فن الحفاظ على الصداقات
فن الحفاظ على الصداقات
آصال عبدالرحمن
يبقى التساؤل قائماً بين الجميع فى الجامعة: «هل من الممكن أن تنشأ علاقة صداقة من المقام الأول بين الجنسين، صداقة خالصة لا يشوبها أى مشاعر رومانسية؟».
أكد رافضو الفكرة استحالة اختلاط هذه الصداقات عند نقطة معينة بمشاعر لا يمكن وصفها بالصداقة أو الأخوية، بل هى أقرب ما تكون إلى الرومانسية لأن هذه هى طبيعة العلاقة بين الجنسين كما خلقها الله، على حد قولهم.
ودعم المؤيدون للفكرة بأن الصداقة هى علاقة بشرية يمكن أن تنشأ بين الجنسين فى العموم، وبطريقة لائقة وحدود اجتماعية متعارف عليها، أما عن ذلك الاعتقاد بأن كل الصداقات تتحول فى نهاية الأمر إلى علاقات غرامية، فهو تفكير طفولى لا أساس له فى أرض الواقع، ودلل البعض بتجارب شخصية، حيث أثبتوا أن البشر قادرون على الفصل العاطفى بين العلاقات المختلفة، وعلى تحديد أوجه العلاقات الاجتماعية، فهناك فرق شاسع بين الصديق والحبيب، فلكل منهما مكانة تفصله عن غيره.
وتعتمد مسألة خلق علاقات الصداقة بين الجنسين بشكل أساسى على الشخصية والعقلية، وعلى قدرتهم بتقنين حدود العلاقة، ووضع إطار لها لا تخرج عنه حيث ترمز الصداقة بين الجنسين للبعض على أنها «فن المسافات»، فإذا اقترب الرجل للفتاة أكثر من اللزوم، وتعدى كل الحدود والحواجز المبنية على أسس الصداقة، لا تعد علاقة طبيعية بينهما، حيث إنهم ابتعدوا عما ينبغى أن يكونوا أصدقاء فى إطاره.
تعتبر الجامعة جزءاً مصغراً من المجتمع، فهى تشهد نفس العلاقات المعقدة التى يشهدها الإنسان فى الدائرة الكبرى، وقبل أن نخوض فى إيجابيات الصداقة بين الشاب والفتاة، فلا بد أن نبرز سلبياتها وأثرها على الجنس الناعم بالأخص خريجات مدارس البنات يفتقرن مهارة التعامل مع الجنس الآخر، بل والأهم من ذلك أنهم يعجزون عن فهم الشخص الذى يتعاملون معه، فهو بالنسبة لهم كائن غامض، إذن فالجامعة تضمن للجميع فرصة للتخلص من الغموض المتعلق بالجنس الأخر، والانخراط سوياً داخل مجتمع واحد.