصد 18 ألفا
من عجائب "دنيا الانتخابات": مرشح "مستبعد" يحصل على 23 ألف صوت.. و"سجين" يحصد 18 ألفا
صورة أرشيفية
لم يقتصر موسم الانتخابات البرلمانية على مجرد الدعاية والمؤتمرات الجماهيرية الحاشدة واصطفاف الآلاف أمام اللجان الانتخابية خلال أيام التصويت، بل إن بعض المواقف التي شابت يومي التصويت في أولى جولات المرحلة الأولى لاختيار النواب، جعلت من الانتخابات "دنيا" تسودها "غرائب" ربما حدثت في مناسبات انتخابية سابقة، وأخرى تعد مفاجآت لم تشهدها ساحة الانتخابات من قبل.
أولى عجائب دنيا الانتخابات ظهرت بمدينة "الثغر"، حيث شهدت نتائج الفرز بمدرسة "رشدي" الإعدادية بنين التابعة لدائرة الرمل شرق الإسكندرية، حصول المرشح المستبعد "علي علبة"، على 23 ألف صوت، بما يعادل 60% من إجمالي أصوات الناخبين، وذلك رغم صدور حكم قضائي مسبق بعدم إدراج اسمه ضمن المرشحين، وهذا ما دفع القضاء الإداري لإيقاف الانتخابات في دائرة الرمل بالإسكندرية وإعادتها بالكامل.
السجن لم يغب عن مشهد الانتخابات في جولتها الأولى، حيث شهدت محافظة البحيرة حصول المرشح المحبوس "مبروك زعيتر" على 18472 صوتا، رغم حبسه الآن بموجب حكم قضائي بالسجن 5 سنوات بتهمة التحريض على القتل، إلا أن أنصاره بالمحافظة لم يعبأوا بذلك وحشدوا من أجل التصويت له نظير الإفراج عنه في وجهة نظرهم بعد إدراج اسمه في كشوف الناخبين بحكم قضائي.
المرشح "المرحوم" محمود خلف الدين مهني حضر بقوة أثناء فرز الأصوات في دائرة قسم المنيا بالرغم من وفاته، حيث حصل ابن قرية "البرجاية" على 368 صوت في الانتخابات، رغم تعرضه لحادث سير على الطريق منذ أسبوعين أودى بحياته.
"الموتى أحياء"، ربما كان ذلك هو لسان حال المواطن يسري محمد سعد عند ذهابه للإدلاء بصوته في إحدى اللجان الانتخابية في مدرسة أبو الهول الإعدادية بالجيزة، ليفاجأ بملاحظة أمام اسمه تفيد بأن "هذا الاسم غير موجود بكشوف الناخبين لوفاته"، ثم يتكرر الأمر ذاته مع المحامي مجدي بشاي بسالي، المقيم بمدينة ساحل سليم بمحافظة أسيوط، والذي حرر محضرا يحمل رقم 2827 لعام 2015 إداري ساحل، لإثبات اسمه بكشوف الناخبين على أنه "متوفى".
رغم تولي النيابة العامة بأسيوط التحقيق في واقعة محامي أسيوط وإثباته حضوره بنفسه ووجوده "متوفى" في كشوف الناخبين، إلا أن اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، قال إنه لا يمكن لأي ناخب إيجاد اسمه "متوفى" في كشوف الانتخابات، موضحا، في تصريحات تليفزيونية، أن الرسالة التي تظهر عند الكشف على الرقم القومي لها نص حرفي وهو "ليس لك حق الانتخاب"، دون ظهور كلمة "متوفى أو قاصر أو محكوم عليه".
الدكتور يسري العزباوي، أستاذ العلوم السياسية، أكد أن اللجنة العليا للانتخابات هي المسؤولة من الألف إلى الياء على العملية الانتخابية وتنقيح كشوف الانتخابات، مؤكدا أن من المفترض أن اللجنة تنسّق مع وزارة الصحة لاستخراج أسماء المواطنين الذين يعانون من التأخر في القدرات العقلية من كشوف الناخبين، ووزارة الداخلية لتنقية كشوف الانتخابات من الأشخاص المحكوم عليهم جنائيا، ووزارة الدفاع لمعرفة الأشخاص العسكريين الذين لا يحق لهم التصويت في الانتخابات.
وأرجع العزباوي، في تصريحاته لـ"الوطن"، أسباب هذه الأخطاء في الكشوف الانتخابية لعدة أسباب، أولها اتساع قاعدة بيانات الناخبين ووصولها إلى 55 مليون مواطن وإمكانية وجود تشابه كبير في الأسماء بين بعض الأشخاص، إلى جانب عدم قيام ذوي مرشحين بإبلاغ لجنة الانتخابات عن وفاتهم لحذف اسمهما من بطاقة الاقتراع، مؤكدا أن الحل لتلك الأخطاء هو عدم إغلاق الجدول الخاص بكشوف الناخبين إلا قبل الانتخابات بيوم واحد حتى يتم تنقية الكشوف الانتخابية وتنقيحها بشكل كامل.