خبراء: المواقع الإخبارية قدمت دعاية مجانية للشركات المنسحبة من رعاية "صبايا الخير"
خبراء: المواقع الإخبارية قدمت دعاية مجانية للشركات المنسحبة من رعاية "صبايا الخير"
أرشيفية
أصدرت فضائية "النهار" بيانا صحافيا، ظهر اليوم، أكدت فيه تجميد برنامج "صبايا الخير" الذي تقدمه الإعلامية ريهام سعيد، كما قررت إلغاء حلقة اليوم والمقررة بين الإعلامي خالد صلاح وريهام سعيد، وفتح تحقيق موسع بشأن الحلقة المثار بسببها الجدل.
من جانبها، أعلنت المذيعة ريهام سعيد استقالتها من فضائية "النهار"، وكتبت خبر استقالتها على حساب البرنامج الرسمي على "فيس بوك"، ثم عادت وكتبت "لن أتحدث الآن.. والحقيقة ستظهر يوماً من الأيام، وهي حقيقة صعبة وفوق قدراتكم على التخيل.. وداعا يا مجتمع الفضيلة والحق".
وأعلنت الشركات الراعية للبرنامج انسحابها من رعايته، عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وذلك على خلفية الهجوم الشديد الذي تعرض له البرنامج بعد إذاعة حلقة عرضت فيها "ريهام" صور شخصية لفتاة تعرضت لحادث تحرش عرف إعلاميا بحادث "فتاة المول".
وقالت الدكتورة ثريا البدوي، الأستاذة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن الشركات سحبت إعلاناتها من برنامج "صبايا الخير" وأخلت مسؤوليتها عن محتواه بعد أن شعرت باستياء ورفض الرأي العام لمحتوى البرنامج، فتماشت مع الرأي العام، مشيرة إلى أن انسحاب الشركات كان لمصلحتها الاقتصادية قبل أن يكون استجابة للقيم والأخلاقيات.
وأضافت "البدوي" لـ"الوطن"، أن الشركات الراعية للبرنامج كانت تخشى من أن تنطلق حملات المقاطعة لمنتجاتها، فغلبت مصالحها الاقتصادية على المسؤولية الاجتماعية، موضحة أن هناك شركات ساهمت في مشروعات قومية وأطلقت حملات اجتماعية كمحو الأمية تندرج تحت مصطلح "المسؤولية الاجتماعية" خشية أن يتلوث ماضيها الاجتماعي بما ورد في محتوى الحلقة.
وأشارت "البدوي"، إلى أن الشركات الرأسمالية الكبرى خشيت انقلاب الرأي العام عليها، وتحلت بـ"ذكاء اقتصادي"، لأنها انسحبت في الوقت المناسب، مضيفة أن الشركات أصبحت الآن تحمل صورة ذهنية وسمعة طيبة لدى الرأي العام والمستهلكين.
وأكدت "البدوي"، أن عدد كبير من المواقع الإخبارية الإلكترونية قدمت دعاية مجانية للشركات المنسحبة من البرنامج بعد إعلان أسمائهم وتصدرها للعناوين، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت للشركات دعاية إضافية، وأصبحت منتجاتهم لها ثقة وثقل لدى الرأي العام.
ولفتت الأستاذة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أغلب روادها من الشباب الذين شكلوا ضغطا على الشركات المعلنة لسحب إعلاناتها، موضحة أن ذلك يعكس قوتها في التأثير وخاصة أن أغلب فئات المجتمع اتفقت على أن عرض صور الفتاة والتشهير بسمعتها عمل غير أخلاقي، مؤكدة أن الشركات الاقتصادية الكبرى تهتم بالرأي العام الإلكتروني.
أما الدكتور صفوت العالم، الخبير الإعلامي والأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تخلق نوعية جديدة في مجال الإعلان، تتوقف على المضمون أو المحتوى التي الذي يتم تداوله على المواقع الإخبارية، فلكل موقع شخصية حسب مستخدميها تسعى لإرضائهم.
وأضاف "العالم"، في تصريح لـ"الوطن"، أنه على شركات الإعلان أن تبحث عن آليات لجذب المعلن، منها عدد المستخدمين ونوعيتهم وحجم المشاهدة، وشهرة البرنامج الذي ترعاه من خلال المضمون الذي تقدمه لتحدد الفئة المستهدفة منها.