عم «إبراهيم» يبحث عن إجابة: «المياه وحشة ليه؟»
عم «إبراهيم» يبحث عن إجابة: «المياه وحشة ليه؟»
عم إبراهيم
وسط صراع معركة النواب، وانشغال المرشحين وفريق من الناخبين بها، كان آخرون منهمكون فى شئون حياتهم الخاصة هناك.. عم «إبراهيم» أحد هؤلاء، سابح فى ملكوت آخر، مهموم بمشكلات المرافق فى منزله بضواحى الهرم التى لا تتحسن أبداً: «يا سلام لو لقيت مسئولى الكوبانية المرة دى»، هكذا يتمنى الرجل الستينى أن يلتقى ولو مسئولاً واحداً من شركة مياه الشرب ليرحم أقدامه المجهدة فى رحلة البحث عن إجابة لسؤاله المعتاد: «هى المياه وحشة ليه؟».
أصيب بفشل كلوى ويخشى على أحفاده من المصير نفسه
سؤال ما زال يبحث عم «إبراهيم» عن إجابته دون يأس: «طلعت على المعاش من سنة وفاضى لهم، ومش هسيب حقى»، الرجل الستينى أصيب بالفشل الكلوى بسبب المياه التى تأتى لمنزله بلون وطعم مختلف: «ريحتها مجارى، بشربها ومعدتى توجعنى»، ليس فى وسع الرجل الذى يتحصل على معاش زهيد من مصلحة السكك الحديد شراء زجاجات المياه المعدنية على أسعارها الباهظة يومياً: «معدنية إيه، إحنا عايشين بالستر، ربنا يبعت من عنده».
من شركة مياه فيصل، إلى الهرم، وصولاً إلى الكونيسة إلى بولاق الدكرور، 3 شهور يبحث «إبراهيم» عن رد أو وعد كى يستريح باله، فى كل مرة يستوقفه أمن فروع شركة المياه: «ممنوع الدخول فوت علينا بكرة»، يحمل زجاجة بها عينة من المياه التى تصل إلى منزله كدليل على ما يصفه بـ«الجريمة»: «يرضيكم نشرب المياه دى؟»، ورغم حالة التجاهل التى تنتظره فى كل مرة على باب مكتب مسئول أو بوابة مصلحة حكومية، ما زال مصراً على موقفه، يرفع شعار لا تراجع ولا استسلام حتى الوصول لإجابة قاطعة رغم العكاز الذى يتكئ عليه: «هفضل وراهم لحد ما أشرب مياه نظيفة»، بغضب شديد يضيف: «أنا جالى المرض بسبب المياه دى، مش هستنى عيالى وأحفادى يموتوا واحد ورا التانى».
تساؤل «عم إبراهيم» الذى يعتصره الغضب، كحال غيره من الأهالى، وجد إجابة لدى العميد محيى الصيرفى، المتحدث باسم شركة مياه الشرب والصرف الصحى: «المنطقة دى عشوائية والمواسير تم تنفيذها منذ زمن بعيد بصورة عشوائية»، يحاول «الصيرفى» طمأنة الرجل بوعد جديد يدخل لقائمة لا حصر لها: «نجرى إصلاحات وخلال وقت قريب سنحل الأزمة».