«هتنتخبى مين يا صابرة؟: ماعرفش غير مصر»
«هتنتخبى مين يا صابرة؟: ماعرفش غير مصر»
الحاجة صابرة
على عتبة محلها الذى لا يبعد عن مدرسة طه حسين الابتدائية سوى خطوات، جلست «صابرة» وسط أقفاص الحمام والعصافير التى تتاجر فيها منذ 35 عاماً، تتابع القاصى والدانى من مقر اللجنة الانتخابية، تسمعهم يتهامسون عن «المرشح اللى بيدفع» من أجل فوزه بمقعد البرلمان فى جولة الإعادة، تضرب كفاً بكف وهى تعلنها «حد الله بينى وبين الحرام».
قبل أسبوع خرجت صابرة محمد إبراهيم، وبناتها، إلى المدرسة عينها، لم تختَر مرشحاً مستقلاً، واكتفت باختيار القائمة، دون أن تعلم من هم مرشحوها، اختارت قائمة «فى حب مصر»، بمبرر: «هو فى أحلى من مصر عشان أنتخبها، ده هى البيت والوطن، أنا واحدة مش متعلمة بس بحب بلدى وعارفة إن صوتى غالى مش زى شباب اليومين دول اللى بيقبض عشان ينتخب». حذرت صابرة بناتها الثلاث وابنها الذى يشاركها فى إدارة المحل من النزول فى الإعادة: «سألتهم يعرفوا حد من اللى نازلين، قالوا لى لأ.. قلت لهم كفاية عليكم فى حب مصر».
المرشحون فى نظرها كالعصافير «كله بيطير»
علاقة السيدة التى تخطت 65 عاماً بالمرشحين تشبه كثيراً علاقتها بالطيور: «الحمام لما تدربه وتربيه مهما يطير يرجع لك، لكن العصفور سهل يهجر عشه، والمرشحين يحابوا علينا أسبوع زى الأم اللى بتعلم ابنها الطيران وبعد كده تطردهم، يبقى أنتخبهم ليه؟»، سبب واحد كانت «صابرة» مستعدة من أجله للنزول فى جولة الإعادة وهو فوز مرشح شاب لكنها علمت أنه خسر أمام «العواجيز» الذين لا تؤيد أياً منهم: «حكمونا كتير.. والناس عاوزة فكر جديد ودم أجدد، كل اللى موجودين بيشتروا صوتك، حتى المبلغ اللى بيوزعوه مش من مقام الغلبان ومش بيدوم».